لا يقتصر سلوك الجمهور على التشجيع والمتابعة والتعبير عن الرفض أو السخط، إنما يتعدّى إلى توجيه رسائل تتّسم بالحكمة والدقّة تتضمّن توجيهات ونصائح كما هو الشأن مثلا بالنسبة إلى أحباء النادي البنزرتي مع العائد هيثم بن سالم. السواد الأعظم من الأحباء مازال مع ذلك يتّصف بضرب من التعصّب وصل ذروته هذه الأيّام من خلال عمليّات « التحريض» على مقاطعة البطولة في سبيل التصدي لقرار «الكْنَاسْ» القاضي بإعادة مباراة الجولة20 بين أبناء معلول وزملاء حضريّة. اتخذ هذا التحريض عناوين جديدة بعد الرفض والاستنكار أشدّها «الثورة على الترجّي» في المقابل واصل أحباء «المكشخة» التباهي بجمعيّتهم مردّدين في ثقة «ما عَلْبَالْناشْ بيكم»
حفاوة أحباء النادي البنزرتي بهيثم بن سالم
عبّر جمهور النادي البنزرتي عن بهجته لعودة هيثم بن سالم إلى تشكيلة ماهر الكنزاري، وكتب أحد أعضاء موقع « أحباء النادي الرياضي البنزرتي في العالم» بالفرنسيّة ما ترجمتُهُ «ها قد عدتَ إلى مهدِكَ، يعلم الجميع أنّك قد مررت بتجربة قاسية في صفاقس وواجهت صعوبات عديدة، لكنّنا، يُضيف صاحب الرسالة، لم ننس أنّك كنت أفضل هدّاف في النادي مدّة سنتين رغم أنّ وراءك وسط ميدان ضعيف، أمّا الآن فننتظر منك الكثير بفضل ما ستجده من تمريرات دقيقة وذكيّة من حضريّة ويوسوفو وزعيّم وحرّان، جميعُ الأحباء متلهفون إلى مشاهدة سرعتك وتوغلاتك ومراوغاتك وأهدافك.
وفي نفس سياق الترحيب ومقام النصح للمهاجم بن سالم ورد في الموقع خطاب مباشر مفاده « هيثم ينبغي أن يدفعك لعبك مع المُتألّق الزْوَيْ إلى بذل مزيد من الاجتهاد والمثابرة... لا ينبغي، يضيف المُرْسِلُ، أن تظُنّ نفسك مُجَرّدَ لاعب احتياطيٍّ، لا بدّ أن تفتكّ مكانك فالموسم طويل والبنزرتي في حاجة إلى كلّ جنوده، وأنت ابنُ الفريق و«مايْدومْ في الواد كانْ حَجْرو»، عليك إذن أن تثق بنفسك، نُعوّل عليك كثيرا».
الصفاقسيّة يلتحقون بجماهير النجم والترجي في «الثورة على الترجّي»
ما إن أصدر «الكناس» قراره يوم 24 من هذا الشهر بإعادة مباراة الترجي والنجم الخلادي حتّى تتابعت ردود الأفعال الرافضة المستنكرة، وقد اتخذ الرفضُ درجات مختلفة ومتنامية، من التعبير عن الدهشة إلى اعتزام النجم الخلادي والنادي البنزرتي على الانسحاب من البطولة ثمّ سرعان ما بلغ التصعيد ذُروته من خلال الوقفات الاحتجاجيّة لأحباء «القرش الأصفر»، أمّا افتراضيّا فقد التحقت الجماهير بمواقع انضمّ إليها الآلاف تتصدّى حسب زعمها إلى تواصل التغوّل الإداري للتّرجي منها صفحات «ثورة النوادي التونسيّة ضدّ فريق الترجّي التي وصل عدد الأحباء فيها إلى 300» و«معا لاسترجاع شرف الكرة التونسيّة» و«نطالب بانسحاب بقية الفرق من البطولة وإعطائها للترجي» وقد توقّع «أحمد بلخشين» أن يصل العدد قبل عودة البطولة إلى مائة ألف. جدير بالذّكر أنّ هذه الحملة الافتراضيّة ضدّ المكشخة ليست بِدعة في الوسط الرياضي التونسي ولا هي سليلة الانفلات العامّ أثناء الثورة وبعدها، إنما هي حركات قديمة تختفي، لكنها سرعان ما تعود كلّما دخل شيخ الأندية التونسيّة في نزاع كرويّ داخلي أو إفريقي، ولعلّ أشهر الحملات تلك التي تبناها موقع «خليّة أحباء مازمبي بالوطن العربي» الذي بلغ عدد المتصفحين له حوالي 21ألف تجمعهم الرغبة في التشفّي من الترجّي الذي انقاد آنذاك إلى خسارة مدوية ضد مازمبي حين قبل خمسة أهداف بقيادة فوزي البنزرتي رغم المساندة الجماهيرية والإعلامية الهائلة التي حضي بها زملاء الدراجي.