الطابع الفلاحي لمنطقة عمدون، وحيازتها مساحات غابية جعل موسم الحر من كل سنة، مناسبة يتوجس خلالها المتساكنون، من الحرائق السنوية التي قد تستهدف المحاصيل الزراعية سيما الحبوب خلال موسم الحصاد وهذا ما يعجل بحماية المحصول.
خلال موسم الحصاد تلتهم الحرائق مساحات هائلة من حقول القمح وما حصل سابقا من حرائق خير دليل على ذلك، ففي مكان واحد وتحديدا بالقطعة المجاورة للمصب بضاحية المدينة، نشبت فيها النيران 5 مرات وعلى امتداد 5 سنوات، كما يحدث في كل عام أن تُحرق أكوام التبن داخل بيادر الفلاحين، هذا إلى جانب نصيب الغابات من النيران الذي أصبح شبه دوري في كل صائفة ويشمل الغابات الطبيعية والمغروسة،أما الأسباب فهي متعددة ومن أهمها قرب المزارع من الطرقات مما يجعلها داخل مجال المدخنين حيث يلقون بقايا سجائرهم بشكل عشوائي ودون أن يكترثوا لذلك، أما رياح الشهيلي فتتسبب أحيانا في اشتعال أكثر من آلة حاصدة ومنها ينتقل اللهيب إلى الزرع، ويبقى إشعال النار عن قصد أوعن طريق السهو هو من أقل الأسباب وإن كان موجودا.
وامام غياب فرع محلي للحماية المدنية بعمدون، فتتأخر عملية التدخل للإنقاذ عند الضرورة بحكم البعد، مما يعني مضاعفة الخسائر على أكثر من صعيد، ويذكر أهالي الرميلة الحريق الذي شب في أراضيهم في صائفة 2011، والذي جاء على أكثر من 70 هكتارا قبل أن يصل رجال المطافئ إلى المكان، وقد ساهمت الأعشاب الجافة على المسالك الفلاحية التي لم تُزال خلال الربيع إلى توسيع رقعة الحريق حيث سهل انتقال النار بين المقاسم ، قبلها كان من أكبر الحرائق عندما التهمت النيران سنة 2001 ما يقرب من 3000 رزمة تبن لثلاثة فلاحين بعمادة بني مالك، ولم تصل شاحنات الحماية إلا بعد أن أصبحت النيران في ذروتها وانتقلت إلى أكثر من مكان، وعندها تعذر التدخل أمام شدة اللهيب، أما غابات الجهة وعلى رأسها غابة جبل صباح فقد أصبحت مرتعا للنيران في كل صيف ولقد دُمرت في معظمها بسبب ذلك ولم يبقى منها إلا القليل.
وأمام هذا الوضع ونحن مقبلون على موسم فلاحي، فإن أهالي الجهة بغالبيتهم يطالبون ببعث فرع محلي للحماية المدنية، وتنظيف المساك الفلاحية من الأعشاب قبل أن تجف ونسجل كتحرك عملي في هذا السياق، ما قام به الشاب هشام المنصوري وهوعضوجمعية مدنية، وتمثل في توجيه مكتوب إلى الوزير الأول ووزير الفلاحة باسمه وباسم عدد من المواطنين وعدد من المؤسسات المحلية يحمل تواقيعهم،في هذا الشأن وينتظرون أن يجد مطلبهم آذانا صاغية.