عاد مراد الحرباوي من أسبانيا بعد مشاركته في مهرجان الفنون التشكيلية المعروف بSIANOJA 2012 وهو من أهم مهرجانات الفنون التشكيلية في أوروبا . مراد الحرباوي الذي يعد من الفنانين الأكثر حضورا في السنوات الأخيرة أنجز لوحتين في أسبانيا الأولى منحها أسم Cosmos en Noja وهي مقاس 195×130 والثانية بعنوان «ثنائية»مقاس 114×146 وكلاهما استعمل فيها تقنية الرسم على القماش «أكرليك». المهرجان شارك فيه عدد من الرسامين والنحاتين من أمريكا وأيرلندا وفرنسا وأسبانيا وتشيكيا واليابان وتضمن البرنامج ورشات في النحت والرسم والتنصيبات الفنية الى جانب عروض الرقص والمسرح والموسيقى وخاصة موسيقى الجاز.
مراد الحرباوي قال ل«الشروق»أنه كان الفنان العربي والأفريقي الوحيد في المهرجان وقد وجد حفاوة كبيرة من المنظمين وخاصة كوميسار المعرض وهو نحات معروف أسمه
Manuel saenz messia وهذا يؤكد أهمية أن يساهم الفنان في تنشيط الحياة الثقافية وتميزت أيام المهرجان الذي تواصل من 20 جوان الى 1 جويلية بالحميمية حتى أن الكثيرين بكوا ساعة الوداع وتلك هي روح المهرجانات الأوروبية القائمة على البساطة والتلقائية وقال الحرباوي الذي شارك لأول مرة في مهرجان أسباني أن المهرجان كان ملتقى للتجارب الفنية من مختلف المدارس والاجيال والرؤى الفنية .
وركز الحرباوي في عمليه على التعبيرات المستحدثة دون تخطيط مسبق في لحظات حرة ومنفلتة تتميز بالحركية مثلما هي روح أعمال الحرباوي دائما .
هذه التجربة الأسبانية أوحت لمراد الحرباوي بالتفكير في التأسيس لملتقى تونسي في هذه الروح يكون معاضدا لمهرجان المحرس الدولي خاصة أننا نعيش في مناخ من الحرية ويقول الحرباوي إن المدن الجميلة في تونس كثيرة وهي قادرة على إحتضان مهرجان كهذا في كل الفصول ولكن لن يتحقق هذا الطموح مالم تنخرط البنوك والمؤسسات الأقتصادية في دعم الثقافة وتمويلها لأن الدولة ليست قادرة لوحدها على تمويل كل شيء .
أيام في أسبانيا ترك خلالها مراد الحرباوي ألوانه في ذاكرة مدينة Noja من مقاطعة Contabria فالأعمال الفنية هي روح المدن وقد اختفت هذه المدينة الأسبانية الساحرة بالفن التشكيلي وبالنحت وبالرقص والموسيقى وكانت ألوان مراد الحرباوي رسالة تونسية الى أسبانيا التي تجمعها بتونس أكثر من ذكرى لكن ذكريات الفن والثقافة والإبداع هي ما يبقى من روح أي مدينة ومن روح أي فنان.