رئيس الجمهورية: "تونس تعيش جملة من الظواهر غير الطبيعية هدفها ضرب الدولة وتفتيتها"    بالفيديو.. شجار 3 من لاعبي تشلسي حول تنفيذ ركلة الجزاء    قيس سعيد: تونس لن تكون لا معبرا ولا مستقرا للمهاجرين غير النظاميين    عاجل: قيس سعيد: آن الأوان لمحاكمة عدد من المتآمرين على أمن الدولة محاكمة عادلة    حركة المسافرين تزيد بنسبة 6،2 بالمائة عبر المطارات التونسية خلال الثلاثي الأوّل من 2024    زغوان: تكثيف التدخلات الميدانية لمقاومة الحشرة القرمزية والاصابة لا تتجاوز 1 بالمائة من المساحة الجملية (المندوب الجهوي للفلاحة)    تونس تشارك في اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.    مصر: جثمان سيدة يتحرك خلال جنازتها والأطباء يؤكدون وفاتها    وزارة التشغيل: قريبا اطلاق برنامج "كاب التشغيل" لمرافقة المؤسسات الصغرى والمتوسطة    دربي مصر: الجزيري يقود الزمالك الى الفوز على الاهلي    البطولة الوطنية لكرة السلة(مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة التاسعة    رابطة أبطال أوروبا: مباريات في قمة الإثارة في إياب الدور ربع النهائي    ميناء حلق الوادي الشمالي: احباط محاولة تهريب أكثر من 7 كلغ من مخدر القنب الهندي    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    دار الثقافة بمساكن تحتضن الدورة الأولى لمهرجان مساكن لفيلم التراث من 19 الى 21 افريل    قرطاج: القبض على منحرف خطير محل أحكام قضائية تصل إلى 20 سنة سجنا    عاجل/ الكيان الصهيونى يتوعد بالرد على ايران..    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة: فوز ثاني لمولدية بوسالم    فتح بحث تحقيقي ضدّ رئيس جمهورية سابق وصاحب قناة خاصّة ومقدم برنامج    جرزونة: القبض على مروج مخدرات وحجز 1131 قرصا مخدرا    والية نابل تواكب اختبارات التربية البدنية لتلاميذ الباكالوريا    وزير الشؤون الاجتماعية يزور مقر CNRPS ويصدر هذه التوصيات    الاتحاد الجهوي للفلاحة بجندوبة يدعو إلى وقفة احتجاجية    هكذا سيكون الطقس هذه الليلة    القصرين: وفاة شابة أضرمت النار في جسدها    وزيرة الأسرة تحدث خليّة الأزمة    وزير الدفاع يستقبل رئيس اللجنة العسكرية للناتو    معرض تونس الدولي للكتاب.. 25 دولة تسجل مشاركتها و 314 جناح عرض    منظمة الأعراف تُراسل رئيس الجمهورية بخصوص مخابز هذه الجهة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    اضطراب و انقطاع في توزيع الماء في إطار مشروع تزويد الثكنة العسكرية بفندق الجديد من ولاية نابل بالماء الصالح للشرب    الحماية المدنية:11حالة وفاة و310إصابة خلال 24ساعة.    الموت يفجع اسماعيل هنية من جديد (صورة)    هزة أرضية تضرب شرقي ليبيا    وزارة الفلاحة: الحشرة القرمزية طالت 9 ولايات وهي تقضي على التين الشوكي.    الدورة السادسة لملتقى "معا" للفن المعاصر بالحمامات يستضيف 35 فنانا تشكيليا من 21 بلدا    بهدف في الوقت بدل الضائع ... محمد علي بن رمضان يقود فرينكفاروش للفوز على زالاغيرسيغي 3-2    نابل: إصابة 7 أشخاص في حادث نقل جماعيّ    أنس جابر تبقى في المركز التاسع في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس    إيران تحتجز سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    المقاومة ترد على عرض الصهاينة: لا تنازل في صفقة التبادل    صفاقس .. رغم المجهودات المبذولة ...الحشرة القرمزية تنتشر بقوة    من «طاح تخبل هز حزامك» إلى «وينك وقت البرد كلاني» .. الأغنية التونسية في غرفة الإنعاش !    القيروان .. مدينة العلوم تساهم في تنشيط مهرجان الإبداع الطلابي بجامعة القيروان    ايطاليا ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب 2024    الكاف ... قطعان بلا تلاقيح .. الفلاح يستغيث.. الطبيب البيطري يتذمّر والمندوبيّة توضّح    خالد عبيد: "هجوم إيران أسقط أسطورة إسرائيل التي لا يمكن لأيّ قوّة أن تطالها.."    بطولة إيطاليا : توقف لقاء روما وأودينيزي بسبب إصابة خطيرة للمدافع نديكا    تألق المندوبية الجهوية للتربية صفاقس1 في الملتقى الاقليمي للموسيقى    تونس: التدخين وراء إصابة 90 بالمائة من مرضى سرطان الرئة    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    تونس تحتضن الدورة 4 للمؤتمر الأفريقي لأمراض الروماتيزم عند الأطفال    فتوى جديدة تثير الجدل..    اكتشاف متغير جيني يقلل من خطر مرض لا دواء له    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض وظواهر سلبية في الجمعيات الإسلامية في أوربا 1/2
نشر في الحوار نت يوم 25 - 10 - 2010


لاخير فيكم إن لم تقولوها...
مازالت الأمة بحاجة لمقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لاخير فيكم إن لم تقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها )
ومازلنا بحاجة ماسة لتفعيل قول الله تعالى :
( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران – 104.
وما زالنا نحتاج من يجدد لنا معنى قول الله تعالى :
(فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) سورالزمر17-18.
إن النقد مبدأ إسلامي، ومنهج قرآني، طبقه خير الأنام صلى الله عليه وسلم خلال مسيرة الدعوة، ورغم عصمته صلى الله عليه وسلم وأنه مؤيد بالوحي، كان ينزل الوحي في بعض الأحيان يصوب ويعاتب في بعض الأمور.
تعتبر مسألة النقد والتقييم والمراجعة ظاهرة صحية في المؤسسات والمجتمعات المتحضرة، بل هي جزء أساسي من عملية التطوير والتقويم المستمر.
الإختلاف والتباين بين الناس في الأفكار والإتجاهات سنة ربانية لايمكن مغالبتها، لكن بالإمكان العمل على ضبط الإختلاف وفق قواعد الإئتلاف.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل : ( ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك ) هود 118-119.
إنه من المستحيل إضفاء الصواب المطلق لشخص ما أو جهة ما مهما علا شأنها أو شأنه، ورحم الله الإمام مالك فقد قال : كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
فكل عنده من الصواب ماعنده ولديه من الحق مالديه، وأيضا عنده من الخطأ ماعنده ولديه من الشطط مالديه.
فما كان حقا وصوابا نؤيده وندعمه وندعوا لأصحابه، وما نعتقد أنه خطأ فلن نسكت عنه وننتقده بصوت مسموع ولا نجامل الأشخاص على حساب المبدأ.
ندرك أن لديننا ثوابت وأصول وهذه لامجال للإجتهاد فيها، أما ما عدا ذلك فهي أمور ظنية من حق البشر في كل زمان وبيئة أن يعملوا عقولهم ليستنبطوا الأحكام التي تصب في مصلحة العباد، وهذه الإجتهادات ليست مقدسة وتخضع للتقييم ومن حقنا نقدها وتصويبها وكل في مجاله وتخصصه.
وندرك أيضا أن : إرضاء الناس غاية لاتدرك.
لكن هذا لايبرر كتم الأنفاس ومنع النقد من خلال تسليط بعض النصوص على الناس وتخويفهم وتهديدهم معنويا.
مهما حاول المرء أن يرضي الناس و لو على حساب الحق أو الواجب فلن يصل إلى ذلك لأنهم في الغالب لا يرضون إلا بما يوافق أهواءهم و يخدم مصالحهم.
وصدق القائل :
ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم **** بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسم!!
بسمتُ فقالوا يُرائي بها **** عبستُ فقالوا بدا ما كتم!!
صمتُّ فقالوا كليل اللسان **** نطقتُ فقالوا كثير الكَلِم!!
حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان **** ولو كان مقتدراً لانتقم!!
يقولون شذ إذا قلتُ لا ***** وإمَّعةً حين وافقتهم!!
فأيقنت أني مهما أردت **** رضا الناس لابد من أن أذم!!
تعالوا نقف مع تجربة إمام من أئمة هذا الدين لنستفيد ونتعظ من هذه التجربة.
( يقول الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ،عن تجربته مع أهل زمانه : عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين والعارفين والمنكرين فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقا أو مخالفا، دعاني إلى متابعته على مايقوله، وتصديق قوله والشهادة له.
فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك سماني موافقا.
وإن وقفت في حرف من قوله أو في شئ من فعله سماني مخالفا.
وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سماني خارجيا.
وإن قرأت عليه حديثا في التوحيد سماني مشبها.
وإن كان في الرؤية سماني سالميا.
وإن كان في الإيمان سماني مرجئيا.
وإن كان في الأعمال سماني قدريا.
وإن كان في المعرفة سماني كراميا.
وإن كان في فضائل أبي بكر وعثمان سماني ناصبيا.
وإن كان في فضائل آل البيت سماني رافضيا.
وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب إلا بهما سماني ظاهريا.
وإن أجبت بغيرهما سماني باطنيا.
وإن أجبت بتأويل سماني أشعريا.
وإن جحدتهما سماني معتزليا.
وإن كان من السنن مثل القراءة سماني شافعيا.
وإن كان في القنوت سماني حنفيا.
وإن كان في القرآن سماني حنبليا.
وإن ذكرت رجحان ماذهب كل واحد إليه من الأخبار قالوا طعن في تزكيتهم.
ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون علي من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مايشتهون من هذه الأسامي، ومهما وافقت بعضهم عاداني غيرهم، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى، ولن يغنوا عني من الله شيئا.
وإني مستمسك بالكتاب والسنة وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وهو الغفور الرحيم ).
كثيرًا من الناس يخافون من النقد، لأنهم يعدّون النقد نوعًا من التنقص، والبحث عن العيوب، وأنه لا يصدر إلا من حاسد، أو حاقد، وهذا المفهوم يجب تغييره، وأن يفهم الناس أن الذي ينتقدك هو من يحبك، لأن صديقك من صدَقك لا من صدَّقك
ومنهم من يخاف من النقد لأن بيته من زجاج، فهو يحارب النقد البناء، تجنبًا للفضيحة، وسترًا على الهفوات والأخطاء التي ارتكبها، سواء أكان هذا النقد في ذاته أو في أخطائه.
لن أسترسل طويلا في أهمية النقد والتقييم فلقد قيل في ذلك الكثير، وأدرك أن هناك من يصاب بصداع مؤلم جدا عندما يسمع كلمة النقد، لأن هؤلاء يودون أن يبقوا في محميات وأسوار منيعة ولا يريدون لأحد أن ينتقد أخطائهم فيعطون لأنفسهم الحصانة من خلال بعض المصطلحات التي يخوفون الناس بها مثل : انت تنشر الفتنة... أنت تشهر بالناس... نقدك غير بناء... الخ...
وهناك من يعزف على وتر الأخوة الإسلامية التي ذكرها الله في كتابه الكريم فقال سبحانه وتعالى : (إنما المؤمنون إخوة).
لاينكر مسلم إخوة الإسلام، ومن أنكرها فليراجع إيمانه.
لكن النقد لايعني بحال تحطيم بناء الأخوة، بل نحتفظ بمحبة كل مسلم من باب الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وهذه الأخوة لاتعني السكوت عن الأخطاء وخاصة تلك الأخطاء التي تتعلق بمصلحة المسلمين.
الذي يهدم بناء الأخوة تلك المجاملات على حساب قول الحق، فتصبح الأخوة هشة وقائمة على مصالح دنيوية ومتبادلة ومجرد إنتهائها تنتهي تلك الأخوة.
الناس تكره كلمة الحق (إلا من رحم )، وهناك من تحاوره أو تسمع له وهو على المنبر فتراه يصول ويجول ويخوض المعامع حتى ليبدوا لك أنه من أكثر الناس انفتاحا وتقبلا للنقد والرأي الآخر، ولكن ما إن تمتحن كلامه فتنتقده في
موقف ما حتى تكتشف أنك أمام شخص مختلف تماما عن ذلك الذي كنت تتحاور معه او تسمع لخطبته، فتجد الغضب والحنق ولا يدع نصا من القرآن والسنة إلا ويشهرهما بوجهك كونك تبغي الفتنة والتفرقة، وينسى ما كان يقوله حول أهمية النقد، فانظر لهذا التناقض يارعاك الله !!!
ولكن حذاري وإياك ثم إياك أن تتفوه بكلمة واحدة تخصه أو تخص جماعته أو من حوله، فعندها يتم تفعيل قانون الطوارئ، ويتم استدعاء قوات التدخل السريع، وقوات مواجهة الشغب، وتتم إحالتك للمحكمة العسكرية ليصدر الحكم بحقك... والبقية تعرفونها.
سيقول بعضهم: ما هي الفائدة من هذا الكلام ؟
ما هي النتيجة ؟ إلى غير ذلك من قبيل هذا الكلام.
يريدون من الناس أن تتحرك وفق رؤيتهم وبالريموت كنترول عن طريقهم.
أعرف تماما أن كل كلمة نقد سينتج عنها مزيد من الطعن والتشكيك في النوايا.
وأعرف تماما أن كارهي النقد لن يدخروا جهدا لاسكات صوت الحق، لأنهم باختصار يكرهون كلمة الحق مهما ادعوا، ويكرهون النقد مهما قالوا وبرروا وبحت حناجرهم فوق المنابر.
صدقتم فقائل الحق لن يجني ربحا من وراء النقد، لأن الأمور حسب وجهة نظركم ربح وخسارة، نعم بقياس الدنيا فهو خاسر، حيث لادولار ولا يورو ولاحتى كرون سويدي.
لكن يكفيه ذلك الربح الذي يعتقد به وهو : كلمة حق يقولها بغض النظر عن الموقف منها، فموقف كارهي النقد معروف مسبقا، وصارعبارة عن معزوفة محفوظة.
إن صمت الناس أحيانا لايعني بحال موافقة على الخطأ، كما لايعني أن كارهي النقد قدتفوقوا باستهبال الناس، بل الناس لاتريد قطع شعرة معاوية، فهلا استوعبتم الدرس...
الذي يقول الحق لايعمل في برنامج : ما يطلبه الجمهور، ليقدم لهم ما يرضيهم، فكلمة الحق لاتعرف : الجمهور عايز كدا...
الذي يقول الحق ينطلق من دعاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم : اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.
ففي هذه الأجواء الغير سليمة والغير صحية، والتي يسود فيها التدليس على حساب الحقيقة، والتي يسود فيها قول الرجال على حساب قول الحق، ويسود فيها الطعن والتشكيك والتفتيش عن النوايا، ويسود فيها الردح.
يصبح قول الحق واجب وفريضة، حيث لامناص من مخاطبة أهل الإنصاف سواء كانوا موافقين أو مخالفين.
لو كان الأمر يتعلق بشركة خاصة لصح القول : من حكم بماله فما ظلم.
إنما يتعلق الأمر بدين يهمنا جميعا، وبالتالي من حق كل مسلم عندما يرى أخطاء ترتكب باسم الدين، فيصبح فرض الوقت هو نقد تلك التصرفات بغض النظر عن فاعلها، فقد يكون مقربا وأخا حبيبا، لكن الحق أحق أن يتبع.
يجلس معك ويحاورك حول أوضاع المسلمين في أوربا ويشتكي من التصرفات التي تسئ للإسلام وتجده يتألم، ويطالب الناس بقول الحق وأن لايسكتوا عن قول كلمة الحق، فلا تجد إلا أن تشد من همته وتشكره على هذا الحرص، لكن المفاجأة الكبرى التي تصعقك عندما تجده يجامل أصحاب الأخطاء ويبرر لهم تصرفاتهم في حضورهم، عندها يبلغ الأمر حد الإقياء على هذه النوعيات من البشر.
وهناك من يقول للناقد كلامك سليم وصحيح ولا غبار عليه، لكن ألا تلاحظ أن الوقت غير مناسب، فنحن في زمن تكالبت فيه علينا قوى الشر والباطل ويريدون القضاء على الحق وأهله...
لا أنكر ذلك وأدركه تماما وأتفق معك في ذلك.
لكن أيضا نطرح السؤال التالي ونرجوا جوابا منطقيا وشجاعا عليه :
منذ متى ولا توجد مواجهة وصراع مع الباطل ؟
ثم إن الباطل يواجهنا بالعلم والثقافة والمعرفة والنظام والانضباط والقانون، فبماذا نحن نواجهه ؟
هل يعقل أن نواجهه بالجهل والفوضى والمجاملات والمحسوبيات والتبرير والتدليس وبالرؤوس الجهال !!!
معذرة فحالنا هذا يجعلني أستذكر حال الأنظمة الثورية التي طالما رفعت سيف البطش بوجه الشعوب الصامتة والمقهورة تحت شعار :
لاصوت يعلو فوق صوت المعركة...
كوننا في مواجهة لايعني الصمت عن الأخطاء وتبريرها لأصحابها، فلا نجعل من المواجهة مع الباطل شماعة نعلق عليها أخطاءنا .
وكوننا في مواجهة مع الباطل فهذا لايعني أن نتوقف عن التصويب والنقد والتقييم والإصلاح.
وكوننا في مواجهة مع الباطل فهذا لايعني أن يتقدم الصفوف من ليسوا أهلا لذلك.
وكوننا في مواجهة مع الباطل لايعني أن يتصدر للدعوة من لايملك الحد الأدنى لتلك المهمة.
وكوننا في مواجهة مع الباطل لايعني أن يتقلد العمل الإداري أشخاص فاشلين وغير مؤهلين لذلك.
وكوننا في مواجهة مع الباطل لايعني أن يقحم البعض أنفسهم في كل شئ، فهناك تخصص فلنحترم التخصصات.
ثم إلى متى سننتظر لتأتي لحظة توقف الباطل عن مواجهتنا، وبعدها نقوم بعملية النقد والتصويب والتقييم والإصلاح، ولن تأتي هذه اللحظة، فاقتضت سنة الله بقاء الصراع بين الحق والباطل، وفي حال الإنتظار ستتراكم الأخطاء وتكبر حتى لانقدر على حملها فنسقط نتيجة ثقلها، وعندها يستبدلنا الله لأننا لسنا أهل لحمل الأمانة.
يجب أن ندرك أننا أتباع دين يقوم على الحق والمبادئ، وبالتالي فنحن ندور مع الحق والشرع ولاندور مع الرجال.
فلماذا نخاف ونخشى النقد ؟
لقد حفل القرآن الكريم والسيرة النبوية بكثير من المواقف التي تؤكد على منهجية النقد والتصويب، مما يؤكد على أهمية ذلك وضرورته، حتى لايصبح تقديس الأشخاص على حساب المبادئ، ونستعرض جانبا من هذه المواقف :
1- الله تعالى عاتب خير البشر صلى الله عليه وسلم في سورة عبس فقال تعالى :
(عبس وتولى *أن جاءه الأعمى *وما يدريك لعله يزكى *أو يذكر فتنفعه الذكرى *أما من استغنى *فأنت له تصدى* وما عليك ألا يزكى *وأما من جاءك يسعى *وهو يخشى *فأنت عنه تلهى *كلا إنها تذكرة *فمن شاء ذكره *في صحف مكرمة *مرفوعة مطهرة *بأيدي سفرة *كرام بررة * ) عبس 1- 16.
وكان ذلك العتاب تصويبا وتصحيحا مباشر للخطأ في الإجتهاد، ولم يتم التأجيل بحجة المواجهة مع الباطل.
2- والله تعالى عاتب حبيبه صلى الله عليه وسلم في قضية الفداء لأسرى بدر فتنزّل العتاب الربانيّ الشديد، فقال تعالى :
(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) الأنفال 67-68.
ولم يتم التأجيل لحين الإنتهاء من مواجهة الباطل.
3- والله تعالى عاتب الصحابة الرماة رضوان الله عليهم الذين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا من على الجبل يوم أحد .
4- ألم يعاتب قدوتنا صلى الله عليه وسلم، سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه علانية عندما قتل رجل خطأ من بني جذيمة كما في رواية البخاري.
(أخرج البخاري في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين ).
ومن لايعرف مكانة خالد بن الوليد ذلك القائد العظيم، والصحابي الجليل، ويكفيه أن لقبه هو : سيف الله المسلول، ورغم هذه المكانة، لم تكن لديه حصانة تمنع نقد تصرفه الخاطئ، حتى لو كان هذا التصرف ناتج عن إجتهاد.
فهل نحن اليوم بأفضل من الصحابة رضوان الله عليهم ؟
حتى نجعل لأنفسنا حصانة نرفعها بوجه كل من ينتقد الخطأ.
كما لم يرو أحد أن بعض الصحابة قالوا :
كيف ينتقد هذا الصحابي الجليل ؟
هل يعقل أن ينتقد سيف الله ؟
هذا شخص قدم للإسلام فلماذا ينتقد بهذه الطريقة ؟
كل ذلك وغيره لم يقال، لأن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين تربوا على أن يدوروا مع الحق ولا يدوروا مع الرجال.
وفي زماننا عندما تنتقد أخطاء تكررت وتفاقمت لشخص أسندت له مهمة إدارية أو دعوية أو على مستوى درس وموعظة ويكون هذا الشخص مقرب من جهة ما فيقال لك :
هذا قدم للدعوة فلماذا ينتقدونه ؟
هذا خدم المركز والجمعية فكيف تنتقده ؟
هذا حمامة المسجد فكيف ينتقدونه ؟
ولا يهم نوع الخطأ بل قل الأخطاء التي ارتكبها بحق الإسلام !!! المهم لاتقترب من محميتهم وسورهم...
إنها دعوة لتقديس الأشخاص على حساب الحق.
5- أليس قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم عاتب الصحابي الجليل معاذ بن جبل عندما أطال في الصلاة فقال له : أفتان يامعاذ.
تصوروا أن يقال هذا الكلام لإمام من بعض أئمة هذا الزمان فماذا ستكون ردة الفعل :
سيقال لك : أنت تريد نشر الفتنة بين المسلمين.
أنت تريد نشر الفوضى في المسجد.
أنت تريد نشر البلبلة في المركز.
وغير ذلك من التهم الجاهزة والمفصلة.
أكرر القول إنها دعوة لتقديس الأشخاص على حساب المبادئ.
6- وهذا درس بليغ من سورة النساء، نتعلم منه النقد وقول الحق مهما كان الشخص، يقول الله تعالى :
(إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًۭا.* وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا * وَلَا تُجَٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًۭا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ
فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًۭا * وَمَن يَعْمَلْ سُوٓءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُۥ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا * وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًۭا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُۥ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًۭا * وَمَن يَكْسِبْ خَطِيَٓٔةً أَوْ إِثْمًۭا ثُمَّ يَرْمِ بِهِۦ بَرِيًۭٓٔا فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَٰنًۭا وَإِثْمًۭا مُّبِينًۭا * وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌۭ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍۢ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًۭا*) النساء 105-113
ومفاد تلك القصة أن أحد الأنصار وهو عبد الله بن الأبيرق سرق درع لأحد المهاجرين، ثم تحايل لإلصاق التّهمة بيهوديّ، واستعان ببني قومه الذين ذهبوا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه مؤكّدين أنّ الرّجل من صالح المؤمنين، وأنّهم يبرّئونه من السّرقة، وقد تقبّل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه شهادتهم وأدان اليهوديّ بالسرقة.
فتنزل الوحي ببراءة اليهوديّ، وعتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنديد بما فعله السارق وقومه من ادّعاء بالباطل، واتّهام لليهود بغير الحقّ والدّفاع عن السارق، عتاب يبين الحق ولا يجامل المهاجر على حساب مبدأ العدل والإنصاف.
7- وقف خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه خطيبا على المنبر وتحدث عن تحديد المهور، فقامت إمراة من بين المصلين وردت على الخليفة قوله، فما كان من عمر إلا أن قال : أصابت إمرأة وأخطأ عمر.
حصل ذلك أثناء الخطبة، وأمام الناس، وبصوت مسموع، لكن عمر لم يستدعي أركان مجلس إدارته ويعقد إجتماع طارئ، ولم يستدعي المرأة ليبلغها أن مافعلته أمرخطير وفيه تعد على حرمة المسجد، بكل بساطة تراجع واعترف أنه أخطأ.
بكل أسف وألم فحالنا في قضية الإستبداد لايختلف عن تلك الأنظمة الشمولية المستبدة التي تقول :
لا أريكم إلا ما أرى.
فكل من ينتقدهم ويدعوا للتقييم والإصلاح، فهو لايأخذ بالإعتبار المواجهة مع العدو الصهيوني الغاشم، فبحجة المواجهة تلك يجب أن تخرس الناس ويجب أن يكون شعار المرحلة :
لا أسمع... لاأرى... لا أتكلم...
عليك أن تقول : كل من أخذ أمي بقلوا يا عمي...
ومع الأسف الشديد فهناك بعض المنتسبين لساحة العمل الإسلامي لايقلون استبدادا عن تلك الأنظمة الظالمة المستبدة، والفرق بينهم وبين تلك الأنظمة أنهم لايملكون مخابرات وسجون ومعتقلات، وإلا لعجت السجون بالمسلمين !!!
قرأت قصة أن أحد الطلاب كان يدرس في كلية الهندسة في جامعة دمشق، فطلب الدكتور من الطلاب تقديم مشروع معين، فجاء أحد الطلاب بمشروع غير مرتب فحصل على درجة سيئة، فذهب وعاتب الدكتور على تلك النتيجة، فقال له الدكتور مشروعك غير مرتب فرد الطالب يادكتور قلمي ردئ لذلك جاء المشروع غير مرتب، وهكذا بقي الطالب يضع اللوم على رداءة القلم، ولما زادها وتخنها قال له الدكتور أمام الطلاب : صدقني كان بودي أن أعطيك علامة جيدة لكن قلمي ردئ فماذا أفعل !!! والمعنى بقلب الشاعر...
هذا الكلام لايقصد به جهة بعينها، ولا شخصا بعينه، فهو كلام عام، أتحدث فيه عن ظاهرة تعاني منها بعض
الشخصيات وبعض الجمعيات والمراكز الإسلامية في أوربا والسويد خاصة، فمن أصابه هذا الكلام أوبعضه، فبدل اللوم عليه أن يسارع لتقييم عمله بدل أن يعيش مظلومية النقد فيعمل لطمية كما يفعل بعض الذين يعيشون الماضي ولا يخرجون من دائرته.
إنني أصف جانبا من الواقع كما هو دون تزييف ولا رتوش، وهو موجه لكل من يقف بوجه التغيير والإصلاح.
أعلم أن هناك من يصطاد في الماء العكر، وأعلم أن هناك من يصب على النار زيتا، وأعلم أن هناك صغارا يتكلمون في السر والهمس،وأعرف أن هناك من ينتقي بعض الكلام على مبدأ : ولا تقربوا الصلاة... فكل كلامهم عبارة عن تكأة اقف عليها لأرتفع عن مستوى هؤلاء الصغار الذين عرفوا بأنهم من رواد الفتن، والبعض يقول لماذا لاننتقد في الغرف المغلقة، فأقول لهؤلاء : بل إنَّ الصمتَ هو الذي يرسخ الأخطاء ويوسع مسار الإنحراف ، ويخنق الحق. ومازال دعاة الصمت يتذرعون بالحكمة، متعللين بدرء الفتنة، وبقدر الصمت بقدر مانتجرع المر والعلقم.
ألا إن الصمت عار، عندما تكون الحقيقة مرة! أما حكاية الغرف المغلقة فهذه تصلح لمناقشة الشؤون الشخصية، أما عندما يتعلق الأمر بالمنهج، وبالممارسات العلنية المرتبطة بالدعوة، فإنها - أي الغرف - ليست محلاً للكلام. وبما أن الانحراف علني، والأخطاء تحدث في العلن فلا بد أن يكون التصويب علنياً أيضا، وإذا كان الخطأ في العلن، فلا يجوز أن يكون التبرؤ منه في السر.
وهناك من يقول النقد والنصيحة لهما طريق معروف وبالإمكان التحدث مباشرة مع أصحاب الشأن وكلهم آذان صاغية، بدل تلك الكتابات التي لاتسمن ولا تغني من جوع، فلهؤلاء يقال :
لقد ملت النصيحة منا حتى سئمتنا بل كرهتنا لأننا نعبث بها ولا نتعامل معها بجدية.
لقد قلنا واقترحنا بكل صدق مرات ومرات، فماذا كانت النتيجة ؟
كلامك طيب ونصائحك قيمة ونحن بحاجتها ويجب العمل بها...
ثم بعد ذلك ترمى في عالم النسيان والتجاهل.
فتكتشف أنهم يعطونك مهدئ ومخدر ومنوم لا أكثر ولا أقل، وهكذا يتعاملون مع كل ناصح.
لذلك يضطر الإنسان لرفع الصوت متألما : كفوا عن هذه المسرحية.فلقد انكشفت اللعبة...
وهناك أمر يحتاج أيضا لإلقاء الضوء عليه وهو : تجد شخص في موقع المسؤولية، وعندما يسمع نقدا حول الجمعية أو المركز الذي يعمل معها فتراه يرد على المنتقد بقسوة وشدة ويدافع ويبرر ولا يسمح بالنقد، بل يعتبره تشهير وفتنة .
وتمضي الأيام ويزول الكرسي من تحته، فينقلب على أصدقاء الأمس منتقدا ومشرشحا طالما أن ذلك يشفي غليله ويحقق الشحن ضد هذه الجهة.
إن هذا ليس نقدا، بل هو حقد وردة فعل سلبية فقط لأنه فقد المنصب الذي كان يشغله.
قد يقول قائل : هل يعقل أن تصور الحال بهذه القتامة وهذا السوء.
فأقول كلامي لايعني انعدام الخير، وانعدام الصادقين والمخلصين، وعدم وجود العمل المؤسسي، والبرامج والمناهج والأنظمة واللوائح.
كل ذلك موجود وشكر الله القائمين على ذلك فهم يتحملون عبء لاتتحمله الجبال، فكان الله في عونهم ورزقهم الله التوفيق والسداد والرشاد.
لكن وجوودهم لايعني الصمت والسكوت عن أخطاء الآخرين وإلا نصبح جميعا مشتركين في الخطأ.
( وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض...).
وإلى لقاء مع الحلقة الثانية والتي أخصصها للأمراض والظواهر السلبية الحقيقية المنتشرة في ساحة عمل الجمعيات الإسلامية في أوربا وخاصة السويد.

* طريف السيد عيسى : السويد – أوربرو
نقلا عن http://www.muslimdiversity.net


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.