تداولت الألسن في مدينة القصرين مؤخرا حديثا عن تجاوزات قام بها أعوان الحرس الوطني لدى تدخلهم لفض اعتصام بقرية بولعابة وجعل البعض يتحدث عن عودة الدكتاتورية وممارسات النظام البائد ونظرا لحساسية الموضوع اتجهت «الشروق» الى مكتب مدير اقليم الحرس الوطني السيد كمال الوهايبي لاستفسار الأمر فمدنا بالتصريح التالي: بدأ مدير الاقليم بسرد الواقعة والمتمثلة في إقدام مجموعة من شبان قرية بولعابة على قطع الطريق الوطنية عدد 17 المؤدية الى تالة على مستوى مفترق بولعابة وتخريبه بواسطة الفؤوس مطالبين بإقامة مهدئ للسرعة باعتبار أنها منطقة عبور لسيارات التهريب حسب الأهالي وذلك على خلفية تعرض شاب من القرية الى حادث حيث اصطدمت به سيارة على وجه الكراء ظنوا انها من سيارات التهريب والحال ان المحضر يثبت عكس ذلك وكنا قد اطلعنا عليه وككل مرة اتجهت فرقة من الحرس الوطني الى مكان التجمهر يرأسها مدير الاقليم ورئيس منطقة الحرس الوطني وقام بالتفاوض مع الأطراف الغاضبة غير انهم تعرضوا الى الرشق بالحجارة والمواد الصلبة علاوة على الكلام البذيء مما عرض بعض الأعوان حسب محدثنا الى إصابات ونظرا لانعدام التواصل مع المحتجين الذين عمدوا الى الاضرار بالسيارات المارة تدخل الأعوان بالعصي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين لا أكثر ولا أقل ولحماية مستعملي الطريق طبقا للقانون واحتراما لحقوق الانسان ورغم ذلك أقيمت هدنة بين المحتجين وأعوان الأمن نتيجة تدخل عقلاء القرية وانطلق الاعوان في القيام بدورية روتينية داخل القرية وهو ما لم يستسغه الاهالي فعاودوا رشقهم بالحجارة من جديد مما جعل الأعوان يستعملون مجددا القنابل المسيلة للدموع في الأثناء سقط أحد الشبان على الأرض إثر تعرضه لإصابة فظن الأهالي أنه أصيب بالرصاص والحال أن الدورية والتعزيزات لما خرجت الى القرية كانت محملة فقط بالعصي والقنابل المسيلة للدموع والتي يتم استعمالها في حالات قصوى عندما تفشل محاولات الاقناع وقد أقر تقرير الطب الشرعي الذي اطلعت عليه «الشروق» إصابة الشاب بآلة حادة ولا وجود لآثار الرصاص يواصل محدثنا كلامه قائلا لما سقط الشاب اتجه نحوه الأعوان لحمله الى المستشفى للإسعاف وهذا واجبنا ولو في حالات الحرب غير أن زملاءه انهالوا علينا بالحجارة ظنا منهم أن الشاب سيعتقل ويؤكد مدير الاقليم أن الأعوان لم يرتكبوا تجاوزات في مواجهة المحتجين وإنما تصرفوا كالعادة وفقا للقانون وتدخلهم كان لحماية مستعملي الطريق ولحماية الطريق ذاته من التهشيم باعتباره مكسبا للجميع ولم يفوت مدير الاقليم الفرصة ليوجه تحية الى بعض سكان قرية بولعابة الذين تدخلوا وقاموا بوساطة لإنهاء المواجهة ولعبوا دورا كبيرا في تهدئة الوضع مؤكدا أن أهالي بولعابة طيبون وله معهم علاقة جيدة.