يقول السيد طاهر هميلة عضو المجلس التأسيسي عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ان شهر رمضان هو شهر الدين الشعبي اي بمفهوم الدين عن الشعب وهو أقرب للأسطورة منه للعقيدة عند البعض الذين يأتون أشياء ما أنزل ا& بها من سلطان حسب سي الطاهر وأحيانا تتناقض مع العقيدة. ويضيف «شهر رمضان الذي هو شهر التقوى تحول عند البعض الى شهر الأكل والملاهي والسهرات وحتى المعاصي كالقمار مثلا الذي يزدهر كثيرا في رمضان». وعن أول تجربة له مع الصيام قال «صمت أول مرة سنة 1949 في شهر جوان وكنا نتكاسل ونرفض اي مجهود للمحافظة على صيامنا وكنا نرى ان الافطار كفر ومن يفطر مآله النار التي كنا نراها مجسدة في الطابونة التي كانت تستعمل خاصة في رمضان لاعداد الخبز وكان آباؤنا يوهموننا ان تلك النار هي للمفطرين. ويضيف: بعد الافطار ينزل الصغار للعب في الشارع لمدة ساعة تقريبا ويقومون بعدة العاب ويتغنون برمضان قائلين: «رمضان باهي ومزيان» فيرد عليهم آخرون «لو كان رمضان باهي ما يديرو فراقو عيد».
ويتذكر السيد هميلة بعض الاحداث في رمضان على غرار حادثة 1952 عندما طلب المقيم العام من محمد لامين باي تأخير رمضان الى حين رفع حالة الطوارئ التي كانت مفروضة بسبب حالة الثورة آنذاك لكن الباي رفض وقال له يرفع الطوارئ ولا يؤخر رمضان وكذلك حادثة الافتاء بالإفطار من طرف بورقيبة وما سببته من شرخ في المجتمع بين فرحين بالإفطار ومتمسكين بالصوم كما يتذكر محدثنا الاختلاف أحيانا بين اعتماد الرزنامة والرؤية في الدول العربية وكيف أصبح بعض التونسيين يصومون ويفطرون مع السعودية وليبيا ورافقت هذه الظاهرة مراقبات أمنية ومتابعات.