تشير المؤشرات الكمية إلى محاصيل حبوب مقبولة وواعدة مقارنة بالحصيلة الضعيفة للموسم المنقضي. في المقابل تثير المؤشرات الأمنية في ظل الهواجس التي تسيطر على المزارعين جراء خصوصية الظرف الأمني الراهن مخاوف مما قد يهدد سلامة مزارعهم من اعتداءات اجرامية أخذتها الهياكل الفلاحية على محمل الجد من خلال دعم حزمة الاجراءات الحمائية للصابة وتشمل أساسا التنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع وتكوين دوريات للمراقبة والحراسة وتشريك لجان حماية الثورة في هذه العملية هذا طبعا علاوة على حث الفلاحين وأهالي المناطق الحبوبية على تأمين الحراسة والحماية اللازمتين للمحاصيل وتنضاف للقائمة اللجان الوطنية المكلفة عادة بمكافحة الحرائق,, وعلى الرغم من أهمية هذه الاجراءات تظل الهواجس مسيطرة على المزارعين خشية أن يسود منطق "اللي يسرق يغلب اللي يحاحي" وأن يتمكن "عود ثقاب"من تبديد أحلام أشهر من الانتظار وأن يكون "البزويش" الآدمي أكثر خطرا على الصابة من طائر البزويش ما يجعل بعض السيناريوهات مطروحة منها أن يسرع البعض بالتجميع قبل حتى اكتمال نضج المحاصيل- في هذا السياق أشارت بعض الأطراف في لقاء فلاحي انتظم الأسبوع المنقضي إلى مبادرة أحد المزارعين بالوسط إلى جمع الشعير أخضر- أو أن يخلق الإقبال الضخم المتوقع للمزارعين على عملية الحصاد في فترة زمنية متقاربة ضغطا خانقا على طلب الآلات الحاصدة ما يساهم في اختلال العرض والطلب ويؤجج نار أسعارهذه المعدات وتطرح بشدة اشكالية ارباك سوق الحاصدات التي يقدر أسطولها بنحو 2750آلة .. في ضوء هذه السيناريوهات التي نرجو أن يدحضها الواقع هذه الصائفة وأن تبلغ صابة الحبوب بر الأمان يتعين على الأطراف الإدارية المعنية التحسب لكل طارئ ووضع الحلول الناجعة لها من ذلك تنظيم عملية التزود بالحاصدات وفق ربما أولويات أو أجندا معينة يعود لإدارة الإنتاج الفلاحي تحديدها كما يفترض طرح مسألة الأسعار على بساط الدرس من خلال تباحث إمكانية ضبط سقف أقصى . على صعيد آخر ولمعاضدة الجهود الرامية إلى تعزيز الضمانات الأمنية للصابة وانتداب أكبر عدد من أعوان الحراسة نقترح على سلط الإشراف أن يقع تحويل المبالغ الضخمة التي كانت تقتطع من الصابة عند بيعها لديوان الحبوب والمقدرة بنحو مائة مليم عن كل قنطار حسب علمنا لفائدة صندوق 26 26أن تتحول إلى صندوق خاص بتمويل عملية انتداب شبان الحراسة من الطلبة والعاطلين عن العمل خلال موسم الحصاد وهكذا تكون الاستفادة أنجع وأهم خصوصا وأنّ الصندوق تم حلّه والموارد التي تعد بمئات الملايين والتي كانت تذهب للتضامن الوهمي حماية قوتنا اليومي أولى بها.