من المنتظر أن يلتئم المؤتمر الوطني للتشغيل أيام 28 و29 و30 جوان ليكون نقطة تحول تبحث في معالجة استراتيجية النهوض بالتشغيل مع جميع الأطراف من خلال معالجة منوال التنمية والقطع مع الفساد وغيرها من المحاور.. وسيحمل المؤتمر شعار التشغيل المنطلق الآن.. هذا ما أكده السيد عبد الوهاب معطر وزير التشغيل والتكوين المهني خلال لقاء جمعه بالاعلاميين أمس بمقر رئاسة الحكومة. تحدث السيد وزير التشغيل والتكوين المهني في المؤتمر الوطني حول التشغيل باعتباره نقطة تحول مفصلية تختلف عن غيرها من الندوات واللقاءات التي كانت تنظم. وقال إن هذا المؤتمر يحاول معالجة قضية التشغيل من الجذور وأنه يختلف عن برنامج الحكومة لسنة 2012.
وأكد أنه «لم يسبق طوال فترة حكم المخلوع» ان وقع تناول قضية التشغيل بصفة جدية.. ولم يتم أخذ التدابير لتجنب الوضع المأساوي وغير المسبوق». وأضاف أنه من المهم إبعاد ملف التشغيل عن التجاذبات السياسية والحسابات الضيقة والمتاجرة به. ملاحظا أن التشغيل هو قضية لا تقل قيمة عن القضايا الوطنية وأن مقاومة البطالة هو من التحديات الجادة بعد الثورة.
وسيشارك في هذا المؤتمر مختصون وسياسيون ورجال أعمال وكل الأطراف التي لها علاقة بمجال التشغيل. وسيتم تنظيم أربع ورشات عمل قصد القضاء الفعلي على البطالة ووضع خطوط مرجعية لاستراتيجية فاعلة.
طلاق وتكوين
قال السيد عبد الوهاب معطّر إن هناك طلاقا بين منظومة التكوين ومنظومة التشغيل وأنه لا وجود لتطابق بين حاجيات سوق الشغل والمؤسسات وبين الكفاءات الموجودة لدى خريجي التكوين المهني.
وفسر وزير التشغيل والتكوين المهني حديثة بالقول إن هناك 135 نشاطا واختصاصا تطالب بها المؤسسات ويحتاجها سوق الشغل لكن هناك غيابا للمتكونين واليد العاملة. ونجد بين هذه الاختصاصات المطلوبة البناء والفلاحة والحداد والنجارة والصناعات الميكانيكية وتجارة الموبيليا والتجهيز الصحي والجلود والاحذية وغيرها، وهي قطاعات تشكو من غياب اليد العاملة رغم قدرتها على تشغيل 120 ألف شخص.
وأكد السيد وزير التشغيل على أهمية تغيير عقلية التونسي المتعلقة بالعمل. وأضاف ان مؤتمر التشغيل سيتناول جملة هذه القضايا وسيكون فرصة للقطع مع النظام السابق والخروج من المربعات الضيقة. وسيتناول المؤتمر قضايا مثل التوظيف بالخارج.
من جهة ثانية أشار السيد وزير التشغيل الى وجود مؤسسات تونسية تطالب بمنحها رخصة جلب عمال بالخارج بسبب عدم توفر اليد العاملة التونسية خاصة مع عدم وجود استجابة من المتكونين في تونس رغم الجهود.
توجيه وتشغيل
ردا على سؤال «الشروق» المتعلق بوضع برنامج تتلاءم فيه شعب التعليم العالي مع واقع وطلبات سوق الشغل قال السيد عبد الوهاب معطر ان هذا الاشكال هو من مآسي أزمة التشغيل في تونس وأشار الى وجود حوالي 47 ألف متخرج دون وجود سوق شغل فشعب هؤلاء غير مشغلة!! وأكد أن قضية التشغيل في مجالي التعليم العالي والتكوين المهني جد مهمة وأنه لابد من ايجاد تطابق بين منظومتي التعليم والتكوين والتشغيل وسيتم تناول هذه القضية في المؤتمر.
واعتبر أنها موضوع كارثي نتيجة النظام السابق وأنه سيتم تشخيص منظومتي التربية والتعليم العالي اضافة الى منظومة التكوين المهني. أما في ما يتعلق بسؤال «الشروق» المتعلق بوضع منحة البطالة وتطوير منحة أمل، فقال وزير التشغيل ان هذه المنحة شجعت على «التقاعس» وعدم البحث عن عمل وأنه سيتم مراجعة المنحة لتقدم لمستحقيها.