ال«أورو» أو كأس أوروبا للأمم في كرة القدم ليست مائة بالمائة رياضة بل لها جوانب أخرى خفية فيها الطريف وفيها الذي يعكس جدية القارة العجوز التي لا تترك شيئا للصدفة وكل أمر عندها بحساب. ال«أورو 2012» التي عاد شرف تنظيمها إلى الجزء الشرقي من القارة الأوروبية الذي لا يعتبر في مثل تطور غربها وتحديدا ببولونيا وأوكرانيا إلا أن هذين البلدين بذلا ما في وسعهما ليثبتا جدارتهما بتنظيم هذا الحدث الكروي الذي يعتبر الثاني بعد المونديال.
جرعة أوكسيجين من ال«أورو» لاقتصاد أوكرانيا
تعتمد أوكرانيا أساسا في اقتصادها على تصدير الغاز وقد خلف لها هذا العامل مشاكل كثيرة لعل آخرها سجن رئيسة وزراء هذا البلد السابقة «ليوكيتا تشيمرشنكو» بتهمة التلاعب لصالح روسيا في تصدير الغاز لكن بتنظيم أوكرانيا للأورو فإنها تنتظر عائدات مالية هامة قدرها خبراؤها الاقتصاديون بمليار ونصف دولار ستساهم في انعاش الدورة الاقتصادية وخلق أنشطة عديدة موازية لل«أورو» كما ان السياحة بهذا البلد ستشهد نسبة نمو بعشرين في المائة جراء توافد عشرات آلاف الأوروبيين على هذا البلد لمتابعة منتخباتهم وقد تعجبهم أوكرانيا ليصبحوا من زوارها الدائمين.
أزمة بسبب السياحة الجنسية
هذه الوفود الهامة من المشجعين على أوكرانيا خلفت أزمة كبيرة بين الحكومة والمنظمات النسائية في هذا البلد فالحكومة عملت كل ما في وسعها لتسهيل قدوم أكثر ما يمكن من المتفرجين في حين احتجت المنظمات النسائية على ما يمكن أن يسببه المشجعون الأوروبيون من رواج للدعارة بهذا البلد المعروف بالجمال الفتان لنسائه ورواج السياحة الجنسية به.. الحكومة اعتمدت على نساء جميلات في الاشهار لبلدها في إيحاء لما يمكن أن يجده الزائرون من إناث جميلات يؤنسن الجماهير في حين احتجت المنظمات النسائية على هذا الأمر بطرق عديدة للفت انتباه الجميع إلى ما تمثله السياحة الجنسية من مخاطر معنوية على كرامة المرأة الأوكرانية ومخاطر صحية قد تجلبه من أمراض جنسية خطيرة مثل السيدا أما اللجنة المنظمة لل«أورو» بأوكرانيا فإنها اتخذت موقفا وسطا بين الطرفين باتخاذها لجملة من الاجراءات للحد من الدعارة بهذا البلد.. للإشارة فإن من طرق احتجاجات المنظمات النسائية بأوكرانيا هو التعري في الشوارع لكن هذه الطريقة قد تكون اشهارا أنجع وأفضل للسياحة الجنسية!!
على الطريقة التونسية
يبدو أن ظاهرة «الصابوطاجات» ليست تونسية فحسب إلا أن شركات البناء البولونية هددت بغلق الملاعب في اليوم الافتتاحي لل«أورو» احتجاجا منها على عدم تسلم مستحقاتها من الحكومة البولونية والمقدرة ب32 مليون دولار نظير بنائها لعدة ملاعب واصلاح أخرى لكن وساطة المجلس الوطني للرياضة البولوني أثمرت إنقاذ البلد من أزمة وفضيحة أمام الأوروبيين حين وصلت مع شركات البناء الى اتفاق يقضي بجدولة هذه الديون الى ما بعد ال«أورو» التي تأمل الحكومة البولونية أن تجني من ورائه مبالغ مالية مجزية.
«خنزير» أوكراني يعوض الأخطبوط «بول»
بعد الشهرة الكبيرة التي اكتسبها الأخطبوط بول جرّاء تكهناته الصحيحة بنتائج مباريات المونديال السابق قامت الحكومة الأوكرانية بتدريب خنزير على التكهن بنتائج هذا ال«أورو» الخنزير سيتم جلبه الى أشهر ساحة عامة تتجمع فيها الجماهير لتابعة اللقاءات عبر شاشة عملاقة ليقوم بعملية التكهن أمام الجميع فهل ينال هذا الخنزير الحظوة التي نالها الأخطبوط الألماني «بول»؟!
لا عزاء للكلاب والقطط
لتوفير أفضل سبل الراحة للوافدين على أوكرانيا لمتابعة مباريات ال«أورو» قامت السلطات بهذا البلد بحملة لقتل الكلاب والقطط السائبة في العاصمة «كييف» وقد وصل عدد الضحايا من هذه الحيوانات الى مائة ألف كلب وقطة.. هذه الحملة كانت بقرار رئاسي أوكراني فكيف ستتصرّف مع المنظمات المدافعة عن الحيوانات في أوروبا؟
حالة استنفار ضد العنصرية
أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني أن الحكام بإمكانهم إيقاف أي مباراة يتعرض خلالها لاعب الى إساءة عنصرية أما النجم الايطالي الأسود ماريو بالوتيلي فهدّد بحزم حقائبه ومغادرة الدورة كلها إذا هوجم عنصريا بل أكثر من ذلك هدّد بقتل أي شخص سيرمي عليه الموز في إشارة الى أنه أسود كالقرد في حين حذّر النجم الانقليزي السابق سول كامبل الجمهور الانقليزي من التحول الى أوكرانيا وبولونيا لأنهم سيعودون في توابيت في إشارة منه الى العنف المستفحل في ملاعب هذين البلدين.
جرائم النازية في البال
كانت بولونيا مسرحا لجرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية حيث أقام الألمان بها أبشع معتقل لهم مات فيه أكثر من مليون شخص هو معتقل «أوشفيتز» ولإحياء ذكرى هؤلاء الضحايا زار المنتخبان الهولندي والايطالي هذا المعتقل ووضعا أكاليل زهور تكريما لأرواح ضحاياه كما زاره المنتخب الألماني لدعم التسامح ومناهضة العنصرية والكراهية.