التأمت مؤخرا بمقر ولاية باجة جلسة تخص موسم الحصاد والاستعدادات لانجاحه... وقد أجمع المتدخلون على أن صابة الحبوب هذا الموسم ستسجل باذن الله أرقاما قياسية لم يشهدها القطاع الفلاحي بالجهة منذ 10 سنوات وفي المقابل لم يخف أي متدخّل خوفه من ضياع المحصول حرقا أو نهبا سهوا أو عمدا. ففي الأيام الأخيرة (حسب المتدخلين) وصلت الى كبار الفلاحين رسائل تتضمن صورة سنبلة وعود كبريت كتهديد بحرق الصابة إن لم يتسلّم باعث الرسالة المجهول مبالغ مالية تصل الى خمس آلاف دينار للتهديد الواحد. هذا دون اعتبار عمليات النهب المنتظرة عند نقل الصابة الى مجامع الحبوب وحتى مجامع الحبوب نفسها قد تشهد مداهمات بغرض النهب. وفي هذا الصدد ومن أجل حماية الصابة نسّقت الادارة الجهوية للحماية المدنية بباجة مع الادارة الجهوية للتربية من أجل تجنيد التلاميذ في العطلة الصيفية لحماية الصابة وحراستها عبر حملات توعوية يقبل من خلالها التلميذ متطوعا على هذا العمل... هذا بالاضافة الى امكانية تجنيد عمال الحضائر (3100) لهذه الحراسة اضافة الى من انتدبهم كبار الفلاحين للغرض. ويعول الجميع على الحملات التوعوية عبر مختلف وسائل الاعلام من أجل صابة حبوب قياسية. وبعيدا عن الحرائق بفعل فاعل بدأت مختلف الاطراف في الاعداد لحماية الصابة من الحرائق العادية جراء الحشائش والأعشاب التي تملأ حاشية الطرقات والمسالك التي تشق الاراضي الفلاحية وضرورة الاسراع في إزالتها وتهيئة هذه المسالك لتتم عملية رفع كتل «القرط» بأسرع وقت ممكن. وفي خصوص مسح المسالك وحواشي الطرقات ذكر أحد ممثلي الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة أن ادارة التجهيز (أبرز متغيب عن الجلسة) أكّدت عدم امتلاكها للالات اللازمة لهذا الغرض؟ ومن جهة أخرى أكّد بعض المتدخلين على أن أسطول المعدات الفلاحية المعدة لجمع محصول القرط والحبوب قد هرم وقد لا يكفي لهذا الجمع في مدّة زمنية مناسبة قبل أن تطال الحقول الحرائق بمختلف أنواعها ومسبباتها. ودائما في اطار حماية الصابة فإن المؤسسات الرسمية لا يمكنها تغطية كل المعتمديات وبالتالي فإن الضرورة باتت ملحة للتعويل على لجان محلية. مشاكل التجميع وبعيدا عن موضوع حماية الصابة من الحرائق فإن بعض الاشكالات يعانيها الفلاح هذه الايام وابرزها مشكلة «التل» لربط كتل «القرط» أو «التبن» فقد ارتفع المعلوم مع عدم التأكّد من تغطية السوق للكمية المطلوبة. هذا بالتوازي مع اشكالية توفير الاكياس الملائمة لجمع الحبوب... كما أن مراكز التجميع بالجهة قد لا تكفي الصابة حتى تحترم آليات التجميع وأبرزها عدم جمع الأكياس وتكديسها على الارض دون تهيئة أو أغطية. كما أن الوقت يداهم الفلاح ومعه ضرورة الاسراع باتخاذ التدابير وتوفير اللوازم. تعيير القمح ولم يخف الفلاح تخوفه من عمليات تعيير حبوبه من مراكز التجميع جراء عدم شفافية التحاليل المجراة في الغرض أحيانا أو نظرا لاستعمال آلات الحصاد القديمة وما يتبعه من تكبير للحبّة فيحرم الفلاح حقه الاصلي عند التعيير... وان وصلت الصابة سليمة فيناشد الفلاح البنك الوطني الفلاحي تقليص مدة اجراءات تسليم الحوالات الى الفلاح من 12 يوما الى أسبوع مع تحسين التعامل مع الفلاح في موسم الحصاد وموسم البذر. وفي هذا الصدد جاء ردّ ممثل المؤسسة البنكية المذكورة مفيدا بأن الفلاح يلقى كل العناية والاجراءات عند تسليم الحوالات يستوجب شيئا من الوقت نظرا للكم والكيف دون أن يهان الفلاح.