شيدت أولى مدارس هذا المركب وهي مدرسة النخلة عام م فكانت أقرب المدارس لجامع الزيتونة المعمور، يربط بينهما سوق الكتيبة الذي يقال إنه أقيم على أنقاض فندق. وأخذت مدرسة النخلة تسميتها من نخلة كانت وما زالت إلى يومنا ذا قائمة في حديقة صغيرة وسط ساحة تحيط بها أروقة شبه مستديرة تنتشر فيها أعمدة حجرية بتيجان ذات نقوش تركية. وفي عام 1752 م قام علي باشا ببناء مدرسة تحمل اسمه (المدرسة الباشية) تتميز هذه المدرسة عن المدارس الأخرى بأشكالها ونقوشها الرائعة إذ تتوسطها ساحة بها ثلاثة أقواس مرفوعة على أعمدة من الرخام الأبيض ويمكن الدخول الى هذه المدرسة عبر نهج الكتيبة حيث نجد عند مدخل البهو حنيفة عمومية تصب في حوض حجري ومحمية بنافذة حديدية وقد ألحق علي باشا هذه الحنفية بهذا المعلم الديني حتى يتمكن المارة وعابرو السبيل من التزود بالماء العذب. من أجل ابنه وبعد مضي سنتين من تأسيس المدرسة الباشية أي عام م أسس علي باشا مدرسة أخرى بين سوق الكتبية وسوق القشاشين أطلق عليها إسم المدرسة السليمانية تخليدا لذكرى ابنه سليمان الذي قتله أخوه بالسم. وتتميز هذه المدرسة برواق عظيم مرفوع على أعمدة ذات تيجان تركية النقوش يعلوها قرميد أخضر ويطل هذا المشهد الرائع على الطريق في بهاء. أما البهو فهو مزين بالخزف الملون على شكل باقات من الورد بالاضافة الى مقاعد حجرية تتمم جمال المشهد. ويطوق الساحة المستطيلة رواق من الأقواس المتتالية مرفوعة على أعمدة من الجبس ذات تيجان حلزونية الشكل. وتحتضن المدرسة السليمانية اليوم مقر دار الجمعيات الطبية. أما المدرسة الباشية فهي تستقبل مركز التكوين والتدريب في الحرف التقليدية بينما تضم مدرسة النخلة جمعية قرآنية.