يبدو أنّ ملابسات الحادثة غير واضحة ويكتنفها بعض الغموض نظرا لحساسيّة الأمر وخطورته، فالاعتداء على بنت لا يتجاوز عمرها السبع سنوات لا يمكن التهاون في تقصي الحقائق بشأنه، فقد أصاب الذعر كل سكان الحيّ وتوسعت الشائعات وتعددت التأويلات... فالتلميذة قد وقع الاعتداء عليها من طرف حلاق بالحيّ وألقي عليه القبض من طرف أعوان الأمن. وأثبت الفحص الطبي أنها تعرضت لاعتداءات متكررة منذ أشهر وتواصلت إلى حين كشف الأمر. 2 التمشيات الأمنيّة: تجنّد أعوان الأمن منذ تلقيهم للشكوى لإماطة اللّثام عن خفايا هذه القضية فوليّا التلميذة آرتبكا وقدّما معلومات متضاربة وضبابيّة إلى رجال الشرطة الشيء الذي جعلهم يُكثفون التحقيقات في كلّ الاتجاهات حتى مع معلمي المدرسة الذين أذهلهم الأمر وأحرجهم لقد ثبت أن البنت ووالديها يعرفون المعتدي جيدا وهو جارٌ لهم وتتردد البنت على منزله لأنّ له أبناء صغار في سنّها... وقد أملى الأبوان على ابنتهما أقوالا سردتها على أعوان الأمن من ضمنها أن المعتدي: »يلبس مئزرا أبيض... وأن الاعتداء تمّ داخل المدرسة« لذلك شمل التحقيق معلّمي المدرسة وفضاءاتها الشيء الذي سبّب حرجا كبيرا للإطار التربوي أمام التلاميذ والأولياء ونحن نتساءل عن الغاية من الزج بالمدرسة والمعلمين والأعوان... في هذه القضيّة. 3 تدخّل الإدارة: لا للارتباك والتشنج: لقد أدّى إدلاء الأبوين بأنّ الاعتداء تمّ بالمدرسة الى حالة من الهلع والإحراج لدى الإطار التربوي العامل بها وقد أوفدت وزارة التربيّة متفقدين إداريين إلى المدرسة المذكورة للبحث والتقصّي. وبات الكلّ مُتّهم بالتقصير والإخلال بالواجب من المدير إلى المعلمين إلى أعوان التنظيف... وأفادتنا معلمة التلميذة بأنها لم تلاحظ أية علامات غير عادية على البنت وأنها لم تخرج من القسم خلال الحصّة، وخرجت على الساعة الخامسة مساء وهي في حالة عاديّة جدّا، علما وأنّ الزميلة قد عُرفت بانضباطها وكفاءتها وجديتها. وقد أتّفق الجميع على استحالة وقوع الحادثة داخل المدرسة وأن وراء القضيّة ملابسات وجب على التحقيق كشفها، فلمصلحة منْ نُشوّهُ المدرسة وأعوانها ومعلميها؟ ونحن من جانبنا نتأسف لما حصل لهذه الزهرة ونشدّ على أيدي أفراد عائلتها... ونستغل هذه المناسبة لندعو وزارة التربيّة إلى تعيين أعوان حراسة دائمة بالمدارس الابتدائيّة لحماية حرماتها من جهة وتخفيف العبئ على أعوان التنظيف الذين يقومون بمهام عدّة في نفس الوقت (تنظيف حراسة مراقبة حركة الدخول والخروج...) من جهة أخرى. تعيين قيّمين يتولّون مراقبة حركة التلاميذ داخل المدارس. فالمعلّمون يراقبون التلاميذ أثناء الرّاحة في ساحة المدرسة ويعاينون حركة الدخول والخروج، فالمعلّم مسؤول عن سلامة التلاميذ حتى في بيوت الراحة. فالمعلم لا يتمتع بفترة الرّاحة بين الحصص لاسترجاع الأنفاس، فالبعض يقول بأنّ الراحة والعطل للتلاميذ وليست للمدرسين، فرُبّما قدّوا من حديد وصلب! عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالعمران الاعلى والتحرير الكاتب العام