كشفت نتائج جزئية جديدة في ليبيا توجه التحالف الوطني بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل لتحقيق فوز كبير على الإسلاميين، حسب مفوضية الانتخابات. أظهرت نتائج جزئية كشفت عنها المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أن التحالف الوطني المعتدل بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل «حقق انتصارا ساحقا على الأحزاب الإسلامية المنافسة» في أول انتخابات حرة في البلاد منذ نحو ستة عقود.
وكشفت عمليات إحصاء الأصوات في شتى أنحاء البلاد عن هزيمة مدوية للجناح السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا في اتجاه مخالف للنجاح الذي حققته الجماعات الإسلامية في بلدان عربية أخرى من دول الربيع العربي مثل مصر وتونس.. وبدورهم أكد ليبراليو ليبيا فوزهم في طرابلس في مواجهة الإسلاميين بحسب النتائج التمهيدية للانتخابات التشريعية للمقاعد المخصصة للأحزاب السياسية، التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات.
ففي دائرة وسط طرابلس فاز تحالف القوى الوطنية (ليبرالي) بعشرة أضعاف الأصوات التي حصل عليها منافسه الرئيسي حزب العدالة والبناء المنبثق من الإخوان المسلمين، الذي يراهن على انتخاب المرشحين الأفراد لتقليص فارق الأصوات.
كما سجل التحالف الذي يؤكد سعيه إلى «دولة مدنية» نتائج مهمة في الشرق الذي يعتبر معقلا للجماعات الإسلامية. وباتت الإشكالية تدور حول المقاعد ال120 المخصصة لانتخاب المرشحين المنفردين، إذ يأمل الإسلاميون في تحقيق نتائج مهمة فيه تعوض خسارتهم أمام تحالف جبريل في المدن الكبرى. يشار إلى ان النتائج النهائية الرسمية لم تعلن بعد.
وفي تصريح لصحيفة الشرق الأوسط السعودية اللندنية، اعتبر بشير سالم الكبتي كاعتراف بالهزيمة، المسؤول العام (المرشد) لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، إن «حزب البناء والعدالة» الذراع السياسية لجماعته «حصل على ما يبدو على المرتبة الثانية في الانتخابات. ويعتبر الكبتي أرفع مسؤول في جماعة الإخوان المسلمين يقر علانية للمرة الأولى بفوز تحالف القوى الوطنية الذي يترأسه محمود جبريل على في الانتخابات التي ستأتي بمؤتمر وطني عام سيكون بديلا عن المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى السلطة في البلاد منذ شهر مارس الماضي.
ولا ينتظر أن تعلن كامل النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت السبت الماضي إلا خلال الأسبوع المقبل. ويعزى بطء الإعلان عن نتائج الدوائر الانتخابية لاتباع المفوضية العليا نظاما معقدا لعد الأصوات بما يضمن عدم وقوع أخطاء، كما أن البلاد تعرف انتخابات لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود. وقال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان الثلاثاء الماضي إن الإسلاميين سينالون أغلبية مقاعد المؤتمر الوطني من خلال تكوين تحالفات مع الفائزين في القوائم الفردية، في حين قال الأمين العام للتحالف فيصل كريكشي إن هيئته السياسية ستفوز بنصف مقاعد المؤتمر على الأقل، 55 مقعدا برسم قوائم الأحزاب و45 مقعدا برسم القوائم الفردية. وكان جبريل قد دعا في السابق كل الأحزاب على اختلاف مشاربها إلى المشاركة في مباحثات لتكوين حكومة وحدة وطنية تكون إعادة بناء ليبيا أولوية لها.