عادة ما يتخوف الفلاح من علامة مرضية تصيب حقول القمح، تبدأ ببياض سنابل قليلة، ثم تنتشر في كامل الزرع. وقد ظهرت هذه العلامة مؤخرا في أكثر من مكان في حقول القمح بعمدون وفي الأراضي المجاورة لها.
وتعني هذه العلامة لمن خبروها أن السنبلة المبيضة تكون فارغة من الحب تماما، وفي أحسن الأحوال تكون حباتها ضعيفة وغير طبيعية، وهوما يهدد الفلاحين بالخسارة أمام المصاريف التي تكبدوها طيلة الموسم الفلاحي.
أما أسباب هذا المرض فيختلف حولها الفلاحون، فمنهم من يرى على غرار توفيق الفرشيشي أن السبب هوتقصير من الفلاح ذاته الذي لم يبادر إلى رش مزروعاته بالدواء المناسب، إضافة إلى بذر القمح قبل أوانه في بداية السنة خاصة بعمدون المعروفة ببرودتها مقارنة بجهات أخرى، وهوما يقتضي تأخير موسم البذر قليلا، على عكس ذلك يرى عبد الحميد المالكي الذي يعتبر الأدوية والمبيدات التي أصبحت تخضع لها المزروعات سنويا هوسبب هذه الأمراض التي لم تكن في الماضي تصيب الزرع حسب قوله، ويستغرب هذه السنة بالذات أن تظهر هذه الأمراض في ربيع لم يكثر فيه الضباب والرطوبة التي تسبب هذا المرض كما هو شائع.
ولمزيد من التحري في الموضوع التقينا السيدة حنان القيطاري مهندسة فلاحة ولها نقطة بيع للمواد الفلاحية، وهوما جعلها في احتكاك يومي ومباشر بالفلاحين وبمشاكل مزروعاتهم، وقد أفادتنا في هذا المضمار أن نبتة القمح ظهر بها مرضان خلال هذا الموسم :الأول يُعرف ب»فيزاريوم» ويصيب السنبلة مباشرة فتكون فارغة أوبحبات عليلة، والثاني يدعى» التبقع السبتوري» ويصيب النبتة من جذورها باليبس ثم يصعد مع القصبة حتى يبلغ السنبلة فيتركها حصيدا في غير وقتها، وهذه من الأمراض الخطيرة التي تهدد صابة القمح حيث تدمر المحصول بنسبة 30 % كما وكيفا، وعلمت محدثتنا أن عددا كبيرا من الفلاحين قد أصيبت مزروعاتهم بهذه الأمراض ولكن بعد فوات الأوان، أما بخصوص المسببات فتحمل المسؤولية إلى عديد الأطراف، أولهم الفلاح الذي تقول انه يتأخر في مداواة مزروعاته، أويمتنع عن مداواتها أصلا، أويقتني الأدوية من غير أهل الاختصاص، فلا يوفرون له الاسترشاد السليم فيكون الضرر أكثر من النفع، أوقد يعمد الفلاح إلى بذر القمح سنين متتالية في نفس المكان فيقضي بذلك على قاعدة التداول الزراعي، العامل الثاني هوالمناخ ونعني كثرة المياه مثل هذا العام، وثالثها الوضع العام الذي ساهم في تعثر انطلاقة الموسم عندما فُقدت الأسمدة اللازمة.