الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أدى اليمين الدستورية امس وقال إن المجلس العسكري وفى بوعوده ألا يكون بديلا عن الارادة الشعبية لكن صحيفة روسية لم تستبعد امس اندلاع حرب اهلية في مصر بسبب تمسك العسكر بالسلطة. حذرت صحيفة «اكسبيرت» الروسية، أمس من انزلاق مصر الى خطر الحرب الأهلية، بسبب «استماتة جنرالات الجيش» في التشبث بالسلطة، بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهورية.
وعنونت الصحيفة صفحتها الرئيسية بعنوان يقول: «مصر تقف أمام خطر الانزلاق الى حرب أهلية»، وكتبت تقول ان «استماتة جنرالات الجيش المصري في التشبث بالسلطة، من شأنه أن يفاقم الأزمة السياسية في مصر». سلطة ب «رأسين»
وأضافت: «تبددت الآمال بحدوث انتقال سلمي من مرحلة الفوضى الثورية الى مرحلة التوافق السياسي وانشاء نظام حكم جديد، ذلك أن قيام المجلس العسكري بحل البرلمان، الذي تشكل عبر انتخابات حرة ونزيهة، يمثل تجاوزا لكل الحدود، ورسالة تحمل معاني خطيرة الى كل الأطراف في الداخل والخارج».
وأشارت الى أن القوى الاسلامية والليبرالية في مصر «أيقنت بشكل قاطع» أن العسكر لا ينوون تسليم السلطة التي استولوا عليها نتيجة الثورة، وتابعت: «لهذا نجد الليبراليين يجاهرون باستعدادهم للخروج الى الشارع، لاسترداد الثورة التي اختطفها العسكر».
ولاحظت أن هذه الاستراتيجية تختلف عن منهج الاسلاميين، الذين «يعملون بهدوء على استعادة السلطة المسلوبة»، مضيفة أنه «في ظل هذا المشهد، يتوقع العديد من المحللين والمراقبين أن تبادر القوى الاسلامية والليبرالية، وعلى الرغم من التباينات العقائدية والفكرية بينها، الى توحيد جهودها بهدف اشعال ثورة مكملة لثورة ميدان التحرير».
واعتبرت أن «انقاذ البلاد من الوقوع في آتون حرب أهلية، لن يكون ممكنا الا بانسحاب العسكر نهائيا من الساحة السياسية، وتشكيل مؤسسات دولة مدنية أو شبه مدنية»، ولكنها استدركت: «لكن هذا المنحى ليس واردا البتة لدى جنرالات الجيش».
وختمت بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة «عندما يضرب عرض الحائط بالقوانين التي سنها البرلمان الجديد»، فانما يكون قد قرر اعتماد «نهج الطغمة» في حكم البلاد «ليعيد مصر الى النهج الناصري» على حد تعبيرها. مرسي يرسم «الحدود»
و قد أكد الرئيس المصري محمد مرسي امس أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة قد وفّى بوعده وعهده بألا يكون بديلا للارادة الشعبية، موجها لهم التحية على ما بذلوه من جهد من أجل مصر، كما حيا رجال الشرطة المصرية على ما يبذلوه من جهد لحفظ الأمن للبلاد..
جاء ذلك في أول كلمة للرئيس مرسي ألقاها السبت في الاحتفال الشعبي في جامعة القاهرة عقب تنصيبه رئيسا لمصر بعد أدائه اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية العليا..
وقال مرسي في كلمته المليئة بالإشارات «وفى المجلس الاعلى بوعده وعهده الذى اخذه على نفسه الا يكون بديلا عن الارداة الشعبية»، مطالبا بعودة المؤسسات المنتخبة لأداء دورها، وأن يعود الجيش المصري ليتفرغ لمهمته وهي حماية أمن وحدود الوطن، فضلا عن الحفاظ على قواتنا المسلحة.
وتابع «ليتفرغ جيشنا العظيم وقواته المسلحة القوية العزيزة للعمل مع باقى مؤسسات الدولة فى اطار الدستور والقانون وتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحمّلوه من عناء وما تكبدوه من مشاق». وأضاف «سأكون حكما بين السلطات راعيا للدستور والقانون وبعد أن أولانى الشعب ثقته التي أشرف عليها قضاة مصر العظام وحرستها القوات المسلحة ورجال قواته الأمناء واعلن شيوخ القضاء المصري نتيجته النزيهة التى جاءت من صناديق الانتخابات».
ولفت مرسى الى أن من ينتابهم القلق من انحراف مسار الدولة المصرية أن أهله من ابناء الشعب المصري اختاروه من أجل السير فى مسيرة حضارة الدولة المصرية، ودورها العظيم، مشيرا الى أن الشعب لن يقبل الخروج عن تلك المسيرة، مستطردا «ولا أريده ان يقبل الخروج عن تلك المسيرة، وأعاهد الله بالحفاظ على الدولة المصرية واصلاحها بما يجعل مؤسّساتها أكثر تعبيرا عن المصريين». وأكد مرسي ان مصر لن تعود للوراء أبدا.. وقال اننا نبدأ معا صفحة جديدة في تاريخ مصر نطوي بها صفحة بغيضة ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ من آلآف السنين. ولا حظ مراقبون ان الرئيس المصري حرص في خطابه الاول على «وضع النقاط على الحروف في ما يخص انتقال السلطة كاملة من العسكريين الى المدنيين وهو ما كانت الصحيفة الروسية متشائمة بشأنه».