على مدى ثلاثة أيام نظّمت المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالمهدية تظاهرة الملتقى الإقليمي الأول لشباب «الراب» التي احتضنتها دار الشباب بالمدينة وتوزعت عروضها بين أحد النزل وفضاء دار الثقافة بالمهدية لتجمع شباب ولايات سوسة ونابل والقيروان و صفاقس والمنستير والمهدية محتضنة الدورة الأولى التي تمّ افتتاحها بعد استقبال المشاركين بمقر إقامتهم بدار الشباب و بنزهة بحرية على متن سفينة سياحية حيث تمّ تأمين حصة تنشيطية على ظهرها عرض البحر وحصة في السباحة للتعريف بالجهة وبأهم مميزاتها . هذا الملتقى شهد حضور عدة وجوه معروفة في ساحة «الراب» في تونس مثل DJ Costa الذي ترأس لجنة التحكيم وأدار حوارا مفتوحا حول فنّ «الراب» ساهم فيه قرابة 25 مشاركا من مختلف الولايات باقتراحاتهم وتصوراتهم وهم الذين قدّموا مشاركاتهم ضمن المسابقة الرسمية في هذه الدورة والتي أسفرت عن فوز ولاية سوسة بالمرتبة الأولى ودار الشباب بالمهدية بالمرتبة الثانية ودار الشباب بقصور الساف بالمرتبة الثالثة في مشاركة متميّزة لفنان الراب «H-M» الذي قدّم عرضا نال استحسان الجمهور الحاضر، مع ما كان للمؤثرات الركحية والصوتية من تجسيم لمعاناة الشباب عموما وما تحمله النفس في خضم الثورة الشعبية من آمال وطموحات ترنو إلى فكّ أسر الكلمة والتحليق بعيدا نحو تونس الحرية والكرامة والانعتاق ومقاومة الفساد كالانتحار بين ثنايا «الزطلة» و«الحرقان» و«الانحراف، والجريمة».
ضمن برمجة اليوم الثاني للملتقى كان من المؤمّل أن يشهد البرج الأثري فعاليات المسابقة الرسمية في أغنية «الراب» وعرضا فرجويا للفرقة الإيقاعية بالجم وعروض في الرقص العصري، إلاّ أنّه وقع الاكتفاء بعرض المسابقة الرسمية التي احتضنها فضاء دار الثقافة بالمهدية ليحرم مئات المتابعين للسهرة نتيجة تعذّر احتضان البرج العثماني لهذا العرض الشيّق الذي كان بالإمكان أن يكون أفضل في موقع تاريخي له أكثر من دلالة ورحب بما فيه الكفاية لتتسع حلبته لإبداعات تتطلب فضاء أوسع وهو ما مثل عائقا حال دون مبدعي الجهة وابراز طاقاتهم التي أثنى عليها أكثر من وافد من خارج الجهة برغم قلّة الإمكانات التي ذلّلتها الجهات المنظمة لهذا الملتقى الإقليمي الأول لشباب «الراب».
وكان ل«الشررق» لقاء مع أكثر من مشارك في هذا الملتقى الشبابي وخاصة الوجه المعروف «دي دجي كوستا» الذي كان منبهرا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكّدا على ضرورة رعاية هذا البراعم الشبابية بما يليق بجهة وشباب ولاية المهدية الذي أبدع أيّما إبداع، مناديا الجهات المسؤولة في البلاد بضرورة دعم وإثراء رصيد فنانين هم من يؤلفون ويلحنون ويبدعون على الركح إبداعا تونسيا صرفا، ملمّحا إلى أنّ إنجاح هذه المبادرات ورعايتها لا تكون إلاّ بتنظيم ودعم عروض لهؤلاء الشبان في مهرجاناتنا المحلية والجهوية والوطنية وفتح سبل التبادل الشبابي والثقافي بين الجهات ولم لا بين الدول الشقيقة والصديقة لاكتساب خبرات من خلال الانفتاح على الآخر.