تتجه الأوضاع في سوريا نحو مزيد من العنف والاحتقان حيث أوردت موسكو أن كوسوفو «الداعمة للمعارضة السورية » تجند مقاتلين سوريين وتدربهم لقتال الجيش السوري فيما بدأت 19 دولة غربية وعربية مناورات عسكرية مشتركة في الأردن بعنوان «الأسد المتأهب».
وحذر فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في الأممالمتحدة من خطر تحويل كوسوفو إلى معسكر لتدريب المسلحين السوريين متطرقا إلى معلومات وتقارير إخبارية إعلامية تؤكد إجراء كوسوفو اتصالات مع ممثلين عن المعارضة السورية وذلك من أجل تدريب المقاتلين السوريين على أراضي كوسوفو على وجه الخصوص .
تقويض لخطة عنان
واضاف أن مثل هذا النشاط من شأنه تقويض الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان والتي تحظى بتأييد الأسرة الدولية برمتها . وتابع أن تحويل كوسوفو إلى معسكر دولي لتدريب المقاتلين من مختلف الجماعات المسلحة يمكن أن يصبح عامل زعزعة للاستقرار تتعدى تداعياته نطاق منطقة البلقان داعيا الهيئات الدولية الموجودة في كوسوفو إلى وضع حد لهذه المحاولات .
في المقابل , أعلن أنور خوجة وزير خارجية كوسوفو أمس عن دعم بريشتينا للمعارضة السورية مؤكدا أن حكومته تقيم صلات ديبلوماسية مع ممثلين عن تلك المعارضة . وأوضح أن بريشتينا تقدم دعما سياسيا للمعارضة السورية مضيفا أن بلاده كانت من بين الحكومات الأولى التي دعمت قوى المعارضة في ليبيا وفي بلدان عربية اخرى العام الماضي لأننا نحارب من اجل القيم نفسها .
وتحيل هذه الأنباء إلى سيناريو الجزائر الكارثي حيث كانت كوسوفو تؤوي المسلحين الإسلاميين وتدعمهم وتجندهم للقتال في الجزائر خلال حقبة التسعينات والتي لم تتعاف منها الجزائر بعد .
«الأسد المتأهب»
وليس بعيدا عن سوريا , أعلن جيشا الأردن والولايات المتحدة امس عن انطلاق تدريبات «الأسد المتأهب» بمشاركة 19 دولة في الاردن التي أكدت أن المناورات لا علاقة بها بما يجري في سوريا .
وقال اللواء كين توفو قائد القوات الخاصة في الجيش الأمريكي : بدأنا الاثنين الفارط تطبيق مهارات في سيناريو حرب غير تقليدية يستمر نحو اسبوعين كاملين مشيرا إلى أن «الأسد المتأهب» يعتبر اضخم تمرين عسكري يجري في المنطقة منذ نحو عقد .
من جهته , قال اللواء الركن عوني العدوان رئيس لجنة العمليات والتدريب المشترك ومدير تمرين «الأسد المتأهب» أنه لا علاقة لما يجري حاليا في سوريا ب»المناورات المشتركة» مشيرا إلى أن سوريا دولة مجاورة نحترم سيادتها ولا يوجد اي نشاط في هذا التمرين يتعلق بالأحداث هناك أو بأية أحداث في الدول المحيطة أو بكافة دول العالم .
وتابع أن هناك 19 دولة مشاركة في هذا التمرين متعدد الجنسيات من بينها أي من بين تلك الدول – تسع دول عربية وعدد المشاركين فيه يزيد عن 12 ألف مشارك من مختلف صنوف القوات المسلحة . وذكر أن الهدف من التمرين هو تبادل الخبرات والتعرف على ما وصل إليه العلم الحديث من خبرات عسكرية .
استهداف المراقبين
ميدانيا , قال عضو في فريق مراقبي الأممالمتحدة بسوريا أن انفجارا الحق أضرارا بسيارة تابعة للمراقبين أثناء جولة تفقدية في بلدة «خان شيخون السورية» مساء أمس ولكن لم يصب أحد من المراقبين بأذى في الانفجار. وتابع ان الفريق المؤلف من سبعة أفراد فقدوا سياراتهم ويحاولون «من مساء أمس» تنظيم عودة آمنة لقواعدهم .
في هذه الأثناء , قال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود، أمس إن عدد المراقبين الدوليين في سوريا بلغ أكثر من 200 مراقب ينتشرون في جميع المناطق الساخنة في البلاد.
وقال مود في تصريح «أرسلنا دوريات إلى كل المناطق السورية، ولدينا اليوم أكثر من 200 مراقب على الأرض، وقد قمنا بإنشاء محطة في محافظة دير الزور». وأضاف «أنا متأثر جداً بالحفاوة التي يستقبل بها الشعب السوري المراقبين، حتى في أصعب الظروف كان الناس يستقبلوننا» موضحا «لقد عقدنا لقاءات مع جميع الأطراف في أماكن عدة، وكانت لقاءات جيدة وصريحة، وأنا على ثقة بأننا نفتح أبواب ونوافذ حتى في أكثر المناطق سخونة وتشهد أحداث مأساوية، كما حدث مؤخرا في بلدة الرستن في محافظة حمص، حيث كان لنا دوراً هاماً في التخفيف من وطأة الأحداث على الأرض».