بعد ظاهرة الاعتداءات على المقدّسات الدينية التي صارت في العديد من المناسبات، وما انجرّ عنها من مسّ من شعور كلّ تونسي مسلم غيور على دينه ومتشبّث بقيمه السمحاء، وبما يدعو إليه ديننا الحنيف من وسطيّة واعتدال. وكانت مدينة تستور قد شهدت في المدة الأخيرة كتابات على الجدران تنادي الى نصرة رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ترافقها كتابات أخرى تدعو الى نبذ العنف والتسامح، مثل ما هو متوفّر ومؤكّد باعتبار التاريخ المادي والعقائدي لمتساكنيها الذين يعتبروا كغيرهم من التونسيين من دعاة للوسطيّة والحوار البنّاء، وممارسة الشعائر الدينيّة دون قيود وفي كنف احترام المقدّسات، وانّ وعي المواطن في مدينة تستور بعيد كلّ البعد عن كلّ مهاترات وتجاذبات دينيّة مخلّة بقواعد الاسلام.ومشاركة منها في الدعوة للتصدّي لهاته الظّاهرة الغريبة والخطيرة والمتعدّية على المقدّسات الدينيّة الاسلاميّة، كان للمكتب السّياسي لحركة النهضة بمدينة تستور رأي في ذلك بحيث نظّم يوم 19 جوان 2012 بداية من السّاعة الخامسة مساء وأمام مقر معهد النّور الخاص بتستور وغير بعيد عن مقرّ معتمديّة المكان، تظاهرة توعويّة تحت شعار «معا لنصرة رسول الله»، أين تمّ تركيز وحدة سمعيّة كانت تبثّ أناشيد دينيّة قديمة وحديثة تتغنّى برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا النشاط أمّنته مجموعة من شباب حركة النهضة بمدينة تستور والذين أشرفوا على تنفيذه بحضور مجموعة من اطارات المكتب السّياسي لحركة النهضة بالمدينة، والذين قاموا بتوزيع مطويات ونشريات خاصة بالغرض، كانت في مجملها تتحدّث عن مآثر وأخلاق رسول الله «محمّد» صلى الله عليه وسلّم. ونظرا لأهميّة الموضوع، كانت للأناشيد الدينيّة والموقع الذي تمّ فيه هذا النشاط، والتوقيت المخصّص له، دورا هاما في نجاح هذا النّشاط الذي جلب الصغير والكبير ممّن كانوا مارين بالمكان، أين لوحظ ارتياح كبير لمثل هذه المبادرة. «الشّروق» توجّهت بالسّؤال الى السيد الحبيب الوسلاتي، عضو المكتب السّياسي لحركة النهضة بتستور, الذي صرّح بأنّ هذا النشاط يأتي في خضمّ قناعات وتوجّهات الحركة في ما يخصّ الدعوة الى صيانة المقدّسات الدينيّة، فضلا عن ما تؤسّس له من دعوة للحوار والوسطيّة، ومن جهة أخرى بيّن أنّ هذا النشاط سيمتدّ الى بعض أحياء المدينة وستكون بدايتها من حي 26 فيفري بمدينة تستور.