لم تكن هزيمة النجم أول أمس في المنستير مفاجئة فقد كانت مؤشرات عديدة تؤكد بأنها منتظرة، هزيمة فريق جوهرة الساحل أمام الاتحاد فسحت المجال لانتقادات طالت اللاعبين ومدربهم في نفس الوقت.
رغم أنّنا ألفنا عادة تهجّم أحباء مختلف الأندية على مدربي فرقهم عند الهزيمة حيث يكون المدرب أول المستهدفين حتى ولو كان الأمر مجانبا للحقيقة، فإننا عقب مباراة النجم في المنستير لمسنا جانبا هاما من الصدق والصواب في مجمل المآخذ والملاحظات التي وجهها أنصار النجم إلى لاعبيهم ومدربهم فوزي البنزرتي.
شطحات البنزرتي
من شاهد المباراة يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاختيارات البشرية والتكتيكية للمدرب فوزي البنزرتي أصبحت لا تبعث على التفاؤل، والخوف كل الخوف أن يصبح النجم فاقدا لمظاهر الهيبة مما يؤدي به إلى مركز في مؤخرة الترتيب، منذ عودته على رأس الفريق أثبت البنزرتي مثلما تدل على ذلك النتائج المسجلة فشلا ذريعا على مستوى اختيار الخطة التكتيكية المناسبة أو على مستوى تعديل الأوتار خلال اللعب مما أوقع الفريق أكثر من مرة في التخبّط والارتباك والتعثّر داخل ميدانه وخارجه.
في غياب المحاسبة
جاءت الهزيمة في المنستير وما رافقها من انهيار شامل للفريق لتفجر ما في الصدور من غضب على منهج عمل فوزي البنزرتي. وما زاد الطين بلّة إصراره على اللعب ببعض العناصر التي لم يعد لها ما تقدمه في حين يتوفر فريق الامال على شبان قادرين على توفير الإضافة المطلوبة لكن بمرور الوقت تبين للجميع أن فوزي البنزرتي مازال فوق المحاسبة.
نهاية شهر العسل
الهزيمة الخامسة في رصيد النجم زادت الوضعية تعقيدا من ذلك أن الأجواء أصبحت تسير سيرا حثيثا نحو الأسوأ... ولعل عبارات الاستهجان التي أطلقها الأحباء تجاه مدربهم المحبوب، إنما هي صورة لا تحتاج إلى تعليق حول انتهاء شهر العسل بين الطرفين خصوصا بعد اقتناع الأنصار أن تراجع نتائج ومستوى فريقهم لم يكن بسبب محدودية إمكانات جل اللاعبين فحسب إنما مسؤولية المدرب، لأن طريقة إدارة فوزي البنزرتي للمسائل الفنية وتصرفه في الرصيد البشري غير مطابق لاستراتيجية النجم الذي يريد بناء فريق عملاق من جديد.
محاسبة اللاعبين
إزاء الوضع الذي تردى فيه الفريق تبقى هيئة النجم مؤهلة قبل غيرها لمحاسبة اللاعبين ما داموا متعاقدين مع الجمعية بأجور ملكية إن أكثر المتشائمين لم يكن يتوقّع أن ينهار الفريق بذلك الشكل وتتعامل عناصره مع مباراة أول أمس بلا روح وبلا غيرة على ألوان وسمعة النجم والأدهى أن يغيب عن اللاعبين الاندفاع والانضباط والروح الانتصارية مقارنة بلاعبي الاتحاد المنستيري وكيف لهيئة رضا شرف الدين أن تحاسب لاعبين تنتهي عقودهم في نهاية الشهر القادم على مردودهم أمثال رضوان الفالحي وسيلفا دوس سانطوس وعادل الشاذلي ولاعبين عجزوا عن التخلص من كيلوغراماتهم الزائدة أمثال حامد النموشي وحسين جابر وأمين اللطيفي.
قرارات في الأفق
إلى حد صبيحة أمس لم نتمكن من معرفة إن كانت الهيئة المديرة تهيئ لقرارات تصحح بها المسيرة فنائب رئيس الجمعية الدكتور جلال كريفة لازم الصمت عقب مباراة الاتحاد المنستيري وكان في حالة تفكير عميق وقد يكون يفكر في ما يجب فعله ليعود فريق جوهرة الساحل إلى سالف هيبته التي تراجعت منذ عودة فوزي البنزرتي إلا أن مختلف تعاليق الأحباء على مواقع التواصل الاجتماعي اتفقت على ضرورة تغيير المدرب من خلال إعادة منذر كبير القادر على ضخ دماء جديدة في شرايين الفريق فيما تبقى من مشوار البطولة خاصة بعدما تحولت بوصلة أهداف هذه المرحلة من الاقتراب من المركز الثاني في الترتيب العام إلى العمل على الابتعاد عن كوكبة مؤخرة الترتيب.
ماذا يريد لمجد الشهودي؟
لم يكتف لمجد الشهودي بحرق أعصاب الجميع من خلال تواضع مردوده من مباراة إلى أخرى بل زاد عن ذلك من خلال ما بدر عنه أول أمس في حجرات ملابس ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير من تصرفات غير لائقة قد تدفع بالهيئة المديرة إلى معاقبته ماديا.