رغم محن الاعتصامات وحمّى الإضرابات و«موضة» الوقفات الاحتجاجية التي تتصدر الأسواق والشوارع والإدارات بكل الجهات فإن التلميذ أتمّ برامج هذه السنة الدراسية بمايكفي ليجتاز اختبارات الثلاثي الثالث والأخير وامتحان الباكالوريا وامتحان «النوفيام» و«السيزيام»... وهذا في حد ذاته مكسب يحسب لكل من ساهم في إنجاح هذه السنة الدراسية رغم كل الصعوبات والمعيقات. وبالتوازي مع التلاميذ فإن الفلاح في الشمال الغربي أتم برامج الموسم الفلاحي فيما يتعلق بصابة الحبوب ويتأهب لاختبارات جمعها وتسليمها إلى مجامع الحبوب... فإن كان التلميذ ينتظر عددا يؤهله للارتقاء فإن الفلاح ينتظر تغييرا في سلم تعيير الحبوب يؤهله لاسترجاع مصاريفه الفلاحية فهامش ربح يجعله يقبل مجددا على أرضه كدا واجتهادا من أجل سنة زراعية جديدة أكثر نجاحا من سابقاتها.
وأن كانت معيقات التلميذ لجمع ما يكفي من أعداد للارتقاء هي مدى جاهزيته يوم الامتحان ونوعية استعداداته له فإن معوقات الفلاح لجمع صابته هي مدى جاهزية كل الأطراف المتدخلة في العملية فعلى إدارة التجهيز تهيئة المسالك والطرقات لتخليصها من الأعشاب الجافة تجنبا للحرائق، وعلى الفلاح صيانة الات الحصاد وعلى المجامع تيهئة فضاءاتها لاستقبال الحبوب في أفضل الظروف وعلى أعوان الأمن وأعوان الحماية المدنية أن يكونوا جاهزين لحماية المحصول قبيل الحصاد من الحرائق المسبوقة بالإضمار والترصد وعند نقله من قطاع الطريق ويوم جمعه من كل أنواع اللصوص.
في الموسم الدراسي المنقضي تجند الجميع أولياء وتلاميذ وإدارة طوعا غير مكرهين لحماية الامتحان والممتحن والمصحح والعدد فحالوا بذلك دون أي تعطيل أو تزوير لينجح الموسم وسط ظروف لا تسمح بنجاحه، وفي الموسم الفلاحي المنقضي تجند المواطنون والفلاحون والإداريون والأمنيون وكل مكونات المجتمع المدني لحماية الصابة من كل أنواع اللصوص الذين استغلوا الفراغ الأمني لتهديد الفلاح بحرق صابته أو نهبها وهي في طريقها إلى المجامع إن لم يقتسم معه المداخيل.
صحيح أن الظروف هذا الموسم تختلف عن ظروف الموسم المنقضي لتواجد حكومة تعمل وإدارة تشتغل لكن هذا لا يمنع من الوقوف جميعا بنفس التطوع لإنجاح الموسمين الدراسي والفلاحي وإن كان الأمر هذا الموسم لا يستوجب لجان حماية من مكونات المجتمع المدني بنفس الكم والكيف إلا أنه يتطلب لجان وعي وتوعية حتى يكون الصالح العام على حساب الصالح الخاص والمقصود هنا ألا تكون الإضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية على حساب الأعداد والعباد فلا يتعطل عدد ولا نتيجة ولا تصاب صابة بالإتلاف... أهم نصيحة لا للسقوط في فخ الإشاعات وركوب الأحداث على حساب التلميذ وحبة القمح وأفضل الدعوات «ربي ينجح لكل تلاميذنا» و«ربي يوصل بالسالم كل صاباتنا الفلاحية» والأكيد أن تونس حكومة وشعبا ومعارضة تعيش الامتحان تلو الآخر يوما بعد يوم منذ ثورة 14 جانفي والمهم أن يكون في النهاية وعلى الدوام النجاح حليف تونس لا غير.