سجلت مصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز خلال الأيام الثلاثة الاخيرة استقرارا في استهلاك الكهرباء. ويأتي هذا الاستقرار بعد تراجع استعمال مكيفات الهواء بسبب انخفاض درجات الحرارة. وكان الاسبوعان الثاني والثالث من شهر جويلية قد شهدا ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة مما تسبب في انقطاعات عديدة للكهرباء بسبب ارتفاع الاستهلاك الناتج عن كثرة استعمال المكيفات . كما أصبح مشكل انقطاع الكهرباء يخلق من ورائه مشكلا آخر لا يقل خطورة وهو انقطاع الماء باعتبار أن مضخات محطات توزيع المياه تشتغل بالكهرباء، وهو ما حصل في مرات سابقة وأدى إلى انقطاع الماء بعدة مناطق .
وحسب توقعات الأرصاد الجوية فإن الأيام القادمة قد تشهد عودة حرارة الطقس و«الشهيلي»، وهو ما سيدفع حتما إلى تكثيف استعمال مكيفات الهواء خاصة في ظل تزامن هذه الفترة مع شهر الصيام .
وفي هذه الحالة فإنه من المنتظر أن تلجأ شركة الكهرباء والغاز إلى الحل الذي عملت به سابقا وهو القطع الدوري للكهرباء على بعض المناطق السكنية المنتشرة على كامل تراب الجمهورية حفاظا على التوازن بين الطلب على الكهرباء وإنتاجه وحماية للمنظومة الكهربائية ولتجهيزات الشبكة . وترى ال«ستاغ» أنه لا خيار لها غير اعتماد هذا الحل لضمان استمرارية تزويد مختلف المناطق بالكهرباء .
والمعلوم أن سوق مكيفات الهواء نشطت خلال هذه الصائفة بشكل لافت للنظر، حيث كثر اقبال أغلب العائلات التونسية على مكيفات الهواء رغم ارتفاع اسعارها وذلك في ظل احساس لدى كثيرين بأن الحرارة أصبحت لا تطاق في تونس خلال فصل الصيف . وكل هذا من شأنه أن يرفع من حجم الطلب على الكهرباء خلال فصل الصيف. وما على الشركة التونسية للكهرباء والغاز إلا أن تقرأ حسابا لمثل هذه التطورات في نمط معيشة التونسيين ومستواها وأن تعمل على مزيد تدعيم شبكتها وتجهيزاتها وامكانياتها المادية والبشرية حتى تقدر على مجابهة كل ما قد يطرأ من ضغوطات على استهلاك الكهرباء .