مدينة قلعة سنان مدينة مهمشة خلال العهود الماضية ومازال الواقع التنموي بها يتطلب تظافر عديد الجهود من اجل ارساء منوال تنموي مناسب للمنطقة فأيّ تصوّرات للمقاربة التنموية؟ وما هي طرق التنشيط الاقتصادي الفعال بالمنطقة ?. يقول السيد سفيان قلعي ناشط سياسي ومعطل عن العمل: «في المناطق الداخلية اليوم تتشابه مظاهر الأزمة والمقاربة التنموية الجديدة يجب أن تنتبه بشكل أساسي الى فشل السياسات السابقة التي حاولت ظاهريا أن تقنع رجال المال بأهمية الحوافز الجبائية والضريبية والدعم المباشر وغير المباشر لتشجيعهم على الاستثمار. لكن الاستثمار في أيّ قطاعات ووفق أي خطط؟ عموما أعتقد أنّ الجهد المبذول حاليا يفتقد للوضوح التقني ولا يزال يعتمد على مفهوم عوامل النمو ومحاولة تصويره على أنه تنمية رغم أن التحليل الاقتصادي قد وصل منذ عقود الى أن تحقيق معدلات عالية ليس بالضرورة إنجازا للتنمية. قلعة سنان من الجهات الداخلية المعزولة التي تتوضح فيها الفوارق التنموية مع الجهات المحظوظة، حيث تتناقص معدلات الانفاق والاستهلاك الراجعة لانخفاض الدخل وتتراجع فيها الخدمات من جميع الأنواع وتعاني من الاستقطاب الخدمي للمدن المجاورة لها كتاجروين والكاف والعاصمة والتحريك الاقتصادي للجهة ممكن خاصة الصناعي والخدمي الموجه للسوق الجزائرية القريبة أو بشكل أقل طموح ادماج الجهة بشكل مباشر ضمن مخطط شامل للتنمية مع جنوب ولاية الكاف دون تمييز ... بشكل عام التنمية في قلعة سنان أو في المناطق الشبيهة بها يجب أن تستند الى التصنيع واذا كان غير ممكن نشر الوحدات الصناعية في كل قرية أو مدينة صغيرة فانه يمكن اقامة مناطق صناعية متوسطة مشتركة بين عدد من الجهات، وفي مثال قلعة سنان منطقة صناعية مشتركة وموسعة بينها وبين القلعة الخصبة، الجريصة وتاجروين قادرة على تنشط جنوب الولاية كله. مع اضافة أن المنطقة تتميز بإرث تاريخي وامكانيات طبيعية فريدة يمكن استغلالها في تطوير النشاط السياحي والزراعي وجعلها من الأقطاب التنموية في البلد».
أما السيد محمد مزوغي مساعد بيداغوجي وفلاح فيقول: «في انتظار انتفاع المنطقة بمياه سد وادي سراط وجب إحداث اجراءات عملية لارساء تقاليد في الفلاحة والزراعة السقوية مثال تمكين الفلاحين من التيار الكهربائي الضغط العالي haute tension لتشغيل المضخات وتأطيرهم من قبل خلايا الارشاد ومد المسالك الفلاحية وتعهدها بالصيانة وتبسيط الاجراءات التمويلية لبعث مشاريع لها علاقة مباشرة بالري مثل تربية الأبقار والأغنام والدواجن وزراعة العلف مع اعادة صياغة مساعدة الدولة لأصحاب الآبار الارتوازية والعميقة كذلك وجب تطوير أنواع القطعان من بقر وماعز وأغنام ذات المردودية المربحة والتركيز على زراعة الزياتين وتمويل الفلاحين في فترة ما قبل الانتاج أوالدخول في شراكة مع الفلاح.
أما السيد رضا كارم فيقول: «اذا كانت قلعة سنان المنطقة الأكثر تضررا من السياسات التنموية السابقة فالمنطق يقتضي تقديم حلول عاجلة للحد من الفقر والبطالة وأخرى على المددين المتوسط والبعيد ولذلك أرى أن الخيار العاجل يتصل بسد وادي سراط والخارطة السقوية التي سيوفرها .وبفتح أفق لتبادلات تجارية على المنطقة الحدودية بشكل مقنن ومنظم يجعل التاجر آمنا على تجارته ويمكن الدولة من عائدات ضريبية مخففة ويحمي المجتمع من ظاهرة التهريب .كذلك يمكن التعجيل باعادة تشغيل معمل الوقيد بعد حل إشكال القانوني بين المستثمر والعمال وأخيرا يمكن التعجيل باعادة استغلال المعادن بمنجم بوجابر. هي مشاريع قد تخلق مئات مواطن الشغل وتنهي الأزمة الحالية. وعلى المدى المتوسط والبعيد لا بد من التفكير في الصناعات الغذائية المرتبطة بتربية الأبقار وبالزراعات الكبرى. كما أن السوق الجزائرية بحاجة ماسة الى الملابس الجاهزة وهذا يفتح امكانية للاستثمار في هذا القطاع محليا من أجل التصدير».
السيد سامي عمري تاجر يقول: «في حقيقة الأمر وكتشخيص منطقي وطبيعي يخضع للمكونات الطبيعية والبشرية للمنطقة ففاقد الشيء لا يعطيه حيث لا يمكن للمنطقة أن تكون قطبا صناعيا لأنه لا توجد ممهدات لذلك. وحسب رأيي فسبيل التنمية بقلعة سنان والمناطق المجاورة لها هوالفلاحة ويكمن ذلك في دعم الفلاحين خاصة منهم الصغار والمتوسطين علما وأن قلعة سنان تزخر بعدد مهول من الآبار كذلك تربية الماشية والأبقار خاصة من خلال سد وادي سراط يمكن دعم الفلاحة السقوية. حتى نجعل من قلعة سنان قطبا فلاحيا متميزا .