ورغم مرور سنة ونصف من الثورة مازالت هذه المناطق التي حرمها العهد البائد من أوجه التنمية تعاني من الإقصاء والتهميش. وما توفر بهذه الربوع من خصوصيات طبيعية من أبرزها الشاطئ ومواد إنشائية ومساحة معتبرة صالحة للنشاط الفلاحي على غرار منطقة «البسيسي» التي كانت توفر منتوجا فلاحيا هاما . مطالب عاجلة للوقوف على شواغل أهالي المنطقة إلتقينا السيد حسين عماري الذي أكد أنه رغم ما تحتله قرية العكاريت التي تنتصب على الطريق الوطنية رقم 1 وعلى بعد حوالي 30 كلم شمال مدينة قابس من مكانة إستراتيجية مشجعة على استقطاب المستثمرين الخواص لبعث مشاريع فإن المنطقة تفتقر إلى العديد من مقومات الحياة الضرورية فضلا عن مواطن الشغل القارة مضيفا أن المنطقة بحاجة لتركيز مؤسسات اقتصادية كبرى من شأنها أن تساهم في امتصاص ظاهرة البطالة في ربوع معتمدية المطوية عموما مقترحا السعي إلى تفعيل إنجاز مشروع مصنع الإسمنت المبرمج قبل الثورة.أما السيد الحبيب الزيدي فبين أنه بات من الضروري بعث مدرسة إعدادية لتجنيب أبناء هذه المناطق الريفية عناء التنقل إلى المطوية وما ينجر ذلك من مشاكل تؤثر سلبا على مردودهم الدراسي خاصة وأن عدد التلاميذ المسجلين ضمن المرحلة الثانية من التعليم الأساسي يتجاوز 300 تلميذ وطالب بتمثيل عمادتي العكاريت والهيشة في المجلس الجهوي بقابس ومختلف المناطق الريفية في اللجان التنموية المحلية بالمطوية وتجديد هيئة المجلس القروي بالعكاريت الحالية وإحداث مجلس قروي بالهيشة والعمل على دعم سفرات النقل العمومي لفك عزلة المناطق المعنية وإنجاز محولي العمارات والهيشة على مستوى الطريق الوطنية رقم 1 وإقامة أربعة حواجز مرورية واقية على مستوى مفترقات تقاطع خط السكك الحديدية مع الطرقات الفرعية وإحداث قباضة بريدية بكل من الهيشة والعمارات و توسيع شبكة التنوير العمومي بكل من العمارات والهيشة والعكاريت وأولاد ضو.
ويرى السيد خليفة العماري أنه نظرا لمحيط المنطقة الفلاحي يتحتم بعث مدرسة فلاحية وحفر آبار عميقة لترغيب الشبان في التكوين والتدريب في تقنيات النشاط الفلاحي وتشجيع الفلاحين على مزيد تحسين مردودية القطاع الفلاحي بإحداث مناطق سقوية جديدة ومقاومة الجفاف نظرا لقرار التحجير بمنع حفر الآبار السطحية داعيا أيضا إلى مزيد العناية بالمؤسسات التربوية من خلال العمل على صيانة القاعات وإضافة قاعات تدريس جديدة وربطها بشبكة الهاتف القار لإستغلال الحواسيب في مجال الإنترنات وتمكين مجموعة هامة من العائلات من ربط مساكنها بشبكة الماء الصالح للشراب وحول العناية بالقطاع الثقافي في هذه الربوع يأمل محدثنا في بعث فضاءات ترفيهية ومهرجان ثقافي سنوي يعكس مضمونه ما تزخر به العكاريت من مخزون تراثي متعدد الألوان والعناية بذاكرة القرية التاريخية والحضارية من خلال دعوة المعهد الوطني للتراث إلى استئناف أشغال الحفريات التي أثبتت مكتشفاتها عراقة المنطقة. ومن جانبه أشار السيد محمد العماري إلى ضرورة دعم برامج التشغيل بتمكين شباب المنطقة من قروض لتشجيعهم على الإنتصاب للحساب الخاص خاصة في مجال القطاع الفلاحي كالزراعات السقوية وتربية الماشية والصيد البحري حيث يصل عدد العاطلين عن العمل إلى حوالي 500 عاطل منهم حوالي 150 من أصحاب الشهائد العليا والإسراع في إعادة مواصلة تنفيذ برنامج المسح العقاري الذي شرع فيه منذ سنوات خلت ثم توقف لأسباب مجهولة إلى جانب العناية بمراكز الرعاية الصحية الأساسية من خلال إدخال أشغال صيانة وتوفير الأدوية الضرورية ودعم العيادات الطبية وبعث وحدة لأخذ عينات الدم للتحاليل الطبية بمستوصف العكاريت.