في حديث صريح وساخن كشف الدكتور محمدا لصحبي البصلي الأمين العام للحزب الوطني التونسي عن خفايا وملابسات ما حدث ويحدث داخل الحزب وأكد «البصلي» على دعمه الكامل لمبادرة الباجي قائد السبسي ولكنه تحفظ على الاراء والمواقف الداعية إلى تحويلها إلى حزب سياسي باعتبار أن الباجي مرجعية فوق كل الأحزاب. «الشروق» تنشر الحوار التالي مع الدكتور محمد الصحبي البصلي:
صدر بلاغ عن هيئة تأسيسية للحزب الوطني يفيد بأنه تم حل الحزب والدخول الجماعي في مبادرة الباجي قائد السبسي أين الحقيقة في كل هذا؟
أؤكد أنه لا وجود لهيئة تأسيسية والحزب الوطني التونسي يقوده مكتب سياسي، أنا أمينه العام ومتكون من أعضاء يمثلون الأحزاب الأربعة المندمجة والمكونة للحزب وبصفتي المكلف بالأمانة العامة أعلن أن المكتب السياسي لا يمكنه اتخاذ قرار بالدخول في مبادرة لم يعلن عنها إلى حد الآن وقد لا يعلن عنها كما لم يتم اتخاذ قرار بحل الحزب وقد فوّض المجلس الوطني في اجتماعه الأخير للمكتب السياسي اتخاذ القرار المناسب حول كيفية الانصهار في مبادرة الباجي قائد السبسي وما نشر في وسائل الإعلام حول حل الحزب ليس له صلة بالواقع وهو لا يعني قيادة الحزب وهياكله ومكاتبه الجهوية وهو أمر يلزم فقط من أمضى على بلاغ الحزب كما أن رئيس الحزب ليس من صلوحياته وحده حل الحزب دون الرجوع إلى المكتب السياسي.
اليوم من المنتظر اجتماع المكتب السياسي ما هي القرارات التي سيتم طرحها على ضوء ما تم في المجلس الوطني الأخير؟
بناء على ما دار من حوار في المجلس الوطني يوم السبت الماضي كانت هناك أراء متباينة ولكن هناك إجماع حول الانخراط في مبادرة نداء تونس غير أنه أكد عديد المتدخلين على ضرورة التدارس والتعمق في آلية الانخراط والانصهار في هذه المبادرة وربط قنوات حوار مع مجموعة الباجي حتى يكون الانصهار مبنيا على قواعد سليمة وشفافة بما يخدم مصلحة تونس ومصلحة حزبنا الوطني التونسي ونحن ننتظر ما سيعلن عنه الباجي قائد السبسي في الوقت المناسب وحينها سنتخذ قرارنا النهائي.
هل ترى من مصلحة مبادرة الباجي أن تتحول إلى حزب سياسي؟
السيد الباجي قائد السبسي هو رجل دولة ورجل سياسة من الدرجة الأولى ولقد قام بدوره كوزير أول في الحكومة الانتقالية وحقق دون مراوغة انتقال السلطة إلى حكومة منتخبة عبر انتخابات شفافة وكانت الأولى من نوعها في تاريخ تونس وهذا مكسب لا بد من الإقرار به والمحافظة عليه، يبقى أن الساحة السياسية اليوم لا تختلف كثيرا عن المشهد السياسي ما قبل الثورة حيث أن هناك «ترويكا» حاكمة وفي المقابل هناك شتات في المعارضة مما جعلها عاجزة عن أداء دورها وعن التحرك الجماعي لتحقيق ما يصبو إليه الشعب التونسي وهو انتقال ديمقراطي شفاف وسليم.
إن هذا جعلنا نتفاءل بمبادرة الباجي التي يجب في نظري أن تبقى فوق كل الأحزاب وأن تجمع كل العائلات والتيارات الوسطية والمعتدلة والمستقلة والمجتمع المدني داخل جبهة بإمكانها أن تتحرك بخصوصياتها وأن تهيئ الرأي العام للانتخابات القادمة وتحقق بديلا سياسيا بناء رغم الاختلاف في المنهج ويبقى الباجي هو المرجع وهو الضامن للوفاق داخل الجبهة وبالتالي الاتجاه نحو أن تكون مبادرة الباجي حزبا سياسيا من شأنه أن يقلل من قيمة المبادرة والدور المرجعي والوفاقي للباجي قائد السبسي خاصة أننا قد تحسسنا بعض ردود الفعل داخل المبادرة وخارجها ترى أنه ليس من الأفضل تحويل المبادرة إلى حزبا سياسيا حينها سيكون الباجي فقط رئيس حزب وهذا ما لا أرتضيه أنا شخصيا لهذا الرجل ا لذي أكن له كل الاحترام والتقدير وهو أسمى من ذلك بكثير وهذا الرأي يشاطرني فيه العديد من الوجوه السياسية المؤثرة في الساحة والتي تجمع كلها على أن تنخرط في مبادرة الباجي قائد السبسي في إطار جبهة لا في إطار حزب كي تحافظ على خصوصيتها ومرجعيتها هدفها الوحيد هو تحقيق الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة وهذه الأطراف قابلة بأن يكون الباجي هو المنسق العام والمرجع في كل الأحوال.
من تقصد بهذه الأطراف؟
نحن باتصال بالقطب الجمهوري وبالقطب الحداثي والكثير من الوجوه المستقلة التي تنتظر هذه المبادرة والمجتمع المدني بالإضافة إلى العائلة الدستورية التي بلا شك ستكون مكونا هاما في هذه المبادرة خاصة على مستوى القواعد التي ترى في الباجي الرجل الوحيد الذي بإمكانه أن يوحد العائلة الدستورية من جديد، لكن هل هذا يمكن أن يحصل في إطار جبهة لا في إطار حزب إضافة إلى أن مجموعة الباجي التي قد تراهن على ما يسمى بالأغلبية الصامتة والمجتمع المدني إلا أن هذين المكونين لن يقبلا بالانخراط في حزب سياسي حفاظا على مبدإ الاستقلالية لكن بالإمكان أن يكونا قوة انتخابية في إطار «جبهة».
هل ترى أنه بإمكان العائلة الدستورية النجاح في الانتخابات القادمة؟
أنا متفائل أكثر من الانتخابات الماضية بنجاح الدستوريين بشرط أن نعمل جاهدين لتوحيد صفوف هذه العائلة لكي تسترجع مكانتها وأملي كبير في أن نصل في القريب العاجل إلى هذا الهدف وهذا يمر حتما بضبط منهجية عمل واضحة بعيدا عن الدسائس و«قلة الخبرة» لدى بعض الأشخاص والتخلص من عقلية «الهيمنة» والتعامل بتقاليد «الحزب الحاكم».
وسأعمل جاهدا على توحيد كل الدستوريين وسأواصل العمل الذي انطلقت فيه منذ أشهر مع مجموعة من المناضلين الصادقين والشرفاء داخل مبادرة الباجي أو خارجها مرفوعي الرأس وصادقين مع شعبنا ومبادئنا الإصلاحية.