نقل الصفدي في تأليفه «الغيث المنسجم في شرح لامية العجم» أن علماء الأمة وأئمتها أجمعوا واتفقوا أن سيوف الحق أربعة: الأول سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشركين. الثاني سيف أبي بكر في المرتدين والثالث سيف علي بن أبي طالب في الباغين. والرابع سيف القصاص.
أما لقب خالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله فقد لقبه به رسول الله عليه السلام، قيل كان ذلك في واقعة مؤتة لما قتل قائد السرية الأول زيد بن حارثة فتسلّم الراية من أوصى الرسول عليه بعد وهو جعفر بن أبي طالب فقطعت يداه وقتل ولهذا لقب بذي الجناحين اللذين عوض الله بهما يديه في الجنة كما أخبر الرسول عليه السلام، فتسلم عبد الله بن رواحة وهو الذي أوصى له الرسول صلى الله عليه وسلم بعدهما واستشهد فسلم الناس الراية لخالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين باستشهاد الشهداء الثلاثة وقال:«وأخذ الراية سيف من سيوف الله».
ومن المعلوم أن خالدا كان حقا سيفا من سيوف الله شجاعة وإقداما وبلاء في الفتوحات الإسلامية.
ولما بعثه أبو بكر رضي الله عنه لقتال أهل الردة وقتل مالك بن نويرة واتهم بقتله بعد إسلامه استدعاه أبو بكر رضي الله عنه، وقال:«أقتلت مالكا لتنزو على حليلته بعد ذلك؟»- وذلك لأن خالدا تزوج امرأة مالك بعد قتله- فأجابه خالد بقوله:«يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتشهد لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماني بسيف الله؟» فقال أبو بكر:«اللهم بلى !!» فقال خالد:«أيقتل سيف الله المسلم؟» فقال أبو بكر:«لا !!» وأرجعه إلى ولايته.
وقد ندّد عمر على خالد وطلب من أبي بكر رضي الله عنهما القصاص منه أو عزله. فأجابه أبو بكر بقوله:«لا أغمد سيفا سله الله على المشركين! تأوّل خالد فأخطأ! !». والقصة فيها روايات لأن مالكا اتهم بكلام يفهم منه الكفر، كقوله:«مات صاحبكم» وغير ذلك.