توجه معلّمومدرسة عبد الرزاق كرباكة الكائنة بجهة منفلوري مؤخرا بعريضة إلى وزارة التربية طالبين النظر في ما وصفوه ب«الاستفزاز الصادر عن الهيأة المديرة لجمعية اتحاد المدارس المختصة والمندمجة UNESI». وتنشط الجمعية المذكورة داخل مدرسة كرباكة (إلى جانب مدارس ابتدائية أخرى بكل من أريانة والمنستير وجندوبة وقابس ونابل) في مجال تدريس التلاميذ الّذين لهم صعوبات في الدراسة عن طريق فريق تربوي متعدد الاختصاصات. ووفق ما جاء في نص العريضة المذكورة التي حصلت «الشروق» على نسخة منها فإن الإطار التربوي (العادي) بالمدرسة المذكورة سبق أن دعا منذ مدة وزير التربية إلى إيقاف العمل باتفاقية الشراكة بين الوزارة والجمعية ومنع الجمعيّة من الانتصاب بالفضاء المدرسي بسبب ما اعتبروه من استحالة تعايش بينهم وبين الجمعية تحت سقف فضاء واحد.
غير أن عضوا بالجمعية (حسب نص العريضة) اتصلت بمديرة المدرسة وببعض المعلمين مؤخرا وأعلمتهم أن وزير التربية التقى بالهيئة المديرة للجمعيّة وقرر اثر ذلك عدم استجابته لطلبات الإطار التربوي وأنه طمأن الهيئة بعدم تخلي الوزارة عن خدمات الجمعية وبأنّ الوزارة تعدّ لشراكة جديدة معها وأنه لا خيار أمام الإطار التربوي للمدرسة غير التحاور مع الهيئة المديرة للجمعيّة لإيجاد حلول وفاقيّة.
مطالب سابقة ..لكن
وصفت العريضة هذا الموقف الصادر عن الجمعية بالمتعالي والمتمادي في استفزاز الأسرة التربوية للمدرسة وفي الاستخفاف بمطالبها المدافعة عن المدرسة وعن التعليم العام ومجانيته وعموميّته وعن وزارة التربية كجهة وحيدة مسؤولة عن التربية والتعليم في بلادنا . وجاء في العريضة ان الإطار التربوي سبق له أن عر ض وجهة نظره حول معاناته خلال اثنتي عشرة سنة انتصبت فيها الجمعيّة قسرا في المدرسة ومارست ما مارسته من تجاوزات، وعبر عن ذلك في عديد المراسلات والتقارير والجلسات، وعلى مستويات مختلفة (التفقدية، المندوبية الجهويّة، الإدارة العامّة للتعليم الإبتدائي، السيد وزير التربيّة) وهو ما تبنته نقابات التعليم الأساسي (الأساسية والجهوية والعامّة) وعبروا عن «أحقية مطالبهم ومشروعيّتها» ووعدهم ممثلوالوزارة بالعمل على الإستجابة لها في أقرب الأوقات.
وأضافت العريضة المذكورة أن الطرف النقابي عبر عن خطورة هذا الوضع المتناقض مع كلّ الأعراف والتقاليد التربوية وقال انه لا يجوز السكوت على هذا التجاوز الّذي دام سنين تحت غطاء مساعدة ذوي الاحتياجات الخصوصية والّذي وظّفه نظام بن على كمظلّة يخفي تحتها تجاوزاته وأمهل الوزارة أسبوعا ، لحل المشكل قبل الدخول في تحرّكات نضالية أولها منع دخول الجمعية لحرم المدرسة.
استياء ..وقرارات
عبر العارضون عن «استيائهم مما آلت إليه الأوضاع في المدرسة ومن تواصل تعالي أعضاء الجمعية والعاملين فيها وفرض إملاءاتهم عليهم في عقر دارهم (المدرسة) بما أدى إلى استحالة التعايش بينهم في نفس الفضاء». كما عبروا عن رفضهم للامبالاة الوزارة بمطلبهم، وعن أسفهم الشديد لإضاعة الوقت في انتظار تجسيم وعود كلّ المتدخلين بحلّ هذا المشكل .
وأمام هذا الوضع ، ولتفادي مزيد من الاحتقان ولضمان السير العادي للدروس ولإجراء الامتحانات القادمة في أحسن الظروف قرر الإطار التربوي بالمدرسة المذكورة وفق ما جاء في العريضة «اغلاق مكتب إدارة جمعية اتحاد المدارس المختصة والمندمجة UNESI بالمدرسة ومنع دخول كلّ غريب لحرم المدرسة والتصدي لكل محاولة تعكير الجوالعام بالمدرسة والتشويش على تلاميذها وعلى حقهم في الدراسة وعلى اجراء امتحانات آخر السنة، وتحميل مديرة المدرسة مسؤولية الإشراف على السير العادي لدروس التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخصوصية والتطوع لمساعدتها في عملها، وفق ما تراه مناسبا كمديرة لكلّ المدرسة وتأكيد الوقوف أمام كلّ شكل من أشكال التّراجع عن مكسب وحدة التّعليم التونسي وعموميّته ومجانيّته».