معتمدية المظيلة هي منطقة صناعية بالأساس حيث توجد بها مقاطع ومعامل تحويل الفسفاط وما تمثله من مخاطر على السلامة الجسدية للعمال والمتساكنين ورغم كثافة النشاط الصناعي بالمنطقة فإن البنية التحتية الصحية لم تشهد تطورا ملحوظا. أول شيء يمكن أن تلاحظه وأنت تدخل المستشفى المحلي بالمظيلة هو البناية الأساسية للمستشفى التي تعود إلى مخلفات الاستعمار الفرنسي وهي بناية قديمة جدا رغم عمليات التجميل المتعددة التي لم تستطع أن تخفي التشققات ومجاري تسرب المياه من السطح كما أنها لا تستجيب حتى إلى المقاييس الضرورية من اجل فضاء صحي وسليم للمريض فلا توجد إنارة ولا تهوئة كافية داخل الغرف .
أما من حيث الاختصاصات الطبية فقد اكد لنا الدكتور عادل قوادر اختصاص طب عام أن المستشفى يفتقر إلى طب الأطفال وبقية الاختصاصات الأخرى ولعل ما يلاحظه المواطن أيضا هو افتقاره إلى إطار طبي متخصص إضافة إلى غياب ابسط التجهيزات الطبية الضرورية مثل السكانار والايكوڤرافي فحتى جهاز التصوير بالأشعة فجودته متواضعة لا تساعد على كشف وتحديد الامراض بدقة والمواطنون القاصدون المستشفى يواجهون صعوبات عديدة. فالسيد الهادي سليماني أكد أنه اضطر إلى التنقل إلى احد المخابر الخاصة من اجل التصوير بالأشعة وهو ما يثقل كاهل المواطن بالمصاريف الإضافية زيادة عن معاناته الصحية أما الخدمات داخل المستشفى فيرى المواطن عبد الملك معيطي انها رديئة للغاية في اغلب الأحيان ومعاملة المرضى حسب محدثنا دون ما ينتظره المواطن . أما كمال تليجاني وهو ممرض بالمستشفى فقد أكد لنا أن غياب التجهيزات اللازمة والضرورية كان من بين الأسباب التي أدت الى توتر علاقة المواطن بالإطار الطبي وشبه الطبي في العديد من الأحيان وأنتهى إلى تبادل العنف وتهشيم أبواب ونوافد المستشفى خاصة بقسم ألاستعجالي الذي يكون في غالب الأحيان عاجزا عن التدخل السريع من اجل إنقاذ أرواح المواطنين وذلك لافتقاره إلى التجهيزات الضرورية والناجعة . أما سيارة الإسعاف فهي في أغلب الأحيان معطبة.
وحال الوحدات الصحية لرعاية الأم والطفل لا يختلف كثيرا عن واقع المستشفى المحلي فدوره يقتصر على إعطاء التطعيم للأطفال فلا توعية ولا تأطير للنساء الحوامل كما تجدر الإشارة الى محدودية عدد المستوصفات التي لا تتجاوز الثلاثة في كامل المنطقة وهو ما يسلط عليها ضغطا كبيرا في التعامل ومتابعة جميع الحالات وما ينجر عن ذالك من مخاطر صحية على الأم والطفل كذلك بُعد بعض هذه الوحدات عن التجمعات السكانية على غرار الحي الغربي والحي المركزي وما ينتج عن ذلك من إرهاق وتعب في التنقل . ففي بعض المناطق الأخرى والريفية التابعة لمعتمدية المظيلة كالسقي مثلا لا توجد وحدة صحية أما مستوصف برج العكارمة فقد أكد عدد من اهالي المنطقة أنه في حاجة الى صيانة ومزيد من الاهتمام خاصة فيما يتعلق بالتجهيزات والإطار الطبي.