اليوم.. عيدها.. الذي نحبّ. الأم.. الحضن الدافئ الذي نحتاجه في كل لحظة وحنين الأم.. رحيق الحياة.. وعطر الوجود.. وبلسم الجراح. الأم.. هي الصفاء.. النقاء.. الأمل.. الحياة.. الأم.. أغنية الوجود.. وهمس الموج.. وإشراقة الفجر. عيدها اليوم.. معزوفة جديدة على وتر الحياة.. عيدها اليوم.. أغنية.. وردة.. قبلة.. حبّ وأمل.
يقو شاعر الحب والحرية نزار قباني مخاطبا أمّه من خلالها كل الأمهات:
صباح الخير يا حلوة صباح الخير يا قديستي الحلوة مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر لرحلته الخرافية وخبّأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر سلامات سلامات إلى بيت سقانا الحبّ والرحمة إلى أزهارك البيضاء
هي الأم.. التي كم من تغنّى بها وهزّه الشوق إليها.. فأنشد لها قصائد وصاغ لها أشعارا وكلمات وخواطر وخط بمداد قلمه عبارات معطّرة بالمسك والعنبر.
ستّ الحبايب
لقد حفلت المدونة الموسيقية العربية بكمّ كبير من الأغاني التي تحدثت عن الأم وتوقفت عند خصالها وخصوصياتها ومزاياها.. أغنيات خالدة.. راسخة في الذاكرة.. رغم أننا لا نستمع إليها إلا في المناسبات القليلة.. هي أغنيات لا نملّها.. بل نزداد عشقا وحبّا لها.. هي أغنيات الحبّ الصادق والعشق الدائم لأعظم كائن في الوجود.. الأم. ستّ الحبايب يا حبيبة.. واحدة من الأغنيات الخالدة التي صاغ لحنها المطرب الكبير محمد عبد الوهاب وأداء فائزة أحمد.. وللأم غنّت وردة الجزائرية «كل سنة وأنت طيبة» وتغنى محمد منير ب«أمي الحبيبة.. أمي الحنون» وفيروز «أمي يا ملاكي» وعماد عبد الحليم «مهما خذتني المدن» ودريد لحام «أحنّ الى خبز أمي».. وعاصي الحلاني «يمّا».. والقائمة طويلة في هذا المجال.
يطوّل عمرك
الأم.. ينحني ظهرها ولا تتعب.. تنتصر للحب.. تتحمّل.. تحنو بكل صدق ودون منّ ولا مواربة.. الأم.. حاضرة وبشكل كبير في المدونة الموسيقية التونسية. «يطوّل عمرك يا أميمة» لمبروك التريكي.. أغنية تجاوز سنها الأربعين عاما ولازالت تنضح بالحياة والسحر والوفاء.. ونجد أيضا «محلاها كلمة في فمّي» لسيدة نعمة.. وغنى صابر الرباعي «يا ريت يا أمي».. فيها دعوة الى الأم.. الملاذ.. في كل لحظة وحين.. وسجّلت زهيرة سالم «أمي يا أمي» وشكري بوزيان «محلاك يامّي» وسنية مبارك «أمي يا حزني ويا فرحي».. وبلقاسم بوڤنّة «يا والدة» وسمير الوصيف «يا أميمتي الغالية».. ولطفي بوشناق «نحبّك يا أمّي».. وللأم شدت الراحلة ذكرى برائعة فنية كتب نصّها الشاعر الراحل حسونة قسومة وصاغ موسيقاها عبد الرحمان العيادي: الى حضن أمّي يحنّ فؤادي حنين البساتين الى المطر أمي أميرة كل العباد أمي ملاك من البشر وتبقى الأم.. الحديقة الوارفة التي نستظلّ بأشجارها عند الهجير.. ونستنشق عبير أزهارها.. فهي معاني الجمال في الوجود.. وهي الحياة في أجلّ وأبهى مظاهرها.. هي الأم التي نعشق.. هي التي تهب الحبّ والأمل.. دون مقابل.. وهي الخير الذي لا ينضب معينه.