الاتحاد الأوروبي: مستعدّون لدعم جهود الإصلاح في تونس.. #خبر_عاجل    وزير الاقتصاد والتخطيط ل"وات": لقاءاتنا مع شركاء تونس الماليين كانت واعدة    وفاة شخصين وإصابة 5 آخرين في حادث انقلاب سيارة أجرة لواج بالطريق السيارة تونس-سوسة    عاجل/ الاتحاد الأوروبي يكشف عن تمويلات جديدة لفائدة تونس    عاجل/ نتنياهو: "سنسيطر على كامل قطاع غزة"    منوبة: انقطاع واضطراب في توزيع مياه الشرب بهذه المناطق    صفاقس مصحة إبن خلدون تُنظم يوما مفتوحا لتقصي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.    كرة السلة: النادي الإفريقي يتقدّم في سلسلة النهائي بعد فوزه على الاتحاد المنستيري    تكليف وزارة التجهيز بالتفاوض مع شركة تونسية-سعودية حول إنجاز مشروع تبرورة    نيزك في سماء تونس: أستاذ بمدينة العلوم يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    صالون الصناعات التقليدية يعود في دورته ال41: ابتكار يُحافظ على الهوية ويُنعش الاقتصاد    دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل بعد استهداف وفد دبلوماسي في جنين    جريمة صادمة في مصر: عامل ينهي حياة والدته بآلة حادة    لقاء سفير تونس لدى طرابلس برئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يبحث "تطورات الأوضاع في ليبيا"    كأس تونس لكرة القدم: تعديل في توقيت مقابلتي الدور نصف النهائي    انخفاض ب28,9% في عائدات صادرات زيت الزيتون التونسي رغم ارتفاع الكميات المصدّرة    الكركم: كنز غذائي وفوائد صحية مذهلة.. وهذه أفضل طرق تناوله    شجرة الجاكرندا في تونس: ظل بنفسجي يُقاوم الغياب ويستحق الحماية    الإمارات تطلق نموذجا للذكاء الاصطناعي باللغة العربية    35 سنة سجنًا لامرأة خطّطت لهجمات إرهابية في تونس ودعت إلى ذبح الأمنيين    الترجي يطالب بتحكيم أجنبي لمباراته في نصف نهائي كأس تونس    وزارة الحجّ والعمرة تُحذّر من جفاف الجسم    عاجل/ مكّنا أجانب وارهابيين من وثائق الجنسية: هذا ما تقرّر ضد موظفين سابقين بقنصلية تونس بسوريا    عاجل/ العثور على جثة فتاة مُلقاة بهذه الطريق    غدًا النظر في مطلب الإفراج عن المحامي أحمد صواب…    هام/ بداية من هذا التاريخ: انطلاق بيع الأضاحي بالميزان في هذه النقطة..    للتمتّع بأسعار معقولة في شراء أضحية العيد: توجّهوا إلى نقاط البيع المنظمة    أستاذ في قانون الشغل : قانون منع المناولة سيخلق صعوبات تطبيقية عند تنفيذه    النوم لأكثر من 9 ساعات قد يكون مؤشرًا لأمراض خطيرة.. تعرف على عدد الساعات المثالية للنوم    أربعينية الفنان انور الشعافي في 10 جوان    الكاف: افتتاح نقطة لبيع اللحوم الحمراء من المنتج إلى المستهلك بمدينة الكاف    وزارة الداخلية تفتح مناظرة لإنتداب عرفاء بالحرس الوطني    كاس افريقيا للاندية الفائزة بالكأس لكرة اليد (رجال وسيدات): برنامج الدور نصف النهائي    ب"طريقة خاصة".. مؤسس موقع "ويكيليكس" يتضامن مع أطفال غزة    أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد 26 عامًا من الزواج    منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر يصل القضاء    منتخب الأصاغر يواجه ودّيا نظيره الجزائري    الحماية المدنية : 64 تدخلا لإطفاء حرائق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    تقرير: إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد    إطلاق سراح الشاب ريان خلفي الموقوف بالسجن المدني ببنزرت    عاجل/ في العاصمة: طبيب يطعن زوجته بسكين..    بايدن ينفي علمه المسبق بإصابته بسرطان البروستاتا    سلسلة فيفا للشباب 2025 تحت 16 عاما - المنتخب التونسي يلاقي غدا الخميس نظيره السويسري من اجل المركز الثالث    مانشستر سيتي يصعد للمركز الثالث بفوزه 3-1 على بورنموث في اخر مباراة لدي بروين على ملعب الاتحاد    كيف سيكون الطقس الأيام القادمة: حرارة غير عادية أم هواء بارد وأمطار؟    رسميا: الفيفا تكشف عن برنامج مباريات الترجي في مونديال الأندية 2025    تم التصويت عليه فجر اليوم: هذه فصول القانون المتعلق بتنظيم عقود الشغل ومنع المناولة    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض طفيف    السعودية: غرامة مالية ضخمة ضد الحجاج المخالفين    "اعتقال" قطة "بتهمة" تهريب مخدرات إلى سجن في كوستاريكا    عن «فيلم البوسير» لمولدي الخليفي : تونس تتوّج بجائزة مفتاح العودة في غزة    السينما التونسية بين الماضي والحاضر: موضوع لقاء ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي    نابل تحتضن الدورة الثانية من الملتقى العربي للنص المعاصر تحت شعار " المجاز الأخير: الشعر تمرين على الوجود"    موعد رصد هلال ذي الحجة    هذا موعد رصد هلال شهر ذي الحجة..#خبر_عاجل    رصد هلال ذو الحجة 1446 ه: الرؤية ممكنة مساء هذا التاريخ    لا تُضحِّ بها! هذه العيوب تُبطل أضحيتك    من تجب عليه الأضحية؟ تعرّف على الشروط التي تحدّد ذلك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض المستشفيات : نقص أطباء الاختصاص والتجهيزات الطبية
نشر في الشروق يوم 19 - 04 - 2010

لا تحظى خدمات المؤسسات العمومية للصحة برضا روّادها من مرضى ومرافقين رغم جهود التأهيل ومعالجة النقائص بدعم الإطار الطبي وشبه الطبي وتطوير التجهيزات. حالات عدم رضا تبدو متشابهة في كل الجهات وهو ما كشفه التحقيق الذي قامت به «الشروق» عبر شبكة مكاتبها ومراسليها في عديد المدن الداخلية إذ أجمع المستجوبون على أن أمراض المستشفيات تتمثل في نقص أطباء الاختصاص والتجهيزات وطول الانتظار وتعدّد التدخلات.
جرجيس : المستوصفات أفضل!
جرجيس الشروق :
لا تحظى الخدمات الصحية بالمؤسسات الصحية العمومية بالرضاء رغم عديد التحسينات وجهود العاملين بها وينتقد المواطنون خاصة نقص التجهيزات وطب الاختصاص وطول الانتظار. السيد محمد ز. قال إن الخدمات الصحية بمستشفى جرجيس متوسطة لعدم توفر بعض الاختصاصات مثل قسم لتصفية الدم وقسم لأمراض وتوليد النساء وآلة سكانار مما يضطر المرضى للتنقل إلى مدنين.
السيد منذر ح بدا مشمئزا من الخدمات إذ قال ان المستشفى الجهوي بجرجيس يبدو بعيدا عن بعض العمادات ونضطر لقطع مسافات تقارب 20 كلم للوصول إلى المستشفى، في حين بقيت البناية القديمة للمستشفى غير مستغلة إلى الآن بعدما يزيد عن 10 سنوات من تحويل المستشفى. أما السيدة درصاف فأشارت إلى أننا على أبواب موسم اصطياف والخدمات الصحية خلال هذا الموسم تصبح مردوديتها ضعيفة نظرا للكثافة السكنية بالمعتمدية التي تتضاعف صيفا ويصبح المستشفى لا يفي بحاجة متساكني الجهة والوافدين عليها من جهة أخرى، أما مريم وهي ربة بيت فترى أن الخدمات الصحية وخاصة بمراكز الصحة الأساسية مردوديتها أحسن بكثير من المستشفى أولا لعدم وجود الاكتظاظ وثانيا لحسن الاستقبال وتوفر الأدوية، السيدة آمال م لها رأي مخالف تماما إذ ترى أن الخدمات المسداة بقسم الولادات بوسط المدينة دون المتوسط إذ أن المواليد الذين يعانون أثناء ولادتهم من ضيق التنفس أو الزكام يقع فصلهم عن أمهاتهم بقسم الأطفال بالمستشفى الجهوي لحين يتم شفاؤهم وأحيانا تغادر أمهاتهن قسم الولادة ويعدن لمنازلهم دون مواليدهن وتقترح انجاز قسم لأمراض وتوليد النساء تفاديا لمثل هذه الاجراءات التي بالتأكيد هي في صالح المواليد ولكنها مقلقة، وأشار المواطن نور الدين، إلى أن المستشفى يشكو من نقص في الاختصاصات : الجراحة العامة وطب النساء والتوليد والتبنيج والانعاش والعلاج الطبيعي والتغذية والتصوير بالأشعة والقلب والغدد.
الشروق اتصلت بالسيد محمد الغفاري مدير المستشفى الجهوي بجرجيس الذي أشار إلى أن الاختصاصات غير المتوفرة هي القلب والانعاش والتبنيج وفيما يتعلق بقسم تصفية الدم فقد انجز بالكامل بكلفة 400 ألف دينار والإدارة في انتظار تدعيمه بالإطار البشري للانطلاق في النشاط وقسم أمراض النساء والتوليد بكلفة 500 ألف دينار في لمساته الأخيرة أما آلة السكانار التي أقرها سيادة الرئيس في جلسة المجلس الجهوي بكلفة مليار من المليمات فالإدارة بصدد بناء مقر لها أما باقي الاختصاصات فقد تم التعاقد مع الخواص حتى يتكامل القطاع العمومي والقطاع الخاص لتوفير الخدمات الصحية التي يحتاجها المواطن بمعتمدية جرجيس.
شعلاء المجعي
صفاقس : اكتظاظ ونقص في الأدوية والحل في التأهيل
الشروق مكتب صفاقس :
في الميدان الصحي تغطي جهة صفاقس مجالا جغرافيا وبشريا واسعا يتجاوز حدودها الإدارية لتشمل ولايات مجاورة من الجنوب والوسط بل انها أخذت بعدا دوليا باستقطابها لآلاف الأشقاء الليبيين مما أسس للسياحة الاستشفائية العلاجية إلا أن القطاع الصحي العمومي بات عاجزا عن منافسة نظيره الخاص فتراجعت جودة خدماته بشكل كبير، «الشروق» التقت عددا من التائهين في أروقة هذه المستشفيات بعد أن أصبحت المواعيد المؤجلة خبزهم اليومي.«أمي عيشة» عجوز في الستين أنهكها المرض وزاد عليها طول الانتظار مرضا بهذه الكلمات انطلقت ابنتها في الحديث عن معاناة والدتها مع المرض «بعد أن عجز الأطباء في مدينة قفصة عن مداواتها أرسلوها إلى مدينة صفاقس لتقوم بالتحاليل والصور اللازمة لتشخيص المرض وفي كل مرة نجابه بكلمات حفظناها عن ظهر قلب آلات التصوير بالأشعة والرنين المغناطيسي معطلة خذوا موعدا آخر وقوموا بالعملية لدى القطاع الخاص». وتضيف محدثتنا «هذا الكلام يشعرنا بالعجز وقلة الحيلة ونحن نرى والدتنا تتألم وتعوزنا الامكانيات المادية عن التوجه إلى المستشفيات الخاصة واتساءل صراحة عن حقوقنا كمنظوين في المنظومة العلاجية العمومية هذا فضلا عن نقص الأدوية التي غالبا ما نقتنيها من الصيدليات وخاصة ما كان منها باهض الثمن».
تركنا «أمي عيشة» على أمل أن يشفيها ا& مما ابتلاها به من مرض ومن مواعيد قد لا تكون ضحيتها الوحيدة لنلتقي أما في الثلاثين من عمرها تحمل بين يديها ابنها الباكي من شدة الألم فتحدثت عن الوضع المتردي لمستشفياتنا بحرقة من اكتوى بنارها «تتدهور خدمات المستشفيات العمومية من سنة إلى أخرى واذكر الحالة المزرية لقسم الولادات رغم أن هذا الجناح يعتبر من أفضل الأجنحة إلا أن نظافته تتراجع والسبب حسب رأيي اعتماد المناولة وعدم مراقبتها أما عن سوء معاملة المرضى والزائرين فحدث ولا حرج بالإضافة الى المحسوبية والمعاملات «بالاكتاف».
رشيد إطار شبه طبي لم ينكر ما جاء على لسان المرضى ويؤكد على «ضرورة الاسراع بتأهيل المستشفيات والمراكز العلاجية والاستشفائية على جميع الأصعدة بما يتلاءم مع حجم الجهة واشعاعها الاقليمي والوطني وحتى الدولي وذلك بتدعيم الإطار الطبي وشبه الطبي والإداري وتعهد التجهيزات الطبية بالصيانة خاصة وأن بعضها لا يتوفر إلا بهذه المستشفيات ويأتيها المرضى من مختلف مناطق الجنوب والوسط مع ضرورة توفير مختلف الأدوية اللازمة ونحن في انتظار المستشفى الجامعي الجديد الذي تصل كلفة انجازه حوالي 43 مليون دينار وسيقام على مستوى الطريق الحزامية كلم 11 الرابطة بين طريق قابس وطريق تونس على مساحة تصل إلى 313 ألف م2 ومن المنتظر أن يشكل هذا المشروع دعما كبيرا للبنية الأساسية الاستشفائية لتحسين الخدمات الصحية للمرضى من داخل الجهة ومن الولايات المجاورة». هذا المستشفى يمكن أن يمثل حلا لضيق هذه الفضاءات العلاجية واكتظاظها بروادها ممن يأتون طلبا للعلاج من أمراضهم فتزيد الخدمات السيئة حالتهم الصحية تعكرا وتأزما.
أحمد أمين
جندوبة : « المصاريف ونقص الاختصاصات » أضرت بضعاف الحال
جندوبة الشروق :
أعربت فئة كبيرة من متساكني مدينة جندوبة عن تذمراتها من الخدمات الصحية المسداة لها من المستشفيات والمستوصفات الحكومية وفي هذا الاطار قال السيد منجي العبيدي وهو عامل يومي « نقائص عديدة تتميز بها الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى الجهوي بجندوبة رغم المجهودات الكبيرة التي يحرص على القيام بها المسؤولون عن هذه المؤسسة الصحية التي تعتبر من بين أكبر المؤسسات الصحية في تونس وعن هذه النقائص . أضاف « تتميز الخدمات الصحية بجندوبة بالبطء حتى أن بعض ممن يتوجهون لعيادة الطبيب عادة ما يضيقون ذرعا بسبب طول الإنتظار مما يدفعهم نحو التوجه إلى طبيب خاص ،رغم قلة ذات اليد ومحدودية مداخليهم المادية » .
المعارف أضرت بضعاف الحال
أما السيد حسين لعبيدي وهو في العقد الرابع من عمره متزوج وله 4 أبناء فقال « لقد سيطرت المعارف على سلوك الموظفين والأطباء حتى أصبحوا يبجلون معارفهم غير عابئين بضعاف الحال ممن لاجاه لهم و الذين أصبحوا يتعرضون إلى معاملة سيئة خاصة من الممرضين كلما توجهوا إلى أحد المستشفيات بجهة جندوبة» .
نقص في بعض الإختصاصات
أما السيد خالد العيادي فقد أكد بأنه يجد حسن المعاملة من الممرضين والأطباء على حد السواء كما أضاف بأن الخدمات الصحية وخاصة بالمستشفى الجهوي بجندوبة عرفت تطورا ملحوظا إذ أصبح المريض يحظى بعناية فائقة إلا أن بعض النقائص مازالت تؤرق المواطن على غرار إفتقار بعض الإختصاصات على غرار الأمراض الجلدية .
سمير العيادي
توزر : نقص في الأدوية «وطبيب عظام» ل100 ألف ساكن
توزر الشروق :
مازالت العديد من النقائص في القطاع الصحي بالجريد عالقة وتحتاج إلى دراسة معمقة من ذلك المعاملة ونوعية الخدمات في المستشفى الجهوي والمستشفيات المحلية والمستوصفات حيث يكون القبول محتشما إضافة إلى نقص أطباء الاختصاص.
السيد محمد بن امحمد قال إن هناك فرقا في المعاملات بين مرضى متساكني مدينة توزر وما يعانيه الوافدون من بقية الجهات، وقد لاحظت ذلك العديد من المرات، فكثير من الحالات التي لا تستوجب الانتظار تلاقي صعوبات في العيادة وهذا ناتج أيضا عن النقص في أطباء الاختصاص حيث لا يوجد إلا طبيب واحد في كل اختصاص اما في مراكز الرعاية الصحية فهناك طبيب أسنان فقط، والمريض عندما يسعفه الحظ ويجد الطبيب المداوي لمرضه يفاجأ بتحديد موعد يصل إلى خمسة أشهر أو أكثر وأن من يريد المعالجة في وقتها عليه دفع 30 دينارا معلوم العيادة لدى نفس الطبيب وبتجهيزات المستشفى!... ويضيف : رغم أنه تم تجهيز مستشفى توزر بآلة «المفراس» «سكانار» فإن قراءة الصور والتشخيص تتم بقفصه أين يوجد طبيب مختص هناك، السيد الطاهر بن علي أفضال قال ان قسم الاستعجالي بدقاش يشهد نقصا خاصة بالليل عندما يكون الطبيب المباشر غير موجود ولا يأتي إلا عند الحالات القصوى ورغم المجهودات التي يقوم بها الممرضون عند الاسعافات الأولية فيبقى دور الطبيب واجبا وهذه المشكلة لن تجد حلا إلا بتعزيز الإطار الطبي بطبيب آخر أو اثنين ليبقى الطبيب في المستشفى وليس في المنزل. والنقطة الثانية هي غياب الأدوية فالمريض يتسلم بعد العيادة وصفة طبية وعندما يتحول إلى صيدلية المستشفى لا يجد شيئا لذلك يضطر لاقتنائها من الصيدليات الخاصة.
ويضيف السيد عبد ا& بن عثمان أن النقص في اختصاص العظام ملحوظ نظرا لوجود طبيب واحد ل100 ألف ساكن إضافة أنه يباشر عمله في عيادته الخاصة وفي هذه الحالة يكون المريض مجبرا على الانتظار أو على التحول إلى مصحة بالمتلوي أو قفصة.
محمد المبروك السلامي
وغياب التجهيزات العصرية
جربة : سوء الاستقبال وطول
الانتظار
جربة الشروق :
حقق القطاع الصحي بجزيرة جربة قفزة نوعية في الآونة الأخيرة سواء من ناحية البنية التحتية من مستشفيات ومستوصفات أو من ناحية المعدات والأجهزة ولكن رغم ضخامة هذه المشاريع ووفرة الاعتمادات إلا أن الخدمات لم ترق بعد إلى مستوى رضاء وارتياح المواطن نتيجة النقص الحاد في الإطارات الطبية في اختصاصات عدة فالمستشفى المحلي بميدون بعد مرور أكثر من 6 سنوات على تأسيسه وهو لا يزال ينتظر في قسطه الثاني فهو يفتقر إلى أدنى الضروريات التي يمكن أن تتوفر في أي مستشفى كالعيادات اليومية و طب الاختصاص وخاصة قسم الاستعجالي فهو أشبه ما يكون بمستوصف محلي رغم ضخامة البناية وكثرة الفضاءات وموقعه الممتاز في مدينة ميدون التي تضم أكبر تجمع سياحي في الجمهورية . هذه النقائص ترغم المواطن على تحمل أعباء التنقل إلى مدينة حومة السوق للعلاج أو للإسعاف مما سبب ضغطا شديدا على المتستشفى الجهوي بحومة السوق الذي يعاني بدوره من نقص الإطارات الطبية في عدة اختصاصات كالأمراض الجلدية والحروق والأشعة والطب النفساني وخاصة الإنعاش مما يستوجب نقل الحالات الخطيرة إلى المستشفى الجامعي بصفاقس أو إلى العاصمة . ويبقى قسم التوليد أكثر الأقسام خطورة عند المواطن في جربة ويمثل النقطة السوداء في المستشفى نظرا لما حصل فيه من أحداث خطيرة من طرف أحد الأطباء الأجانب .
السيد عادل بوعمر واحد من الكثيرين الذين كانت زوجاتهم ضحية هذا الطبيب فقد سبب لزوجته عقما لا لشيء إلا لأنها لها 3 بنات حسب تقريره الطبي وهو الآن بصدد تتبعه عدليا حاله حال السيد فتحي وهو أب لطفلين حرمه الطبيب من الإنجاب مرة أخرى بعد استئصال رحم زوجته في حين الحالة لا تستوجب ذلك حسب أطباء مختصين عدد كبير من المتضررين أعربوا ل « الشروق» عن استيائهم من هذه الممارسة الخطيرة التي تمت دون علمهم أو استشارتهم مما حمل العديد منهم إلى الالتجاء إلى المحاكم إذ يوجد الآن 48 شكوى أمام القضاء وعدد كبير آخر من الشكايا بوزارة الصحة ضد نفس الطبيب .
أما السيد « قيس كرونة » فقد تطرق إلى مسألة سوء الاستقبال والمعاملة وعدم مراعاة الحالة النفسية والصحية للمرضى وقد أفاد أنه نقل زوجته مؤخرا إلى قسم الإستعجالي ولكن انتهى به الأمر في مركز الأمن الوطني بعد أن وقع طرده من طرف أحمد الممرضين .
في محاولة الرد على هذه التجاوزات والنقائص اتصلت « الشروق » بأحد المسؤولين عن مستشفى الصادق مقدم بجربة الذي تحدث عن الضغط الكبير الذي يتحمله المستشفى اذ يتوافد سنويا على قسم الإستعجالي ما يقرب 52ألف حالة وأكثر من 32 ألف على العيادات الخارجية أما قسم التوليد فيستقبل أكثر من 3300 امرأة في السنة ، أما بالنسبة للطبيب الذي رفعت ضده قضايا فقد أكد أنه يتصرف بما يستوجب حالة المريض ولتلافي هذا الضغط وتقريب الخدمات من المواطن أفاد أنه تم تخصيص عيادات أسبوعية بمستشفى ميدون في اختصاصات حيوية عديدة كالأمعاء والمعدة والبدنية والسكري وطب الأطفال والقلب والشرايين وقد بدأت هذه التجرية تعطي نتائج ملموسة وجدت الصدى الطيب عند المواطن .
فبين أعذار المسؤولين وحقيقة الواقع يبقى المواطن في جربة ينتظر حلولا جذرية تعيد ثقته في المستشفيات العمومية حتى تخفف عليه عبء العيادات الخاصة التي أثقلت كاهله كما يطالب بقية الأقسام أن تنسج على منوال قسم الأطفال وقسم تصفية الدم التي تعتبر من الأقسام المثالية بالجزيرة .
تحقيق : نبيل بن وزدو
سيدي بوزيد : نقص أطباء الاختصاص والتجهيزات الطبية
سيدي بوزيد الشروق :
لا تدخر الدولة أي جهد للنماء والنهوض بالخدمات الإستشفائية في كامل تراب الجمهورية وعلى الرغم من المجهودات والتشجيعات والامتيازات المسندة لفائدة بعض الإختصاصات في الجهات الداخلية وتصنيف جهة سيدي بوزيد من المناطق الصحية ذات الأولوية من صنف أ فإن الخدمات العلاجية مازالت عليلة إلى حد بعيد جدا بسبب قلة أطباء الإختصاص وعدم توفير بعض أجهزة الكشف الدقيقة للأمراض إلى جانب العديد من النقائص الأخرى التي تعرضنا لها من خلال محاورتنا مع بعض المواطنين الذين كانت تدخلاتهم ومعاناتهم وتذمراتهم متنوعة .
البداية كانت مع أحد المواطنين الوافدين على المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد ويدعى « عز الدين » أو « عزوز » وجدناه في غاية الغضب وسط جمع من المواطنين يسرد ما جرى له قرب قسم الاستعجالي حيث فهمنا من خلال حديثه إلى الجماعة أنه إصطحب أمه المسنة إلى قسم الاستعجالي وبعد إجراءات وطول إنتظار دام على حد قوله 45 دقيقة جاء دورها ودخلت قاعة الفحص وهناك فوجئ إبنها بعدم توفر محرار لقيس درجة حرارة المريضة فبادر بالذهاب إلى أقرب صيدلية وأشترى محرارا لإنهاء عملية الفحص وهنا تساءل المتحدث عدة مرات مستغربا هذا الأمر بقوله « مستشفى جهوي بلا محرار فما بالك بالأجهزة الأخرى !» « نضال » حدثنا عن أمر هام ما فتئ يحير الأهالي في كل مناطق الجهة وهو يتمثل في نقص وغياب الأدوية في صيدلية المستشفى حيث أن أبسط الأدوية الضروريةغير متوفرة وحتى وإن كنت منضو تحت غطاء المنظومة العمومية للعلاج فإنه وجب عليك إشتراء الدواء من الصيدليات الخاصة فضلا عن نقص الإطار الطبي حيث يشكو المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد نقصافي أصحاب الاختصاصات وخاصة جراحة الأعصاب والإنعاش إذ أنه في بعض الحالات يقتضي الأمر الاتصال بالطبيب في بيته عندما يكون خارج أوقات عمله نظرا لغياب من يعوضه .
الحاجة ساسية إصطحبت زوجة إبنها التي كانت في حالة مخاض هالها ما رأت في قسم الولادات حيث تؤكد على الاكتظاظ الذي سيطر على القسم وغياب التنظيم وقد روت لنا بعض الحالات التي عاينتها حيث ذكرت وجود مريضتين في سرير واحد ، وحالات ولادة وقعت قبل تدخل القابلة وحالات أخرى من الإهمال تتعرض لها المقيمات بهذا القسم ( قسم الولادات ) ونشير إلى أن ما تقدم من هذه الشهادات والتدخلات لا ينفي وجود عديد الإيجابيات المتمثلة في تعزيز تجهيزات المستشفى بعديد الأجهزة ( بعض الإضافات في قسم التحاليل وفي طب العيون ... ) والتحسن الملحوظ المسجل على مستوى أعوان الاستقبال والحراسة كما نشير إلى أن الأهالي يطمحون إلى الوصول في أقرب الآجال إلى الآداء والخدمات الجيدة في مستوى مستشفاهم حتى يقطعوا مع الماضي الأليم والمليء بالفواجع .
محمد صالح غانمي
القيروان : خدمات دون المنشود والحل في المستشفى الجامعي
القيروان الشروق :
شهدت الخدمات الصحية بالقيروان تحسنا وتطورا في البنية التحتية، وتتوفر القيروان على مستشفى جهوي ينتظر الارتقاء إلى المرحلة الجامعية وتقدم أقسامه خدمات جليلة. لكن ورغم جهود الإطارات ورغم التجهيزات التي تمت إضافتها فإن الحاجة إلى تحسين الجودة وتجاوز بعض النقائص لا تزال ملحة.
وذكر خميس الفالح ان ابنه عندما أقام بالمستشفى أجرى التحاليل وصور الأشعة و«السكانار» لدى القطاع الخاص متسائلا بذلك عن جدوى المنظومة العمومية في ظل هذا القصور. كما أكد وجود نقص في التجهيزات الأدوية وفي أطباء الاختصاص. من جهة ثانية تساءل الفالحي عن عدم توفر مستشفى جامعي بالجهة تتوفر فيه الاختصاصات المطلوبة ويكون قادرا على استيعاب الأعداد الكبيرة للمرضى سيما وأن جلهم يسافر إلى ولايات أخرى من أجل العلاج المفقود في الجهة وهذا فيه متاعب جمة للمرضى ويثقل كاهله وكاهل تلك المستشفيات.
اكتظاظ ونقائص
من جانبه أشار سالم البرهومي إلى حالة الاكتظاظ بقسم التحاليل وكثرة المقبلين مقابل بطء الخدمات وطول الانتظار داخل القسم مشيرا إلى عدم توفر عديد التحاليل التي تستوجب السفر إلى المدن الساحلية. وقد أشار من جهة ثانية إلى طرفة متعلقة بقسم أمراض القلب مستفسرا عن سبب تواجده في الطابق العلوي والحال أن مريض القلب يرهقه صعود الدرج داعيا إلى تدارك الأمر عاجلا.
ولئن وصف الشاب صالح بن ضو (بوحجلة) الذي جاء لزيارة والده المقيم بمستشفى الأغالبة خدمات هذا القسم بكونها عادية فإنه أشار إلى حالة الاكتظاظ بينما اشتكى سفيان نعمان من طول طابور عيادة طب العيون بوحدة الأغالبة وذكر أن طبيبا واحدا لا يكفي. ولئن أشاد بكفاءة الأطباء بالقسم فإنه أشار إلى مشكل كثرة المواعيد وتباعدها علاوة على مشكل فصل قسمي الصور والمخابر الكائنة بمستشفى ابن الجزار عن وحدة الأغالبة وكيف أنه يجب التنقل بينهما في اليوم أكثر من مرة وهي مسألة مكلفة زيادة على ضياع الوقت والإرهاق كما دعا سفيان إلى توفير قاعات انتظار أمام كثرة رواد المستشفى مشيرا إلى جلوس المرضى على البلاط.
نقص الأدوية والنظافة
تذمر المرضى قد يكون مبالغا فيه لكن ما يلفت الانتباه هو تشكيات بعض الممرضين من نقص الإطارات شبه الطبية والأطباء المقيمين ومن نقص التجهيزات. وذكر ممرض بأحد الأقسام أن عديد التجهيزات أصبحت قديمة وتحتاج إلى تجديد وزيادة كما دعا إلى مضاعفة خدمات النظافة.مراكز الرعاية الأساسية (الصفوف الأولى) هي الأخرى ليست أفضل حالا فنادرا ما يتوفر الطبيب المختص وغالبا ما تشهد العيادات اكتظاظا تواجه بحالة عدم الاكتراث سيما عندما يحين موعد «لمجة» الممرضين وان اقتضى الأمر انتظار المرضى على أحر من الألم. من جهة ثانية فإن نقص الأدوية يزيد بشكل كبير من حالة عدم الرضاء عن الخدمات. وذكر الشاب أحمد أنه أجرى الفحوصات في المستشفى وقدم له العلاج لكنه كان مرفوقا بوصفة طبية كلفته ثمانين دينارا والحال أنه منخرط بالمنظومة العلاجية العمومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.