تقدّم موسم الحبوب: تجميع 1862.49 ألف قنطار إلى غاية 10 جوان 2025    وزارة المالية.. قائم الدين العمومي يتجاوز 135 مليار دينار نهاية مارس 2025    الملامح الكبرى لقانون المالية لسنة 2026 محور مجلس وزاري    البنك الدولي: توقع إرتفاع النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 2،7 بالمائة سنة 2025    متابعة نشاط حقل 'عشتروت' البحري    توزر: وكالات الأسفار بالجهة تدعم أسطولها بسيارات جديدة رباعية الدفع استعدادا للموسم السياحي الصيفي ولموسم شتوي واعد    عاجل/ بيان رسمي: مصر تحسم الجدل وتكشف موقفها من مرور قافلة الصمود الى اراضيها نحو معبر رفح..    البنك الدولي:الإقتصاد العالمي يتجه نحو تسجيل أضعف أداء له منذ سنة 2008 باستثناء فترات الركود    بداية من الغد: الأطباء الشبّان في إضراب ب5 أيام.. #خبر_عاجل    وزير الخارجية يدعو إلى تفعيل قيم التضامن والشراكة الدولية من أجل مكافحة تغيير المناخ    عاجل/ الإطاحة بمنحرفين روّعا أهالي خزندار    وزير التربية يؤدي زيارة لمركز إصلاح إمتحان الباكالوريا بمعهد بورقيبة النموذجي بتونس 1    فتح باب الترشح للمشاركة في الدورة الأولى من المهرجان الفرنكوفوني للفيلم الوثائقي الرياضي    كلمات لروح المسرحي أنور الشعافي    تسجيل رجّة أرضية بقوة 3،2 درجة على سلّم ريشتر بخليج الحمامات    عاجل/ هذه الولاية لم تسجّل أيّ حالة غش باستعمال التكنولوجيات الحديثة في البكالوريا    تقديم النسخة الفرنسية من رواية "توجان" لآمنة الرميلي    الإعلان عن قائمة مشاريع الأفلام الوثائقية المختارة ضمن برنامج "Point Doc"    جربة: الدورة الخامسة من مهرجان الأرجوان لمسرح الشباب والطفل    جندوبة: افتتاح موسم حصاد القمح    سواحل تونس تحت التهديد: معركة الإنقاذ تتسارع ل15% من الشريط الساحلي بحلول 2030!    استعدادات بمدينة مصراتة لاستقبال قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة    عاجل: درجات غير مسبوقة... هذا هو اليوم الأشد حرارة عالميًا    لسعة الحريقة في البحر: مخاطرها وكيفية التعامل معها    الملعب التونسي: ثلاثي في طريقه لتعزيز صفوف الفريق    عاجل/ وصول أول رحلة عودة من الحج    نائبة بالبرلمان تنشر فيديو لتجاوزات في شركة اللحوم " لحم متعفن يرش بالصودا ولحم شارف يتحول لمرقاز    عاجل/ جامعة كرة القدم تعلن عن قرار هام    الكرة الطائرة: تونس تنظم بطولة إفريقيا للدنيوات    استعدادا لبطولة العالم (بولونيا 2025) : المنتخب الوطني للأواسط يخوض مباراة ودية ثانية غدا الخميس بالحمامات امام منتخب الاكابر    الحمامات تحتضن المرحلة الأولى من الجولة العالمية لكرة اليد الشاطئية للأكابر والكبريات يومي 13 و14 جوان    عاجل -مونديال 2026: 13 منتخباً يحجزون مقاعدهم... فمن سبق الجميع؟    ترامب: لا أرى نفس الحماسة لدى الإيرانيين لإبرام اتفاق وأعتقد أنهم سيرتكبون خطأ    قافلة الصمود تمر عبر طرابلس نحو تاجوراء قبل التوجه الى الشرق الليبي    بطولة السيدات لكرة اليد: الإفريقي اليوم يواجه المهدية .. ودربي كبير بين المكنين والساحل    قبلي: انطلاق الايام التحسيسية حول البرنامج الخصوصي للتاهيل الحرفي في الصناعات التقليدية    اتصالات تونس تحصل على ثلاث شهادات دولية لمركز بيانات قرطاج : ISO 27001 وISO 27701 وISO 9001    ضربة شمس: خطر صيفي يجب الانتباه إليه    البرازيل والإكوادور تتأهلان إلى كأس العالم 2026    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    استشهاد أكثر من 24 فلسطينيا وإصابة العشرات جراء العدوان الصهيوني المتواصل على غزة..    كأس العالم للأندية : توقيت مباراة الترجي ضد نادي لوس أنجلوس في ناشفيل    الندوة الصحفية لمهرجاني دقّة والجم الدوليين .. الأولوية للعروض التونسية... و«رقّوج» ينطلق من دقّة    عاجل - فضيحة البكالوريا تهز سوسة: أستاذة وشبكة غش تسقط في قبضة الأمن!    "تجاوزت حدودي".. ماسك يعتذر لترامب    انتهاء الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025 باختبار اللغة الإنجليزية..وهذا هو موعد الاعلان عن النتائج    عاجل: متحور ''نبياس'' يصل إلى 11% من الإصابات عالميًا... وتونس بلا أي حالة حتى الآن!    المخرج علي العبيدي في ذمة الله    المنستير: مواطن يذبح خروفه فوق السور الأثري يوم العيد...    طقس اليوم: رياح ضعيفة والحرارة تصل إلى 40 درجة مع ظهور الشهيلي محليا    تطوير القطاع الصيدلي محور لقاء وزير الصحة بوفد عن عمادة الصيادلة    توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة وعدد من الجمعيات الفاعلة في مجال السيدا والإدمان    حاكم كاليفورنيا: ترامب يفرض حصارا عسكريا على لوس أنجلوس    طقس الأربعاء: انخفاض طفيف في درجات الحرارة    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    أولا وأخيرا: عصفور المرزوقي    في آخر أيام الحج.. ضيوف الرحمان يرمون الجمرات الثلاث    عاجل : موسم حج 1446ه آخر موسم صيفي ...تفاصيل لا تفوّتها    









قراءات : رواية تراتيل لالامها لرشيدة الشارني - شخصيات اغتالتها الأيام.. (2 2)
نشر في الشروق يوم 28 - 06 - 2012

تستمد الكاتبة مادة سردها ووصفها لهذا الشاب من تلك الحكايات التي عاشها الشعب وعرفها عن التعذيب والوحشية في التعامل مع السجناء السياسيين ولعل الكاتبة تستغل هذه الفرصة لتفضح تلك الممارسات مع السجناء وذويهم من خلال نماذج مختلفة.

ورغم الصورة الواقعية فشخصية غيث تحمل أبعادا رمزية فالاسم يحيل على الاستغاثة ومن يستغيث لا بدّ أنه يقبع في ظروف قاهرة. وقد يأخذ غيث معنى آخر فهو المطر وهو مغيث البلاد فكأن في هذه التسمية تقديرا لهؤلاء الذين بعثوا للنضال ضد نظام وحشي.

واما موت ام غيث وهو في السجن ففيه معنى آخر.. بما أن الأم تعني كثيرا الوطن فهذه الحادثة تحيل على حالة الانفجار والكمد واليأس التي تعيشها البلاد التي كانت تتوق الى رؤية غيث وأمثاله أحرارا

توفيق العايب

هو إطار في وزارة الداخلية قصدته الراوية قصد تسريح أخيها مؤقتا لتتمكن خضراء من رؤيته قبل وفاتها ورغم علاقتها القديمة به باعتباره زميلا سابقا في الكلية وباعتباره مناضلا طلابيا كبيرا في زمنها فلم يستجب لها وعاملها بقسوة.

وهو بذلك يعد نموذجا لفئة من المناضلين الذين كان لهم وقع ورؤى مختلفة لكنهم في النهاية استجابوا لنداء الطمع وأغواهم نظام السابع من نوفمبر وضمهم إلى صفوفه وأغدق عليهم المناصب فنسوا تاريخهم وتنكروا للأهل والأصحاب وعاشوا في برج عاجي وصاروا من المدافعين بشراسة عن النظام بل صاروا هم أنفسهم وجوه الظلم والطغيان في المجتمع.

عرفت دنيا توفيق العايب في الجامعة حين كان في صفوف المناضلين»كانت تراه أيام الاضراب عن الدروس يخطب في الطلبة مدافعا عن حق الشعوب في العيش الكريم وعن حرية الرأي والمعتقد ومنددا بالرئاسة مدى الحياة فيلهب مشاعرهم ويغري الجدد منهم بالانخراط في الحزب الذي ينتمي اليه».

وكانت دنيا تساعده في تلك المهام «لفتت انتباهه بقدرتها الفائقة على تحرير البيانات وصياغتها ببلاغة متناهية.. » (ص135) لكن توفيق العايب تغير فجأة مع من تغير في تلك المرحلة»تخرج توفيق العايب كقاض.. وفوجئت باسمه يتردد في نشرة أخبار السابعة صباحا وهي في سرا الريح كواحد من اهم الشخصيات الذين أسندت إليهم مهام مرموقة في البلاد»

ولكن لقاءها به بعد هذا الغياب لم يكن موفقا بل تحول إلى شجار ودفع بها الى الإيقاف ساعات طويلة وهو ما يعني أن توفيق القديم قد مضى وانقلب على نفسه وافكاره وصار من وجوه النظام.. .فشخصية توفيق هي ايضا شخصية مغتالة.. شخصية المناضل التي اغتالتها المطامع والمناصب

دنيا

تلعب دنيا دور الراوي في هذه الرواية وهي ابنة خضراء وسعد الحاج وأخت غيث وهي حمالة هموم في هذه الرواية.. انقطعت دنيا عن الدراسة الجامعية والتحقت بالتعليم الابتدائي في إحدى القرى فكان ذلك مناسبة لتصوير الكثير من البؤس والهموم ثم انشغلت بوضعية الأخ السجين وآلام المريضة. وقد قادها الأمر الى قضاء ساعات في الإيقاف..

وهي نموذج المرأة التي تحاول النضال ونموذج المثقف الذي تدمره الحياة بما فيها من صعوبات.. وتبدو دنيا في هذه الرواية شخصية مغتالة الأحلام فلقد كانت لها طموحاتها السياسية والمهنية قبل الالتحاق بالتعليم لكنها ارتضت مهنة التعليم والعمل في الأرياف وتكبد صعوبات عديدة..

خاتمة

ان الكاتبة تقدم في هذه الرواية نوعا من السيرة الذاتية أو لنقل شهادة على مرحلة سياسية تألم فيها الجميع وانقلبت المبادئ واغتيلت الأحلام.. والملاحظ في صراع هذه الشخصيات أنها لا تتصارع إطلاقا في هذه الرواية ولا تختلف وإنما تبدو قوة خفية كمحرك للصراع فالشخصيات تحركها عوامل خارجية عنها متجسدة في ضغوط وممارسات السلطة الدكتاتورية أو لنقل بصورة أوسع ضغوط الواقع الصعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.