لقيت دعوة نقابة التعليم الابتدائي الى شنّ إضراب عام يومي 30 و31 ماي الجاري مساندة كبيرة من قبل مدرّسي القطاع الذين عبّر عدد منهم ل«الشروق» عن شرعية الاضراب بالنظر الى شرعية مطالبهم «المزمنة». قرار الاضراب جاء نتيجة عدم تواصل النقابة الى حلّ لدى الحكومة بخصوص جملة من المطالب العاجلة التي وصفها كافة ممّن استجوبناهم بالمطالب «المزمنة» التي تجاهلتها الحكومات المتعاقبة مندّدين بصمتها تجاه ما يعانيه القطاع من تهميش على جميع الأصعدة حيث أكد السيد بلقاسم خرشوفي أن إضراب المعلمين ضروري في هذه الفترة التي بات فيها المعلم عاجزا عن تلبية أبسط ضرورياتها بحكم غلاء الأسعار وما على الحكومة سوى تنفيذ وعودها وقال «لا تراجع عن مطالبنا اليوم» وهو ما أيده السيد صفوان قراب (معلم تطبيق أول) مشيرا الى ضرورة تخصيص منحة خاصة بأبناء المعلمين والزيادة في الأجور معتبرا إياه مطلبا أساسيا الى جانب مطلب المنحة الخصوصية التي تمتعت بها بقية القطاعات الأخرى ومنحة العودة المدرسية، وأوضح أن ارتفاع عدد المعلمين لا يشكل عائقا أمام الزيادة في أجورهم وقال نطلب من الحكومة مراعاة ظروف المعلم الذي يشغل أصعب المهن وإيلاءه المكانة التي يستحق، مؤكدا أن المعلمين الذين يعملون في الأرياف يعانون الأمرّين ويعيشون ظروفا مادية ومعنوية صعبة للغاية ومع ذلك فهم لا يتمتعون بأي امتيازات، ودعا الحكومة الي ضرورة العمل على تطبيق الاتفاقيات المبرمة معها دون تمييز بين قطاع وآخر باعتبارها اتفاقيات مشتركة. غياب مدرّسي الاختصاص
أما نجاة جويني فقد أبدت مساندتها للإضراب لاقتناعها التام بمطالب القطاع مؤكدة أن الوضع مزر ولا يقبل أي مزايدات وأن الإضراب المقرّر تنفيذه ليس لديه أي تأثير على التلاميذ خاصة أن أغلب المعلمين قد أنهوا برامج التدريس وهذه الفترة هي فترة مراجعة وتقييم ليس أكثر.
وأبدت نجاة الجويني استياءها من غياب مدرسي اختصاص في المدارس الابتدائية إذ يتولى المعلم تدريس التربية الموسيقية والتربية البدنية والتربية التشكيلية والتربية التكنولوجية الى جانب مادة العربية والعلوم وهو ما يجعله غير قادر على تقديم الدروس على أكمل وجه باعتباره غير مختصّ في هذه المواد وهي مسؤولية سلطة الاشراف.
وقد ساندتها الرأي زميلتها ماجدة بن الحاج عمر التي أوضحت أن الاضراب أمر مفروض بسبب تجاهل الحكومة لشواغل هذا القطاع الحسّاس الذي يعدّ ركيزة التعليم وأبدت استعدادها لإمهال الحكومة الوقت الكافي لتطبيق الاتفاقيات المبرمة معها مراعاة للظرف الاقتصادي الذي تعيشه البلاد شريطة أن تعتني بشواغل المواطن التونسي وهي الشواغل التي قامت من أجلها الثورة وأن لا تهدر المال التونسي في مسائل تهمّ الأقلية وتخدم مصالح ضيقة.
من جانبها قالت سارة السماتي أنها تعيش تذبذبا بين أن تعطي الثقة للحكومة علّها تستجيب لما وعدت به وبين موقف النقابة التي هي على دراية كبيرة بمشاكل السلك والتي ملّت الوعود الزائفة قائلة «ليست لدينا مطالب ضد تونس وضد استقرارها».
المعلم هو الأساس
أما سعاد اينوبلي فقد أوضحت أن المعلم هو أساس المنظومة التربوية قبل التعليم الثانوي والجامعي وهو الوحيد المهمش من قبل سلطة الاشراف رغم أنه يقوم بعدّة وظائف في الآن ذاته حيث يشغل مهمة الطب النفسي والمرشد الاجتماعي والمربي ومقدّم المعلومة في ظل غياب أهل الاختصاص ومع ذلك ظلّ مهمشا منذ سنوات ومطالبه ليست مبتدعة ووليدة الثورة وإنما هي مطالب مزمنة تجاهلتها كل الحكومات التي تعاقبت على تسيير شؤون البلاد. وندّدت سعاد اينوبلي بإقصاء المعلّم من مجرّد إعداد مشاريع البرامج التربوية والحال أنه هو الذي يباشرها. وقالت «الحكومة أثنت القطاع ولن نسمح بتهميشها له ولن نرضخ».