أبت المنتخبات الأربعة المنتمية إلى المجموعة الأولى الا أن تظل الأنفاس محبوسة حتى الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول والتي سنتعرف من خلالها على صاحبي بطاقة الترشح إلى ربع النهائي. أفلت المنتخب البولوني صاحب الأرض والجمهور في الجولة الماضية من كمين الدب الروسي وذلك عندما أجبر أبناء المدرب البولوني «فرانسيزاك سمودا» المنتخب الروسي على التعادل وهو ما أنعش آمال البولونيين في الترشح إلى الدور الثاني وذلك لتحقيق انجاز يحفظه التاريخ وكذلك لتفادي سيناريو دورة 2008 في النمسا وسويسرا عندما ودعت «نسور بولونيا» الأورو منذ الدور الأول وهو ما لا يتمناه أكثر من 38 مليون بولوني سيقفون اليوم خلف منتخب بلادهم لعله يتمكن من استعادة المجد الضائع بما أن فريقهم ضرب بقوة في السابق في نهائيات كأس العالم حيث احتل المركز الثالث في مناسبتين (1974 و1982) غير أنه عجز في المقابل عن فرض ألوانه على المستوى القاري أما منافسه وهو منتخب جمهورية التشيك الذي يحلم بدوره في التألق في هذه النهائيات الأوروبية حتى ينسج زملاء الحارس العملاق بيتر تشيك على منوال مواطنهم الشهير «بافل ندفاد» عندما قاد منتخب التشيك إلى لعب الدور النهائي ضد الألمان في دورة انقلترا عام 1996 خاصة والمنتخب التشيكي سيحاول في المباراة أن يستفيد من ارتفاع معنويات لاعبيه بعد أن تمكنوا في الجولة الماضية من الإطاحة بالفريق اليوناني ولو أن المردود الدفاعي المتواضع لمنتخب التشيك يرجح كفة صاحب الأرض والجمهور بحكم أن منتخب التشيك يعتبر الفريق الأضعف دفاعيا في هذه المجموعة. حظوظ المنتخب الروسي الذي سيلاقي اليوم نظيره اليوناني تبدو وافرة لاقتلاع بطاقة الترشح إلى الدور الثاني خاصة وأن الدب الروسي يتصدر حاليا المجموعة الأولى ويعول أبناء المدرب «ديك أدفوكات» على مهارات المهاجم «ألان دزاغوياف» الذي سجل ثلاثة أهداف في أورو 2012 ويدرك المنتخب الروسي الذي سحق الفريق التشيكي برباعية كاملة وذلك قبل أن يكتفي بالتعادل في مباراته ضد بولونيا أن الفرصة سانحة لإعادة سيناريو عام 2008 عندما بلغ الروس الدور نصف النهائي خاصة في ظل الأداء الباهت لكبار القارة العجوز كما هو الشأن بالنسبة إلى هولندا وإيطاليا ، أما المنتخب اليوناني فإن حظوظه ستكون ضئيلة جدا لاقتلاع بطاقة الترشح إلى الدور الثاني بحكم أنه ظهرت على ملامحه علامات الشيخوخة (الحارس شاكياس : 38 عاما) (لاعب الوسط عاراغونيس : 35 عاما) كما أن المهاجم العملاق لفريق تسلتيك وهو «ساماراست» قدم مردودا محتشما، وباستثناء اللاعب «ديميتريس» الذي تألق في المقابلتين السابقتين فإن كل المؤشرات تؤكد أن المنتخب اليوناني غير قادر على احداث مفاجأة مدوية كتلك التي فجرها في صيف عام 2004 على الأراضي البرتغالية عندما توج باللقب الأوروبي.