كل المؤشرات توحي أن رمضان 2012 سيكون من دون مناسك عمرة بالنسبة للملوك والرؤساء العرب، خاصة أن الوضع المتدهور في سوريا مرشح لمزيد من السخونة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وتبدو المملكة العربية السعودية بعيدة عن طلبات الزعماء العرب الذين كانوا في العادة يتنقلون بكل أفراد العائلة وبمجموعة من الأصدقاء والحرس الخاص والطباخين والسُوّاق، كما حدث مع الرئيس التونسي الأسبق بن علي الذي أدى مناسك العمرة رفقة زوجته ليلى طرابلسي وأصهاره من الصغار والكبار. وتقول أخبار من السعودية وتونس أن الرئيس الهارب لم يجد في منفاه سوى بيت الله الذي يزوره باستمرار علّه يكسب المغفرة بعد سنوات من الحكم الجائر ولكن في السر والكتمان لأن التونسيين منذ نجاح الثورة صاروا يعتمرون بكثرة ويحجون، لكن ما كان يستفزهم هي صورة زوجته ليلى الطرابلسي وهي ترتدي حجابا متبرجا في قلب الحرم الشريف، فيه الكثير من الرياء والقليل من الحشمة والتقوى، ورغم العلاقة السيئة التي ميزت فترة حُكم معمر القذافي بين ليبيا والمملكة العربية السعودية إلى درجة أن الرئيس المغتال طالب بحرمان السعودية من القيام على شؤون الحج والعمرة أو ما سماه الراحل بالتداول على خدمة بيت الله الحرام إلا أن معمر القذافي أدى مناسك العمرة في السر والكتمان منذ حوالي 22 سنة، ويعترف الليبيون بمن فيهم الحكام الحاليون بأن معمر القذافي رفع من نصيب بلادهم في العمرة والحج بعد أن كان العقيد معمر القذافي يعتبر البقاع المقدسة «مستعمرة سعودية»، لكن تبقى مناسك العمرة الأكثر إثارة تلك التي خاضها الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح في رمضان 2004 فبالرغم من الحرارة الشديدة إلا أنه قرر التوجه إلى البقاع المقدسة سيرا على الأقدام بما يُشبه الملحمة التي تم تصويرها من أول خطوة إلى آخرها.
كما أدى الرئيس صدام حسين العمرة عام 1982 في عزّ الحرب العراقية الإيرانية وكانت زيارته الى السعودية عملية أيضا حيث طلب فيها دعما ماليا قويا وسافر الى البقاع المقدسة وصوره كثيرة وهو بلباس الإحرام كرسالة الى أهل السنة نكاية في نظام الآيات الشيعي، حيث لا عُمرة فيه، وإنما زيارات إلى النجف وكربلاء في العراق حيث الحسين ووالده علي ابن أبي طالب يرقدان، ومن أكثر الزعماء العرب أداء لمناسك العمرة الشهيد الفلسطيني ياسر عرفات الذي أنهى حياته السم حسب آخر التحقيقات، في الوقت الذي تتمنى زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك السيدة سوزان أن يُسمح لزوجها الذي تعافى نسبيا في الأيام الأخيرة من الغيبوبة التي دخل فيها أن يؤدي مناسك العمرة في رمضان 2012 وكان حسني مبارك قد أدى مناسكها عدة مرات وآخرها في مارس 2009 بعد وفاة حفيده بدعوة من العاهل السعودي، حيث سافر مع عائلته إلى البقاع المقدسة ولم يفارق حينها أبدا ابنه الأكبر علاء مبارك الذي فجع بوفاة ابنه ....
كل الملوك والرؤساء العرب من دون استثناء من زمن الملك فاروق مرورا بجمال عبد الناصر والراحل هواري بومدين والحسن الثاني وجعفر النميري أدوا مناسك العمرة منذ القديم، ومنهم من أدى فريضة الحج ولكن ما يميز عمرة 2012 أنها من دون زعماء عرب الى حد الآن، رغم أن زيارة الرئيس المصري الجديد محمد مرسي وبكاءه الذي هز العالم في الصلاة هي النقطة المضيئة الوحيدة، ويبقى تواجد أمراء دبي وأبو ظبي والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عُمان مؤكدا، والمملكة العربية السعودية منحت الأمان وحتى المال لمعتمري البورما وليس حكامهم لأنهم بوذيون.