«التلفزة جاية» هو عنوان الفيلم القادم للمخرج منصف ذويب، وهو كذلك موضوع الخلاف الذي نشب ولا يزال بينه وبين لمين النهدي حول مسرحيته «في هاك السردوك نريشو»... ومن غرائب الصدف أن يكون في عنوان الفيلم، عنصر وهو «التلفزة»، يحمل بدوره خلافا أو قضية، فوجئ بها المخرج حديثا، وتصدرها مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية. إذ يتردد في الكواليس، ان التلفزة غرّمت منصف ذويب بدفع مقابل تأخر ابداع أشرطة السلسلة الاخيرة «يا مسهرني» التي بثتها قناة تونس 7 في رمضان المنقضي... حول هذه القضايا، وفيلم «التلفزة جاية» الذي سيشرع ذويب في تصويره بعد عيد الاضحى، كان لنا الحوار التالي معه: * أين وصل مشروع فيلمك الجديد «التلفزة جاية»؟ نحن الآن بصدد التحضير، وسنبدأ التصوير في شهر مارس المقبل... اخترنا أماكن التصوير في الجنوب التونسي... كما بدأت تثبت أسماء الممثلين الذين سيقومون بأدوار البطولة وأذكر منهم عبد القادر مقداد وعيسى حرّاث ونصر الدين بن مختار، ومحمد المورالي، ،وفاطمة بن سعيدان... هذا اضافة الى أسماء أخرى من مصر ولبنان، إذ سنشارك في الفيلم بالاتفاق مع الاطراف المشاركة في الانتاج من مصر ولبنان، ممثلا مصريا ومغنية لبنانية لم يقع تحديد اسمهما بعد... والفيلم هو انتاج مشترك مع عدة أطراف عربية وأجنبية وتقدر ميزانيته بمليون دينار منها 400 ألف دينار منحة من وزارة الثقافة والشباب والترفيه... * وعمّ يتحدث موضوع الفيلم؟ الموضوع في الواقع «ولد وقتو» كما يقولون، ويتعلق بالصورة التي يروجها الغرب عنا، والصورة «الايجابية» (بين ظفرين) التي نريد نحن تقديمها أو صياغتها للغرب. وفي هذه العلاقة، يأتي فريق تلفزي أجنبي لتصوير ريبورتاج عن تونس الاعماق، فيعمد البعض الى تقديم الصورة «الايجابية» التي يرغبون في إظهارها، ولكن الفريق الاجنبي يأتي من الخلف فيفاجأ بمشاهد أكثر تلقائية وجمال... * نفهم من الموضوع، انه هو نفسه تقريبا الذي طرحه لمين النهدي في مسرحية «في هاك السردوك نريشو» هل يعني هذا أن الفكرة الاصلية للمسرحية هي من وضعك؟ الفكرة في الاصل هي مسرحية، وقد صغتها في مسرحية «فلوس الشعب» التي كنت سأخرجها مع لمين النهدي، ولكن هذا الاخير اخذها وحوّلها الى عمله الحالي «في هاك السردوك نريشو» والفكرة في الواقع، كنت أود إنجازها في شريط سينمائي وطلبت من لمين وقتها القيام بدور البطولة، ولكنه طلب مني تقديمها في مسرحية لان العائدات ستكون أكبر... وعموما هناك تشابه بين مسرحية النهدي وموضوع فيلم «التلفزة جاية» لان المنطلق واحد... * وأين وصلت قضيتك ضد لمين النهدي بخصوص مسرحية «في هاك السردوك نريشو»؟ القضية مازالت جارية... وهناك جلسة في المحكمة بتاريخ الاثنين 26 جانفي الجاري... وأود الاكتفاء بهذا الحد لاننا اتفقنا على حسم القضية في المحكمة دون الدعاية أو استعمال الاعلام... * ألا ترى أن في دعم وزارة الثقافة والشباب والترفيه لانتاج الشريط، اعتراف ضمني بحقك في الملكية الادبية والفكرية؟ الوزارة تعرف ما تفعل كما يقولون. * بصراحة هل تعتقد أن القضية ستكون لصالحك، وتربحها في الاخير؟ الى حد الآن أنا رابح، لانني وددت منذ الاول إنجاز فيلم في الموضوع وها أني بصدد التحضير للتصوير... * يتردد في الكواليس منذ أيام ان التلفزة قامت بتغريمك على التأخير الحاصل في ايداع أشرطة سلسلة «يا مسهرني» التي وقع بثها في شهر رمضان... ويتردد أيضا انك لم تصرف القسط الاخير من أجور الفريق الذي عمل معك في السلسلة... هل هذا صحيح؟ بالفعل مازالت هناك ديون متخلدة بذمتي، لان الوكالة الوطنية للنهوض بالقطاع السمعي البصري لم تصرف لي القسط الاخير من تكلفة الانتاج، والمقدر بحوالي 80 ألف دينار... وبدل أن تصرف لي هذا المبلغ، قامت بتغريمي على تأخري في إيداع أشرطة السلسلة في الوقت المحدد... وأنا مطالب اليوم بدفع مبلغ ألف دينار على كل يوم تأخير أي 21 ألف دينار على 21 يوم تأخير... والغريب في المسألة، ان هذا الاجراء لم يقع اتخاذه سابقا... وأنا أتساءل لماذا أنا بالذات؟! أهكذا تكافئ التلفزة من يحرص على تقديم الافضل والاجود؟! صحيح التأخير حصل، ولكن العمل وقع بثه في الموعد، وأنا إذا تأخرت في إيداع الاشرطة لمدة عشرين يوما فقط وليس 21، فلأنني استغللت كل دقيقة اضافية في الاضافة والتحسين حتى أقدم منتوجا جيدا... الغريب أن التلفزة تطالب بالجودة، وقلة التكلفة والسرعة في الانجاز، وهي في نظري شروط مجحفة لا يمكن أن تجتمع. * وهل تعتقد أن هناك مجالا للصلح أو التفاهم، أو على الاقل التخفيض في الغرامة؟ أتمنى ذلك حتى يتواصل التعاون بين أبناء التلفزة، والسينمائيين من خارج المؤسسة، لان التجربة أثبتت على الاقل بالنسبة إليّ، أنه يمكن تقديم انتاج جيد والدليل حصول شريطي الاخير «طلاق إنشاء» الذي أخرجته للتلفزة على جوائز كبرى، في مهرجان القاهرة، ولو أنني لم أحصل عليها الى الآن، ومازالت على مكتب أحد المسؤولين.