قال حمة الهمامي رئيس حزب العمال التونسي في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الثالث لحزب النهج الديمقراطي المغربي، المنعقد أيام 13 و14 و15 جويلية الجاري بالمغرب، إنّ احتمالات عديدة تؤشر بأن تونس ستعيش فصلا ثانيا من الثورة قريبا. وقال أيضا «شاركت في المؤتمر الثاني للنهج الديمقراطي في ذلك الوقت وبعد انتفاضة الحوض المنجمي وكنت قلت من على هذا المنبر إنّ تونس تسير نحو الانقضاض على نظام بن علي وقد حصل ذلك وأقول لكم اليوم لا تستبعدوا مطلقا أن يحصل فصل ثان من الثورة التونسية في القادم من الأسابيع والأشهر وهذا الفصل الثاني سيكون له طابع الثورة الاجتماعية لأننا إلى حد الآن تمكّنا من ضرب الاستبداد ومن ضرب قواعد الاستبداد لكن الشعب التونسي لا يريد الحرية فقط».
وأضاف «الشعب التونسي يريد العدالة الاجتماعية ويريد استقلال بلاده عن المراكز الرجعية العربية وعن المراكز الاستعمارية وعلى هذا الأساس فإننا في حزب العمّال لا نستبعد حصول فصل ثان من الثورة وفي هذه المرة سيكون حزب العمال والقوى الثورية الأخرى أكثر استعدادا لقيادة هذا الفصل لتخليص الشعب التونسي نهائيا من الاستبداد والفساد والتبعيّة».
وصرّح الهمّامي أنّ القوى اليسارية والتقدميّة في تونس تعمل على تأسيس جبهة تكون قادرة على قيادة التحركات الجديدة إذ «لا انتصار دون جبهة» على حدّ قوله استخلاصا لدرس 23 أكتوبر تاريخ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي».
وعاب حمة الهمامي في كلمته على الائتلاف الحكومي وأساسا حركة النهضة استعمالهم لأجهزة الدولة لتهديد حرية الشعب التونسي وذلك «عبر القمع الرسمي وعبر توظيف جماعات إجرامية لا علاقة لها بالدين لترويع الشعب التونسي وضرب حرية التعبير وحرية الإبداع وحرية الخلق وحرية التظاهر». وذكر ان الائتلاف الحاكم لم يغيّر شيئا من المنوال التنموي لبن علي بل إنّها أخذت ما تركه بن علي حرفيا من مشاريع لتقدمه للشعب التونسي علما، بحسب قوله دائما، وان الشعب كان قد ثار ضد تلك المشاريع».
كما انتقد الهمامي السياسة الخارجية التي تعتمدها الترويكا قائلا «الائتلاف الحاكم استمرّ في إغراق البلاد بالتبعيّة فأكّد من اليوم الأول أنه لا تراجع عن المعاهدات والاتفاقيات التي ابرمها بن علي مع دول استعمارية بل إنّ الائتلاف الحاكم مد يده إلى قوى رجعيّة عميلة للاستعمار وللصهيونية وهو يسعى لربط تونس بها لذلك فشل في تحقيق أهداف الثورة ومن سوء الحظ أنّ توظيف الدين لم ينفع فالمسار الثوري في تونس مستمر والإضرابات يومية والاحتجاجات يومية والاعتصامات يومية وأحيانا هناك إضرابات عامة في مدن كبيرة وعلى مستوى الجهات فالشعب التونسي تعلّم من خلال نضاله ان الشعارات وحدها لا تكفي ولكن لا بدّ من ممارسات ومن اختيارات تخدمه لذلك فإنّ التيّار الشعبي يبتعد عن هذا الائتلاف الحاكم وهو يميل نحو قوى الثورة وعلى رأسها القوى اليساريّة وهذا أمر جيّد جدّا بالنسبة إلينا فثمّة أكثر من احتمال بأنّ تونس مقبلة على فصل ثان من الثورة».