عبر الحزب الوطني التونسي عن تأييده لمبادرة بعث حزب «نداء تونس» واستعداده للانضمام إليها لكن برزت بعض النقاط الخلافية حول طريقة وكيفية الانضمام وخاصة مصير الحزب الذي يضم مجموعة من الأحزاب الدستورية. أعلن الباجي قايد السبسي عن تكوين حزب «حركة نداء تونس» وبالتالي أصبح الانضمام اليه بصفة فردية بما يعني حل الاحزاب الراغبة في الانصهار في الحركة . هذه الوضعية الجديدة شكلت محور خلاف في صلب الحزب الوطني التونسي الذي يعقد اليوم الخميس اجتماعا لمكتبه السياسي اعتبره البعض لتحديد الموقف النهائي من المبادرة على ضوء ما تم من مشاورات في حين قلل رئيس الحزب فوزي اللومي من أهمية الاجتماع باعتبار ان قرار الانضمام وقع اتخاذه منذ مدة.
وفي هذا الإطار يقول الصحبي البصلي عضو المكتب السياسي للحزب « عبر الحزب الوطني التونسي عن نيته في الانضمام لمبادرة السبسي وتسخير كل الإمكانيات لإنجاحها وبما ان المبادرة تحولت الى حزب يريد ان يستقطب أكثر ما يمكن من الشرائح السياسية فنحن مبدئيا سننصهر معه وعبرنا عن ذلك بصفة تلقائية ويبقى الانخراط تلقائيا استجابة لاختيارات الهيئة المؤسسة لنداء تونس التي حددت طريقة الانخراط بصفة فردية لأشخاص تكون لهم انتماءات حزبية».
وأضاف البصلي انه لا يرى فرقا بين الانضمام بصفة فردية او جماعية فالمهم ان يكون هناك توافق لإنجاح المبادرة التي تمثل حسب رايه فرصة أخيرة للم شمل كل العائلات الديمقراطية. وحول مصير الحزب الوطني التونسي يضيف: «ليس هناك نية لحل الحزب ولا أرى فائدة في حله لكن ان كانت هناك رغبة جماعية في حله فلهم ذلك .بالنسبة لي سانضم بصفة فردية لحركة نداء تونس ويبقى تقييم مدى نجاحنا من عدمه رهين بما سنقدمه من عمل فان فشلنا فعلينا تحمل مسؤولياتنا كاملة».
وعلى خلاف الصحبي البصلي لم يبد فؤاد بوسلامة عضو المكتب السياسي للحزب تسرعا للانضمام لحزب الباجي قايد السبسي ودعا إلى انتظار ما ستسفر عنه المشاورات سواء داخل الوطني التونسي او مع مؤسسي «حركة نداء تونس» وقال في هذا المجال « لدينا نية ورغبة في الانضمام ل«حركة نداء تونس» التي تمثل فرصة اخيرة لتحقيق التوازن السياسي وخلق قوة قادرة على انعاش المشهد السياسي في ظل ما تتميز به شخصية الباجي قايد السبسي من حنكة وخبرة وقدرة على لم الشمل لكن يبقى من الضروري النظر في كيفية انضمامنا للمبادرة هل بصفة فردية ام جماعية خاصة ان حزبنا يضم عديد الطاقات والخبرات القادرة على انجاح المبادرة».
كما أضاف أنه من السابق لأوانه حل الحزب أو تجميد نشاطه وذلك في انتظار انطلاق النشاط الرسمي والقانوني لحزب «حركة نداء تونس» وذلك للمحافظة على انصار الحزب الوطني ومنخرطيه والاستفادة منهم في الحركة الجديدة وشدد بوسلامة على تمسك الحزب بضرورة لم الشمل بعيدا عن الزعامات واللهث وراء المناصب والعمل من أجل المصلحة العامة وتجميع المليون والنصف صوت الذين تشتتوا خلال الانتخابات الأخيرة ولم لا تدعيمهم .
فوزي اللومي: «المكتب السياسي يصرف الأعمال لا غير»
وفي المقابل قلل رئيس الحزب الوطني التونسي من اجتماع المكتب السياسي اليوم واعتبره لمجرد تصريف الاعمال قائلا « اتخذنا قرار الانضمام للحركة منذ مدة بقرار من المجلس الوطني على ان يكون الانضمام شخصيا كما ينص على ذلك قانون الأحزاب وعليه فان الحزب الوطني التونسي سيواصل نشاطه الى حين الانصهار الكلي في حركة نداء تونس والعملية تتطلب بعض الوقت تماما كما تم عندما كونا الحزب الوطني من خلال انصهار عدد من الاحزاب قامت بحل نفسها».
وأضاف اللومي قائلا « سأكون من أول المنخرطين بصفة فردية في حركة نداء تونس كممثل للتيار الاصلاحي المستعد للتعامل ايجابيا مع التيار التقدمي والتيار الحداثي الممثلين في المبادرة».