صحيح أن برمجة تظاهرة ليالي العبدلية لهذا العام وتحديدا في شهر رمضان، كلها فنية غنائية الا ان جرح العبدلية الذي تسببت فيه الحسابات السياسية لم يندمل بعد، وجرح الجمهور من الكوميديا الفاشلة في شهر رمضان الحالي، جعلا «العبدلية» تداوي الجرح بالجرح، فتنظّم بالتعاون مع عائلة الفقيد سفيان الشعري، حفل تكريمه بمناسبة مرور سنة على رحيله، في سهرة أطلق عليها عنوان «سهرة حب ووفاء للفقيد سفيان الشعري». سفيان رحل منذ سنة لكنه ترك في الحياة ابتسامة... تحضر لمجرد رؤيته، فما بالك وأن تدخل قصر العبدلية، ليلة أول أمس، ليصافحك سفيان الشعري في معلقات عملاقة لدوره في مسرحية الماريشال ولدوره في «سعدون SDF28»، وفي أكثر من صورة في معرض ببهو قصر العبدلية تضمّن صوره منذ الطفولة الى آخر ظهور له قبل الوداع الاخير.
كيف لا تبتسم حين ترى سفيان يعبّر بوجهه الطفولي في صور جامدة؟! فما بالك لما تعيد متابعة بعض الحلقات في الأعمال الرمضانية التي قدّمها في العشرية الاخيرة. وقد تم اعداد ريبورتاج تلفزي بث ليلة أول أمس، تحدث فيه الجمهور التونسي عن فقدانه ل«السبوعي» (كما يحلو للجمهور مناداته) في شهر رمضان لهذا العام واصفين للأعمال الجديدة بالفاشلة.
«سفيان شو»
حفل تكريم الفنان الراحل سفيان الشعري، تضمّن في جزئه الاكبر، عروضا موسيقية استهلت بتلاوة للفاتحة والمعوذتين من كتاب ا& الكريم بصوت الفنان فوزي بن ڤمرة، تلاوة تلتها فقرة غنائية لعدّة أطفال عرفهم الجمهور في برنامج «سفيان شو» هناك غنوا أمام الجمهور لأول مرّة. وها هي مرّة أخرى يصافحون فيها الجمهور في ذكرى مرور عام على وفاة «سفيان».
أطفال «سفيان شو» غنّوا ورقصوا، لأجل «سفيان» فما أشبه الأمس باليوم... وما أوحش فراق عزيز الأمس وفقيد اليوم والغد.
تكريم
وتجدر الاشارة الى أن سهرة حب ووفاء للفقيد سفيان الشعري عرفت حضور السيد مهدي مبروك وزير الثقافة والذي لم يبارح فضاء قصر العبدلية الا مع انتهاء العرض ومغادرة الجميع. وبالمناسبة سلّم الوزير درعا بلوريا به صورة سفيان الشعري في نسختين، نسخة الى والدة الفقيد ونسخة أخرى الى زوجته.
زياد يكرّم سفيان
أما الجزء الابرز والأطول في سهرة الحب والوفاء للفنان الراحل سفيان الشعري، فقد مثّل مسك الختام مع الفنان التونسي الاصيل زياد غرسة في وصلة غنائية تونسية، «تسلطن» خلالها زياد، و«تسلطن» معه الجمهور، فحتى وزير الثقافة، تفاعل بحركة رأسه مع أجمل الاغاني التونسية التي قدّمها زياد غرسة صحبة مجموعته الموسيقية والتي على حد تعبيره (زياد غرسة) وجد صعوبة كبيرة في اختيارها لطبيعة التكريم، لذلك غنى بعد تفكير طويل، «محال كلمة آه»، ووصلة مالوف، و«فراق غزالي»، و«يا أم العيون الزرقة» و«عزيّز قلبك» و«من جار عليّ قتلني».
حضور
ويذكر أن عديد النجوم التلفزية من زملاء سفيان الشعري في أعمال تلفزية على غرار سيت كوم «شوفلي حل» وسيت كوم «نسيبتي العزيزة» سجّلوا حضورهم في سهرة تكريم سفيان الشعري، وقد سجّلنا حضور المخرج صلاح الدين الصيد، والممثلة القديرة منى نورالدين، وكوثر الباردي، وكوثر بلحاج، وجميلة الشيحي، ومنال عبد القويّ، ودارين بوغزالة، ومحمد منير العرقي، جعفر القاسمي، ومحمد علي دمق، ويونس الفارحي والفنان الهادي التونسي والفنانة الاستعراضية حياة جبنون. وفي المقابل غابت أسماء أستغرب غيابها على غرار كمال التواتي وخالد بوزيد، وأسماء بن عثمان، وجمال المداني.
وإجمالا كانت سهرة حب ووفاء للفقيد سفيان الشعري ممتعة وشدّت الجمهور ورغم حرارة الطقس فإن الاغلبية لم يغادروا العبدلية الا اثر نهاية الحفل.