وجدنا الأطفال والشيوخ والعجائز والعملة في ما يشبه خلية النحل، جميعهم ممنوعون من الغياب عن هذا العرس السنوي والمشاركة بما أمكنه في الأعمال الفلاحية المختلفة. هو عرس حصاد الحبوب الذي انطلق وسط توقعات بأن تكون الصابة قياسية. حضور مكثف رغم أن الآلات الحديثة هي التي تساعد على الاسراع في اتمام عملية الحصاد. هكذا بدا المشهد عند تنقلنا الى بعض الحقول المترامية على مدى البصر في سهول الوطن القبلي الخصبة.
هذا المشهد يتكرر في عديد المناطق وخاصة منها جهات منزل بوزلفة ومنزل تميم والميدة حيث تشدك جموع الفلاحين والعملة بحركتهم الدؤوبة وحيث يستقبلك أهل الريف بحفاوتهم المعهودة وابتسامتهم التي لا تفارق محيّاهم. وقد استطلعنا انطباعات الفلاحين حول المحاصيل فعبروا عن تفاؤلهم بالمردودية والجودة العالية للحبوب مقارنة بالموسم الفارط، ونشير الى أن عملية الحصاد تتواصل على مدى شهري جوان وجويلية وهي تنطلق بحصاد الشعير أولا ثم القمح في مرحلة ثانية. ومن جهة أخرى تحدث بعض الفلاحين عن ارتفاع التكاليف المرتبطة بالزراعة والحصاد باعتبار أن ساعة الآلة الحاصدة تقدر ب 80 دينارا وسعر ربط التبن دينار للوحدة وهي أسعار يعتبرونها مشطّة.
وفي المقابل يرى أصحاب آلات الحصاد أنها عادية بالنظر الى المصاريف المتعلقة بالصيانة وتطور أسعار الوقود وارتفاع أجرة اليد العاملة التي أصبحت نادرة في هذه الاختصاصات حسب تعبيرهم خصوصا أن العديد يمتنع عن العمل الشاق. ورغم هذه الصعوبات يحدو جميع الأطراف عزم مشترك على انجاح موسم الحصاد.