استجابة لبلاغ نقابتهم، نفذ أعوان المحاكم وكتبتها بمختلف أنحاء الجمهورية اضرابا تجاوزت نسبة نجاحه حسب مصادر متطابقة التعسين بالمائة، وهو ما أدى الى شلل شبه تام للمرفق القضائي العدلي يوم أمس. ومن المنتظر أن يتواصل الأمر على نفس الوتيرة هذا اليوم، احتجاجا من النقابة على عدم استجابة وزارة العدل لمطالب قطاعية مشروعة، حسب الكاتب العام السيد محمد علي العمدوني. وفي جولة قمنا بها يوم أمس بين أرجاء المحكمة الابتدائية بتونس، ومحكمتي الناحية والاستئناف بها، بالاضافة الى محكمة التعقيب، فإنّ ما عايناه تميز بالفراغ التام لهذه المحاكم من أعوانها وموظفيها وكتبتها. وقد دخلها بداية الصباح عدد قليل من المواطنين والمحامين، إلاّ أن الحركة «انعدمت» تماما انطلاقا من العاشرة صباحا.
نسبة نجاح بأكثر من 90 بالمائة
وعلمت «الشروق» من مصادر مختلفة ومتطابقة أن نسبة نجاح اضراب كتبة المحاكم وأعوان العدلية تجاوزت بنسب مختلفة التسعين بالمائة، حيث استجاب السواد الأعظم من أعوان المحاكم في كافة أنحاء الجمهورية الى دعوة نقابتهم، و«انضبطوا» لقرار الاضراب رفضا منهم لسياسة «التسويف» التي تتعامل بها معهم وزارة العدل، وهو ما شدّد عليه السيد محمد علي العمدوني في تصريح ل«الشروق» يوم أمس «نحن اضطررنا الى الدخول في اضراب قسرا. فنحن لا نرغب في الاضراب للاضراب، بل طرحنا مشاغلنا ومطالبنا على سلطة الاشراف، وطلبنا الاستماع إلينا، فالحوار هو أمثل مسالك الوصول الى حلول ترضي جميع الأطراف، لكن الوزارة لم تعر مطالبنا أي اهتمام يذكر وواجهتنا بسياسة «التسويف» التي «مللناها»، ونحن سنواصل نضالنا لتحقيق مطالب قاطعنا الذي لايزال يعاني التهميش وهذا ما نرفضه اطلاقا.
تعطل مصالح المتقاضين
وفي جانب آخر من اضراب كتبة المحاكم يوم أمس فقد كان جليّا أن مصالح المتقاضين قد تعطلت بشكل لافت، وحتى الموقوفون على ذمة الدوائر الجناحية. فقد تأجلت جلساتهم الى مواعيد لاحقة. ولاح التذمر على عدد من المتقاضين الذين زاروا قصر العدالة بشارع باب بنات يوم أمس، لكن وكما أسلفت الذكر، سرعان ما غابت الحركة عن المحكمة باعتبار أن جلّ المواطنين كانوا على علم مسبق باضراب أمس واليوم.
وقد علق محمد علي العمدوني على اضراب الأمس بالقول: «إن نسبة النجاح المرتفعة جدا للاضراب والتي تجاوزت الخمسة وتسعين بالمائة هي دليل واضح على التفاف أعوان وكتبة المحاكم حول نقابتهم والتزامهم بكل توجهات وقرارات الاتحاد العام التونسي للشغل ونضاله لتحقيق مطالبهم المشروعة».