التذمر من نقل الأساتذة بالمدرسة العليا للفلاحة مما اثر على التكوين العلمي..ونقص التجهيزات واليد العاملة المساعدة في البحوث العلمية وتذمر الفلاحين من كلفة إنتاج الحبوب...هذا ما وجده وزير الفلاحة أثناء زيارته إلى الكاف. زيارة وزير الفلاحة السيد «محمد بن سالم» إلى ولاية الكاف كانت للإشراف على انطلاق موسم الحصاد بها . وقد زار خلالها « ضيعة الفتح » بالسرس التابعة إلى ديوان الأراضي الدولية .كما زار بعض مراكز تجميع الحبوب وسد «وادى سراط» وبعض المعاهد والمؤسسات العلمية . إضافة إلى مخبر تعيير الحبوب التابع لديوان الحبوب . كما كانت له لقاءات خلال هذه الزيارة بالفلاحين والعملة وإطار التدريس .
وبالمدرسة العليا للفلاحة بالكاف استمع إلى مشاغل المجلس العلمي بها . والتي تمحورت حول النقص في الأساتذة والتجهيزات بهذه المدرسة ، ونقل الأساتذة إلى مدارس عليا أخرى . مما أثر سلبا على المردود العلمي بها . إضافة إلى النقص في اليد العاملة لمساعدة الباحثين خلال بحوثهم العلمية . وقد طالبهم الوزير بتقديم مقترحات عملية لا تتعارض مع القوانين الجاري بها العمل في البلاد ، وإمكانيات الميزانية لينظر في تنفيذها .
وأثناء زيارته إلى وحدة التجارب الفلاحية ، والقطب الجهوي للبحث التنموي الفلاحي تساءل الوزير عن سبب الضعف في إنتاج محاصيل الحبوب بالشمال الغربي والذي لا يتعدى 20 قنطارا في الهكتار . والحال أن في بلدان عربية أخرى تشبهنا في المناخ يصل إلى مستويات اعلى بكثير. مضيفا أن مراكز البحوث هذه لم تتمكن من تطوير إنتاج الحبوب ببلادنا خلال 15 سنة التي مرت . واكبر دليل على ذلك : الكميات التي تصل إلى مراكز التجميع والتي بقيت على حالها . وحتى إن تطورت في بعض السنوات . فمرد ذلك العوامل المناخية . وليس دور مراكز البحث العلمي . ... وقد تدخل احد المسؤولين بالقطب الجهوي للبحث التنموي الفلاحي قائلا : إن السبب في ذلك : هوعدم تطبيق الفلاحين حزمة من التقنيات الزراعية . من ضمنها التداول الزراعي . ولكن الوزير طالبه بالخروج اليوم بخارطة طريق لتطوير الإنتاج . نظرا إلى وجود الهياكل المتدخلة على عين المكان ( الفلاحون ، والباحثون ، ومندوبيات الإرشاد الفلاحي ، وسلطة الإشراف ).
ولكن الفلاحين كانت لهم نظرة أخرى فقد اشتكوا من غلاء التكلفة ( المكننة والأسمدة والمحروقات والأدوية ونوعية البذور) . مما جعل الإنتاج لا يغطي الكلفة.... ولمزيد معرفة مشاغل الفلاحين كان لنا لقاء مع السيد منصف التليلى «رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالكاف»الذي قال : إن السبب الأصلي في ضعف المردود الفلاحي للحبوب راجع إلى المديونة البنكية . التي كبلت الفلاح ولم يعد قادرا على المجازفة بأخذ قروض أخرى . إضافة إلى الكلفة الكبيرة عند الزراعة والحصاد . وهنا على الدولة التدخل لتشجيع الفلاح بمنح ، وبعث تعاضديات خدمات لتوفير «المكننة» خاصة . كما طالب بأيام تكوينية يحضرها الوزير وكل الهياكل المتدخلة بحضور الفلاحين لمناقشة المشاكل الحقيقية لهذا القطاع .