تفتقر القرى بجهة جندوبة لعديد المرافق الأساسية بما نغص حياة متساكنيها وزاد في الهوة بينهم وبين المسؤول وخلق نداءات استغاثة للتخلص من التهميش. من بين هذه القرى التي تعيش أوضاعا اجتماعية صعبة قرية «السعادة». كما تعرف قرية السعادة بقرية «ميتيل» وتبعد عن مدينة جندوبة 08 كلم بين جندوبة والكاف وهي تجمع سكني به ما يفوق 1500 نسمة. كان بالقرية وإلى وقت ليس ببعيد مشروع ضخم لإنتاج السيراميك ويشغل بين 50 و60 إطارا وعاملا ويصدر منتوجه إلى القطر الجزائري إلى جانب ترويجه بكامل التراب التونسي ولكن تم غلقه منذ سنوات بسبب خلاف بين صاحبه وإحدى المؤسسات البنكية وهو الآن في رهنية لديها فلم لا يتم تسوية وضعيته من قبل الدولة ويكون نواة لبعث مشروع جديد يتماشى وخصوصيات الجهة الفلاحية خاصة ولكن أمام هذا التجاهل تحولت البناية الى فضاء مهجور تعرض للنهب والسرقة فأفرغت جميع مكوناته (آلات محركات...) أما المشروع الثاني الذي أعدم فهو عبارة عن ورشة تابعة لجمعية «أطلس» لإعداد الملابس الجاهزة ( فصالة وخياطة )والذي كان يشغل بين 30 و40 امرأة وفتاة ولكنه خرب اليوم وتم نهبه وإفراغه كذلك ولتنتهي قصة هذا المعمل باستحواذ أحد المواطنين عليه واتخاذه مسكنا له.
هذا الاعتداء الصارخ على المشاريع ومن ورائها سكان القرية لم يقف عند هذا الحد بل شمل حتى الإدارات حين تم غلق مركز البريد منذ 20 فيفري 2012 مما سبب صعوبات في التنقل طلبا للخدمات البريدية خاصة للعجز والمتقدمين في السن والأرامل والمعوقين مما خلق حيرة في صفوف المواطنين من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها والسؤال المطروح هنا هل أن الغلق وقتي كما تشير اللافتة المعلقة خارج المبنى أم أنه نهائي؟ وفي هذا الصدد تقول الخالة خديجة «لقد أعدمونا وزادوا في همومنا رغم تقدمنا في السن فهل من حل يا ولدي؟».
أما مقر التجمع المنحل فقد استحوذ عليه مواطن من خارج المنطقة وأخذه مسكنا له ثم استولى على المساحة الخضراء الوحيدة داخل القرية واستعملها حديقة تابعة له وسط صمت رهيب وعدم تدخل من طرف السلط الجهوية والأمنية لوضع حد لهذه التجاوزات.
الشيء نفسه ينطبق على المسكن الوظيفي التابع للمركز الصحي حين تم خلع أبوابه ونوافذه الخشبية والحديدية لتخسر بذلك القرية عدة منشآت ومشاريع كانت ستدفع بسكانها نحو الأفضل لا أن تعيدهم خطوات الى الوراء فتتراكم البطالة وتسوء الحالات الاجتماعية بشكل رهيب بسبب غياب سياسة رشيدة تمكن من الحفاظ على المكاسب وتطويرها لا غلقها والاستحواذ عليها.
أهالي القرية كما يؤكد ذلك السيد محمد عبيدي يطالبون بإعادة فتح مركز البريد وفتح تحقيق حول أسباب غلقه وتتبع المتسببين فيه كذلك العمل الجاد على استعادة ممتلكات المجلس الجهوي (مبنى التجمع المنحل ورشة الفصالة والخياطة) أما المطلب الثالث فالعمل على إيجاد سبل لتشغيل معمل السيراميك كذلك وضع خطة عاجلة لحل مشاكل البنية التحتية الغائبة مثل الأوساخ والفضلات والتطهير بالقرية وتهيئة الطرقات داخلها هذا إضافة الى إحداث بعض المرافق على نحو مجلس قروي ودار شباب ونقطة أو مركز أمني ومنطقة خضراء.