هي اولى المدارس الاربع التي اسسها علي باشا الاول وكان ذلك سنة 1159 هجري الموافق ل1749 ميلادي. وتوجد هذه المدرسة التي خصصها صاحبها آنذاك لطلبة المالكية بنهج عاشور، وقد بنيت مكان مدرسة من اقدم مدارس مدينة تونس هي مدرسة ابن تفرجين. وبعد الاستقلال استغلتها جمعية عمال الشركة القومية للسكك الحديدية وهي التي بنت قاعة طعام في الفناء وقاعة اجتماعات على السطح، وقد تحولت الآن الى دار للجمعيات الثقافية. هندسة رائعة وتتجاوز مساحة المدرسة الألف متر مربع، وتتميز على سائر المدارس باحتوائها مئذنة مثل المعالم والدور في الشرق العربي. اما الصومعة فهي مربعة الشكل، وصغيرة القاعدة، بينما تنفرد المئذنة بطرازها الأندلسي المغربي الذي بدأ ظهوره في الهندسة المعمارية بتونس منذ القرن الثالث عشر. وتضم الواجهة الامامية للمبنى عدة زخارف هندسية ونباتية ذات تأثير اندلسي. ويلاحظ الزائر وجود مزهريات في الواجهة تتفرع عنها زهور تركية الاصل. ويقع الدخول الى المعلم عن طريق سقيفة بها مسطبتان وهي منكسرة بحيث لا يمكن للمار مشاهدة ما يحدث داخل الصحن المستطيل الشكل والذي يبلغ طوله 20 مترا وعرضه 15 مترا. مدارس مماثلة وتحيط بالصحن اروقة بتيجان مختلفة الاشكال اندلسية الاصل، ويتركب المبنى من طابق سفلي وثان علوي. وقد اشتمل عند بنائه على 24 قاعة ثم اضيفت اليه بعض الغرف في اطار عملية توسعة الطابق العلوي. وتعد هذه المدرسة من اجمل المدارس التي بناها علي باشا الاول، اذ بالاضافة الى العاشورية شيد المذكور عام 1752 ميلادي مدرسة تحمل اسمه هي المدرسة الباشية. وبعد مضي سنتين اسس علي باشا مدرسة اخرى بين سوق الكتبية وسوق القشاشين اطلق عليها اسم المدرسة السليمانية تخليدا لذكرى ابنه سليمان الذي قتله اخوه بالسم.