لا أحد يستطيع أن يضبط تفسيرا حكيما ضافيا شافيا للحالة الشعوريّة التي تُفضي إلى التعلّق بالنوادي أو المنتخبات، فقد يكون الرابط جهويّا أو جماليا أو فرديّا أحيانا. كأن ينشدّ المحبّ إلى لاعب فريق مّا سرعان ما يتحوّل إلى هُيام بالجمعيّة بأكملها ولسان حاله يردّد المثل التونسي «اللي شد الصبع شد اليد الكل». رغم ذلك فإنّ أقوى التعليلات لأسباب التعلّق هو النجاح والتفوّق فالإنسان يقتدي دائما بالغالب بمنطق عالم الاجتماع عبر الرحمان ابن خلدون. هذا ما يفسّر بلوغ عدد الأحباء في موقع برشلونة حوالي 35 مليون ومثله أو أدنى منه قليلا في موقع الريال. تونس والعرب في خانة «الصفر فاصل» أولمبيّا؟ هذه المعادلة هي التي تفسّر عدم التفات الجمهور الرياضي التونسي والعربي إلى مشاركة ممثليه في أولمبياد لندن هذه الأيام. فمواقع الأندية وفضاءات الدردشة الرياضية الافتراضية كما الواقعيّة تخلو أو تكاد ممّا يوحي بالمتابعة والحماس والانتظار. هذا الجفاف الشعوري تبرّره الخيبات المتواصلة فقد عرضت «الشروق» أمس في قسمها الرياضيّ الحصيلة الهزيلة للمنتخبات العربية منذ القرن السابق ممّا نزّلنا في خانة «الصفر فاصل» أولمبيا. العقم الأولمبي حينما تتصفح تطلعات الجمهور التونسي والعربي في الأولمبياد ينتابك شعور بأنّ هذه الأمّة عاقر أولمبيا، لذلك لا حديث في مواقع الأحباء إلا عن «العصفور النادر» كأن يكتب «خليل» متحدّثا عن عزة بسباس أنها الأمل الوحيد للحصول على ميداليّة ذهبية في المبارزة وقس على ذلك حديث البقيّة عن أسامة الملولي في السباحة. هكذا تتعلّق همّة الملايين بميدالية وحيدة قد يُحرزها لاعب وحيد في اختصاص واحد أيّ عُقم رياضي فريد هذا؟؟؟ التندّر والاستخفاف بالذات انقاد كما هو معلوم المنتخب التونسي لكرة السلة إلى هزيمة أمام نظيره الأمريكي (110-63)، هذه النتيجة كانت متوقعة إذ لم ترق طموحات جماهيرنا إلى عتبة الحلم بتحقيق مفاجأة، إلا أن المستفزّ حقا هي التعليقات التي بلغت ذروة الاستخفاف بأبنائنا خاصة قبل المباراة فهذا يتوقّع على سبيل التندّر هزيمة بألف مقابل صفر وهذا ينتظر أن يُغمي على اللاعبين. في كرة السلة «وين كنّا وين صبحنا» مع بداية المباراة لاحظنا نوعا من التكافؤ تجسّد من خلال تحقيق التقدّم في النقاط الأولى فعلّق أحدهم «المعجزة الثامنة تحصل». بعيدا عن هذه التقييمات المحبطة لمسنا ملاحظات جادة ومحترمة منها ما كتبه هيثم «نحن لا نملك مهارة المنافس وسرعته و الهزيمة مؤكّدة..علاش ما نلعبوش الكل في الكل ونحّيو الخوف و الرهبة ! «تي تحسّهم خايفين مالحشومه» تقول عليهم نجوم عالميين.. تي كي انت خاسر العب وورّي آش عندك و فتّق مواهبك خلّي عالأقل يبقالك ماتش تاريخي..و الله نحكي من غيرتي عالمنتخب و صورة تونس.. في نهاية المباراة دوّن «فارس» في إيجاد: «ليس في الإمكان أفضل مما كان». أمّا صاحب الاسم المستعار king فقد كتب «خويا راهي كرة السلة عملت قفزة غير عادية في الثلاث سنوات الأخيرة كنا نروحوا من الدور الأول في كأس إفريقيا ولينا نهزوا فيها و نهزوا في الكأس العربية إلى فيه لبنان بتاريخها و الأردن معناها وقت نلعبوا ضدّ أمريكا في مباراة رسمية يتسمى تتويج و كبير زادة وين كنا ووين أصبحنا. سخط على المعلّق المصري لم يستسغ العديد من أحباء منتخب كرة السلّة الأسلوب الذي توخاه المعلق المصري في نقل المباراة فقد بدا للبعض كثير التغنّي بالأمريكان قليل الحديث عن فريقنا الوطني مستخفّا به مما دفع البعض إلى اتهامه بالانحياز في حين انهالت عليه شتائم من مجموعات أخرى.