أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة الحالية هي عبارة عن حرب عالمية بأدوات محلية مشيرا إلى ان الشعب السوري عرّى الخونة وأعداء الشام الحقيقيين مرحبا في ذات الوقت بكافة القوى الوطنية داخليا أم خارجيا للمشاركة في الحوار الوطني. قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد إن بلاده تواجه حربا حقيقية من الخارج ومشروع فتنة وتدميرا للوطن أداته الإرهاب الذي ضرب كل الأطراف دون استثناء ورغم أن العملية السياسية تسير إلى الامام إلا أن الإرهاب يتصاعد دون توقف أو تراجع ولم تؤثر القوانين التي صدرت منذ بداية الأزمة عليه.
رسائل إلى كافة الأطراف
وقال الرئيس الأسد في خطاب له في مجلس الشعب أمس بمناسبة الدور التشريعي الأول وفقاً لوكالة الأنباء السورية «سانا»: «إن المهام تتجاوز الحلول وإذا كان البعض قد أرسل إلى الشعب السوري الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم للشعب نموذجا حضاريا يقتدى به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الإنسانية من إخوة في بلدان الحرية بدلا من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية».
وأوضح «أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية خطأ كبير يعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث»، مشيرا إلى «أن الفصل بينهما أساسي من أجل فهم ومعرفة كيفية التحرك والحل».
وتابع أن الظروف الدقيقة التي تمر بها سوريا تقتضي من الشعب السوري المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية. وأضاف : «بالإصلاحات نصد جزءا كبيرا من الهجمة على سوريا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية، ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته.»
وأكد أن «إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها وجه صفعة إلى هؤلاء الذين أرادوا لسوريا أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودا إلى الوراء. وفي حديثه عن الحوار الوطني قال : «أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد إصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة». وأشار الى ان «المسار السياسي سيكتمل بحكومة جديدة تأخذ في الإعتبار القوى السياسية الجديدة والتوازن الجديد في مجلس الشعب مؤكدا على الاستعداد للحوار، لكن مع «قوى لا تتعامل مع الخارج».
وفيما يخص «مجزرة الحولة» أدان الأسد الحادث قائلا: «حتى الوحوش لا تقوم بما شاهدناه في مجزرة الحولة». ونفى أن تكون للجيش السوري أية صلة بها، وأضاف:« السؤال الذي نسأله في هذا السياق، من هو المستفيد من المجزرة ومن هو الحريص على إفشال خطة عنان؟».
الانقليز يخططون
وفي هذه الاثناء , وضع مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سوريا للهاربين من أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عام. وكشفت صحيفة (ديلي ستار صندي) البريطانية في عددها الصادر أمس أن مسؤولي الدفاع البريطانيين وضعوا خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سوريا للهاربين مما قالت إنه «بطش النظام».
وتابعت -وفقاً لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»- : «إن القوات الخاصة البريطانية ستقوم بمساعدة اللاجئين على طول الحدود بعد وضع اللمسات الأخيرة لإنقاذ الآلاف من السوريين، في أعقاب تجاهل الحكومة السورية تنفيذ وقف إطلاق النار»، على حد قولها.
وأضافت أن «وحدات من القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) انتشرت في سوريا وعلى استعداد لمساعدة المتمردين في حال إندلاع حرب أهلية فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي مزودة بأجهزة كمبيوتر واتصالات تعمل بالأقمار الصناعية قادرة على إرسال صور وتفاصيل عن اللاجئين والقوات الحكومية حسب تطور الموقف».
ونسبت إلى مصدر مطلع قوله إن «القوات البريطانية ستكون على استعداد للمساعدة في القتال إذا ما اندلعت حرب أهلية شاملة في سوريا، كما أن إقامة ملاذات آمنة ستكون بمثابة غزو سوريا لكنها تمثل فرصة لإنقاذ الأرواح، وستتولى القوات الخاصة البريطانية حماية هذه المناطق والتي يمكن أن تقام في غضون ساعات».