اختلفت تقييمات مواضيع امتحانات اليوم الاول لباكالوريا 2012 بين من اعتبرها في متناول اغلب التلاميذ ومن رأى في بعضها فخاخا ومزالق قد تحيد بالمترشحين عن المنهج القويم للموضوع.. «الشروق» التقت بعض التلاميذ فور خروجهم من امتحان الفلسفة. أمام المعهد الثانوي الحبيب المعزون كان عدد من الأساتذة والأولياء في حلقات نقاش مع من انهى امتحانه من تلاميذ الباكالوريا وقد علت وجوههم البشر والتفاؤل فاكد مهران بن سالم المترشح في شعبة العلوم التجريبية لاول مرة ان «مجمل المواضيع كانت في المتناول وخاصة الموضوع الاول فضلا عن ان الموضوعين الأخيرين ليسا بالصعوبة التي قد يعجز معها المترشح او يجد نفسه في موقف حرج».
هذا التفاؤل بيسر المواضيع ذهبت اليه ايضا خديجة السلامي التي تجتاز امتحان الباكالوريا في شعبة الرياضيات لاول مرة معتبرة ان «حالة الخوف التي انتابت اغلب المترشحين قبل أيام من بدء امتحانات الباكالوريا لرغبة منا في التميز والخوف من الفشل او النجاح بمعدل متوسط وهو ما اعتبره فشلا ولكننا وبمجرد ان وجدنا انفسنا امام ورقة الامتحان انقشع الاحساس بالخوف وعوضه ارتياح وامل كبيران في التميز بما ان المواضيع المطروحة في امتحان الفلسفة كانت في متناول التلميذ المتوسط وبعد راحة قصيرة سنجتاز امتحانا اخر لمادة اختيارية وهو ما يقتضي منا ضرورة التركيز الى نهاية امتحانات الباكالوريا».
واذا كان تلاميذ الشعب العلمية والاقتصادية قد ذهبوا الى اعتبار مواضيع الباكالوريا في يومها الاول في المتناول فان معز عميرة من شعبة الآداب الذي يجتاز الباكالوريا هو الاخر لأول مرة قد اعتبر ان «الموضوعين الثاني والثالث قد وردا بصيغة وطريقة صعبة بما جعل اغلبنا امام خيار وحيد وهو ضرورة تناول الموضوع الاول الذي يطرح انفتاح الهوية وانغلاقها وهو موضوع يقوم على النظرية ونقيضها والاستنتاج بما يجعل الجانب المنهجي في تناول الموضوع مهما جدا وفي الحقيقة فقد انتابني في بداية الامتحان شعور بالخوف تغلبت عليه بالتفكير في المجهود المبذول طيلة السنة الحالية والسنوات السابقة والتضحيات الكبيرة لوالدينا واهلينا وهم ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظة التاريخية التي ستحدد مصيرنا ومستقبلنا».
أستاذ الفلسفة فتحي الحضري اعتبر في تقييمه لمواضيع الفلسفة للشعب العلمية والاقتصادية ان «التمرين الاول كان في المتناول اجمالا بما فيه من بيان تبعات قول ومضمونه يتعلق بكونية الاخلاق في ارتباطها بالواجب ضمن الطرح الكانطي اما الموضوع الثاني فيأتي في باب الخصوصية الكونية وعوائق التواصل بين الثقافات والتي تتلخص اساسا في التعصب بمحمولاته المختلفة من رفض للاخر والتقوقع والتشرنق على الذات اما النص فهو لاحد منظري النمذجة وتتمثل صعوبته الاولى في ان التلميذ لا يستطيع التمييز بين نقد العلم في الافق الوضعي وسعي جون لويس لوموانيه كاتب النص للتشريع للنمذجة كشكل معاصر لبناء العلم وتتمثل الصعوبة الثانية في عدم التفطن الى الصيغة المجازية داخله كما ان رهان الكاتب في السؤال الثالث غير واضح بالمرة اما سؤال القسم الثاني فهو منصب على الاخر باعتباره حاضرا والتساؤل حول ان كان الوجود يشكل تهديدا للفردية ام لا من خلال المرجعيات الفلسفية المختلفة بما يجعل الموضوع ملتبسا على التلميذ وعموما يمكن اعتبار مواضيع الفلسفة للشعب العلمية والاقتصادية غير متاحة بالنسبة للتلميذ المتوسط وتتطلب حذرا كبيرا في تناولها».
وحسب المدير الجهوي لصفاقس الاولى فيبلغ العدد الاجمالي للمترشحين 6457 مترشحا من بينهم 5261 مترشحا في المعاهد العمومية بين 764 تلميذا في شعبة الاداب و960 مترشحا في شعبة الرياضيات و1242 تلميذا في شعبة علوم تجريبية و812 مترشحا في شعبة الاقتصاد والتصرف و1012 تلميذا في شعبة العلوم والتقنية و363 مترشحا في شعبة علوم الاعلامية و108 تلاميذ في شعبة الرياضة في حين يبلغ العدد الجملي للمترشحين في المعاهد الخاصة 1010 مترشحين اما المترشحين بصفة فردية فلا يزيد عددهم عن 186 تلميذا.
بالنسبة للحالات الاستثنائية في صفاقس الاولى فهناك مترشح يجتاز امتحان الباكالوريا في السجن المدني وقد تم تخصيص مكتب له وارسال الاختبارات والمراقبين ليجري الامتحان في ظروف طبيعية كغيره من المترشحين.
اما بالنسبة للادارة الجهوية صفاقس الثانية فان مجموع المترشحين لباكالوريا 2012 التابعين لهذه الادارة الجهوية يبلغ 2885 مترشحا لجميع الشعب باستثناء شعبة الرياضة واغلبهم من تلاميذ المعاهد العمومية (2663 مترشحا) وتليها المعاهد الخاصة (112 مترشحا) في حين يبلغ عدد المترشحين بصفة فردية 110 تلاميذ ومن بين هذا العدد الجملي هناك حالة وحيدة من المترشحين الاستثنائيين وتخص تلميذا يجتاز الامتحان في معهد المنجي سليم ويتعلق الاجراء الاستثنائي بتكبير الخط.
ظاهرة جديدة تقع لأول مرة في تونس منذ أواخر السبعينيات وتتعلق بالرتبة الأولى لعدد المترشحين فخلال هذه السنة نجد ان شعبة العلوم التجريبية تأتي في المركز الاول قبل شعبة الآداب بعدد من المترشحين يصل الى 732 تلميذا ويأتي هذه التحول حسب المدير الجهوي لصفاقس الثانية على خلاف ما يروجه البعض فان هذا التحول يأتي نتيجة هيكلة في التوجيه انطلقت منذ سنة 2006 للتقليل من التوجه لشعبة الآداب وقد آتت التجربة اكلها في هذه السنة لتكون شعبة الاداب في المركز الثاني ب 648 مترشحا ثم الرياضيات ب 550 تلميذا فالاقتصاد والتصرف ب 370 مترشحا فعلوم الاعلامية ب 276 تلميذا فعلوم التقنية ب 201 مترشحا.
يبلغ عدد المراكز الكتابية في صفاقس الثانية 17 مركزا وتغيب مراكز التجميع والتصليح في حين ان هناك مسألة استثنائية مغايرة لجميع ولايات الجمهورية وتتعلق بوجود مركز ايداع وحيد لكل ولاية باستثناء صفاقس فلديها مركزين الأول في صفاقس 1 والثاني استثنائي في جزيرة قرقنة لظروفها الاستثنائية وخاصة ما تعلق منها بالنقل وقد تم نقل المواضيع بالخافرات العسكرية.
اما من ناحية الاجراءات الامنية والعسكرية فقد شهدت عديد الجلسات التنسيقية عرف بعدها كل طرف حدود مهمته لانجاح هذه المناسبة بعد ان التحق رؤساء المراكز الكتابية الثلاثة بمقراتهم مع تنسيق وثيق باطراف متنوعة من المجتمع المدني وخاصة النقابات الاساسية للاتحاد التونسي للشغل ممن تطوعوا لحراسة هذه المراكز من الخارج.