عقد رجب طيب أردوغان مساء أمس اجتماعا أمنيا لمناقشة «الرد» على إسقاط سوريا لمقاتلة تركية انتهكت مجالها الجوي فيما دعت المعارضة السورية المسلحة إلى تشكيل تحالف عسكري من خارج مجلس الأمن لضرب سوريا. وأوردت وسائل إعلام تركية عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الاجتماع الذي يعد الثاني في أقل من 24 ساعة تطرق بالأساس إلى موضوع الرد التركي المناسب على إسقاط سوريا للطائرة التركية.
اجتماع حرب
ووصفت مصادر إعلامية مطلعة الاجتماع بأنه اجتماع حرب خاصة وأن أطرافا كثيرة دخلت على خط الأزمة معتبرة أن الحادثة قد تشكل شرارة فتيل حرب في المنطقة تذهب بسوريا وبنظام الأسد.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن الرئيس عبد الله غول قوله أمس السبت إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن سوريا أسقطت طائرة تركية مضيفا أن كل ما يتعين فعله في أعقاب الحادث سيتخذ.
وتابع غول «لا يمكن التغطية على أمر مثل هذا .. كل ما يتعين فعله سيتخذ». وقال الجيش التركي انه فقد الاتصال بإحدى طائراته من طراز «إف-4» قبالة الساحل الجنوبي لتركيا قرب سوريا صباح اول أمس الجمعة. وقالت دمشق لاحقا إنها إسقطت الطائرة مشيرة إلى أنها كانت تطير على ارتفاع منخفض داخل المياه إقليمية السورية عندما أسقطت.
وعلى الرغم من إقرار الرئيس التركي باختراق هذه المقاتلة للمجال الجوي السوري إلا أنه استدرك بالقول «عندما ننظر إلى سرعة هذه الطائرات المقاتلة أثناء الطيران فوق البحر فإن عبور الحدود لمسافة قصيرة ثم العودة مرة أخرى هو عمل عادي »، وأضاف «انه بسبب الطبيعة الخطيرة لهذه الواقعة فإن من المستحيل في هذه المرحلة إعطاء أي بيان أكثر تفصيلا».
ضبط النفس
وحيال هذه المستجدات , ناشد بان كي مون الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة كلا من سوريا وتركيا ضبط النفس والتعامل مع واقعة اسقاط المقاتلة التركية عبر القنوات الدبلوماسية.
ونقلت مصادر اعلامية أمس عن مارتن نيسركي المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الاممية قوله ان بان كي مون يتابع عن كثب تطورات الموقف.
وكان ناطق عسكري سوري قد قال اول امس ان مقاتلة تركية اخترقت مجالنا الجوى فوق مياهنا الاقليمية من اتجاه الغرب وعلى ارتفاع منخفض جدا وبسرعة عالية فتصدت لها وسائط دفاعنا الجوى بالمدفعية المضادة للطائرات وعلى مسافة كيلومتر من اليابسة وأصابتها اصابة مباشرة واشتعلت فيها النيران وسقطت في البحر غرب قرية أم الطيور بمحافظة اللاذقية وضمن مياهنا الاقليمية على بعد 10 كيلومترات من الشاطىء.
وعلى الطرف النقيض من الموقف الأممي , دعت «الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية» في رسالة وجهتها إلى قادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى «تجاوز مرحلة التفاوض مع الروس وايران» بشأن الأزمة السورية، مناشدة إياهم ب«تشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج الأممالمتحدة لانقاذ الشعب السوري وتحقيق طموحاته الديمقراطية». حسب زعمها وادعائها.
ولفتت الرسالة الى أن «الملفت أنه بعد تحويل القضية السورية الى مجلس الأمن من أجل اتخاذ قرار حاسم في انقاذ الشعب السوري وحمايته ومع استخدام روسيا والصين لحق النقض فقد بدأت مرحلة جديدة في تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السورية الدامية»، موضحة انها «بدأت تلك المرحلة بمحاولة اقناع روسيا والصين باتخاذ موقف موضوعي بعيدا عن المصالح مما يجري في سوريا، وبدأت روسيا بالمناورة لتعطيل موقف دولي حاسم بدءا من موافقتها على مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان الى الآن».
وأملت من الدول الكبرى «التمعن بخطورة نجاح روسياوايران عبر المزيد من استخدام القوة من قبل النظام الحاكم في سوريا وحجم تأثير ذلك ليس فقط على سوريا بل على المنطقة»، منوهة بأن «أطماع ايرانوروسيا في السيطرة على المنطقة ستنتج اضطرابات تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها وعلى أمن ومصالح دول العالم الحر». حسب زعمها .
وعلى الرغم من اللهجة الحادة التي تحدث بها الرئيس التركي عبد الله غول فإن وزير الشؤون الأوروبية التركي أجمين باجيس توجه إلى الأتراك بدعوتهم إلى التحلي بالهدوء والصبر عقب إسقاط القوات السورية إحدى الطائرات التركية المقاتلة.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن باجيس قوله إن «الدولة التركية قوية ولننتظر استكمال العملية بقليل من الصبر والتفهم» في إشارة إلى التحقيقات الجارية للوقوف على ملابسات إسقاط طائرة طراز (اف-4) في المجال الجوي السوري.