تونس الصباح: اذا كانت نوادي السينما في صفاقس مسقط رأس الفنان المنصف ذويب وفي غيرها من المدن التونسية تشهد على ان الانطلاقة الاولى لهذا المخرج المسرحي والسينمائي انما كانت من الحقل السينمائي بالاساس فان تنوع انتاجات هذا الفنان وتراوحها على امتداد مسيرته بين اعمال مسرحية وافلام سينمائية تشير الى ان المنصف ذويب لا يزال يصر ربما على ان يظل «مزودج» الانتهاء فنيا فلاهو سينمائي فقط ولاهو مسرحي خالص عين للمسرح.. واخرى للسينما ومع ذلك، فانه ومع شيء من الاحتراز يمكن ان نرجح بان المنصف ذويب نفسه ربما يكون قد اراد في البداية ان يكون سينمائيا قبل اي شيء اخر ولكنه ولاسباب مختلفة لا يمكن تحديدها لم يستطع ان «يشطب» نهائيا ميولاته المسرحية.. لذلك ظل يمارس نشاطه «المزودج» مسرحا وسينما وقرر ان يجعل من نفسه مبدعا بعينين اثنتين: واحدة للمسرح واخرى للسينما: «يا سلطان المدينة» وما من شك في ان الفيلم الاول الذي قدم المخرج المنصف ذويب كسينمائي للجمهور العريض انما هو شريط «يا سلطان المدينة».. طبعا للمنصف ذويب افلام اخرى قصيرة سبقت شريطه الطويل الاول هذا عرفه من خلالها المتابعون للنشاط السينمائي.. ولكن الجمهور العريض لم يعرف المنصف ذويب اول ما عرفه الا من خلال شريط «يا سلطان المدينة». وعلى الرغم من قيمة واهمية هذا الشريط فانه لم يمثل «حدثا» كبيرا ساعة خروجه على الاقل بالنسبة للجمهور العريض.. صحيح ان الجمهور اقبل على مشاهدته وان النقاد والصحافيين الثقافيين كتبوا عنه. ولكنه مع ذلك لم يكن شريط «الحظ» بالنسبة للمنصف ذويب.. بمعنى انه لم يجعل منه مخرجا سينمائيا «مشاكسا» ومشهورا مثلما جعل شريط «عصفور سطح» من فريد بوغدير على سبيل الذكر لا الحصر مخرجا مشهورا.. لذلك ربما يكون المنصف ذويب قد اختار ان يدخل لاحقا في مرحلة اشتغال مسرحي اكثر منه سينمائي فالسنوات التي تلت ظهور شريط «يا سلطان المدينة» شهدت بروز اسم المنصف ذويب بوصفه مؤلفا ومخرجا على معلقات مسرحيات شهيرة وناجحة.. مثل مسرحية «المكي وزكية» ومسرحية «في هاك السردوك نريشو» التي حولها فيما بعد الى شريط سينمائي بعنوان «التلفزة جاية» عود على بدء وعلى الرغم من الطابع الهزلي والساخر لشريط «التلفزة جاية» فانه مرة اخرى لم ينجح جماهيريا ذلك النجاح الكبير ولم يساعد على بروز اسم المنصف ذويب لدى الجمهور العريض بوصفه مخرجا سينمائيا.. وظل اسم المنصف ذويب مقرونا اكثر عند الجمهور العريض نقول جيدا عند الجمهور العريض بعنوان المسرحية الشهيرة والناجحة «المكي وزكية» وكذلك بعنوان مسرحية «في هاك السردوك نريشو» التي تنازع حقوق التأليف فيها مع الممثل الامين النهدي قبل ان ينصفه القضاء ويقر بانه هو (المنصف ذويب) مؤلفها الحقيقي.. الى المسرح من جديد ومرة اخرى يعود المنصف ذويب الى الاشتغال على الاعمال المسرحية.. فقد طلع على الساحة الثقافية خلال الاشهر القليلة الماضية بمسرحية «مدام كنزة» بطولة الممثلة وجيهة الجندوبي.. وهي مسرحية يبدو انها لقيت نجاحا جماهيريا كبيرا شأنها في ذلك شأن «المكي وزكية» و«في هاك السردوك نريشو» فهل سيحمل نجاح هذه المسرحيات المنصف ذويب على ان «يهجر» السينما ويتفرغ بالكامل لتعميق نجاحاته المسرحية بوصفه مؤلفا ومخرجا.. اما انه سيواصل تقديم نفسه للجمهور العريض على انه ايضا مخرج سينمنائي؟!