عبّر عدد من فلاحي جهة المهدية عن احتجاجهم على عملية مداواة الزياتين باستعمال مبيدات منتهية الصّلوحية مما تسبب حسب تعبيرهم في الإضرار بأشجار الزيتون، وبخلايا النحل. ولمزيد توضيح الموضوع اتصلت «الشروق» بالمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية. أكد السيد محمد العكرمي الحامدي المدير العام المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالمهدية أنه وفي إطار حماية غابة الزياتين ضد الحشرات الضارة بالزياتين قامت مصالح المندوبية منذ بداية شهر جانفي 2012 بمتابعة تطور انتشار حشرة «العثّة» من خلال مصائد مراقبة تم تركيزها بمختلف مناطق الإنتاج بالجهة، ومن خلال التحاليل المخبرية التي بيّنت النشاط الكثيف لحشرة «العثة» مما استوجب دعوة اللجنة الجهوية لمقاومة الحشرات الضارة بالزياتين للانعقاد، وإقرار التدخل بالمداواة لحماية صابة الزيتون الواعدة بمشاركة الديوان الوطني للزيت، وممثل عن الولاية، ومعهد «الزيتونة» بصفاقس، والاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، ومحطة حماية النباتات بالوسط.
وأضاف أن العدد الجملي للزياتين المعنية بالمداواة ضد حشرة «العثّة» للجيلين «الزهري» و«الثمري» يقدر بحوالي مليون و562 ألف أصل زيتون، وقد بادرت مصالح المندوبية بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بحملات محلية لإعلام المواطنين ومربي النحل بهدف اتخاذ الاحتياطات الضرورية لحماية ممتلكاتهم من خطر المبيدات المستعملة، وذلك عبر البلاغات الإذاعية بكل من إذاعتي المنستير وصفاقس، وبواسطة سيارات مجهزة بمضخمات صوت جابت المدن والقرى المعنية قبل انطلاق الحملة بيومين، إضافة إلى الاتصالات الفردية بمربي النحل حسب الإمكانات المتاحة. وفي ما يخص الأضرار التي لحقت بأشجار الزيتون، وبخلايا النحل بسبب استعمال مبيد منتهي الصلوحية عبر الطائرة حسب ما أكده عدد من الفلاحين قال السيد الحامدي انه تم التدخل بمادة «السيستوات»، وهي مادة مصادق عليها من طرف الإدارة العامة لحماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية بعد أن تم إخضاعها إلى عملية تحاليل مخبرية بيّنت صلوحيتها وحالتها الحسنة (أمدنا بنسخة من التقرير)، وقد أظهرت النتائج الأولية لتقييم عملية المداواة من قبل مصالح المندوبية بالتنسيق مع محطة حماية النباتات بالوسط (القلعة الصغرى) أن نسبة نجاعة التدخل تراوحت بين 95 و100 في المائة.
وفي نفس السياق أوضح السيد الحامدي أنه تم تكوين لجنة جهوية تتركب من اتحاد الفلاحين، وديوان تربية الماشية، والمصالح البيطرية بالمندوبية لمعاينة ما يناهز 300 بيت نحل، وإرسال عيّنات للتحليل المخبري بمدرسة الطب البيطري بسيدي ثابت، وقد أظهرت النتائج الأولية أن نسبة « نفوق» النحل (العاملات خاصة التي تتجدّد بطبيعتها كل 30 يوما) لم تتجاوز 30 % على أقصى تقدير، كما لم يتم التأكد بعد أن الأضرار الحاصلة بسبب المبيد أو بسبب الخنق على إثر غلق الخلايا لمدة طويلة من قبل أصحابها. وشدّد السيد الحامدي في نهاية حديثه على أن مصالح المندوبية تسعى ككل سنة إلى حماية الصابة، وممتلكات الفلاحين، وهي مستعدة لتقديم التعويضات اللازمة لهم إذا ما ثبت حصول أضرار جراء عملية المداواة.