من يتابع الصحف الصادرة يوم 24 رمضان 1363ه الموافق ليوم 12 سبتمبر 1944م، يلاحظ تركيز أغلب الصحف على ما يجري في الحرب، وهو أمر طبيعي عايشته الصحف الصادرة في تونس انذاك طوال شهر رمضان الكريم في تلك الفترة الحساسة من تاريخ العالم بأسره. لذلك كانت الأخبار التي تخصّ الحرب في فرنسا، وألمانياوروسيا، كثيرة وعديدة، ولا يمكن استحضارها جميعها، لكن سنركز على المقالات التي ركّزت عليها جريدة «النهضة» في ذلك اليوم، حيث اهتمّت «النهضة» بحرب روسيا، وعنونت البلاغ الصادر بها في هذا الخصوص ب«هجوم عظيم روسي ينتظر شنّه قريبا لتحرير بلاد البلطيق واحتلال بروسياالشرقية». كما خصّصت مساحة هامة استعرضت فيها قائمة الوزارة الفرنسية الجديدة طبعا سنة 1944 (سبتمبر) في مقال إخباري بعنوان «الجنرال دي قول يشكل وزارته الجديدة بعد استقراره بباريس». وفي وسط الصفحة الى يسار هذا المقال، نجد مقالا عنوانه في حدّ ذاته خبر (طويل) وجاء كما يلي: «قنابل المدافع الحليفة تسقط بأرض ألمانيا على إثر التقدّم الحليف الأخير في أرض البلجيك بينما تحتلّ قوات الحلفاء من جهة أخرى بعض مراكز من خط ماجينو وديجون» وغير بعيد عن هذا الموضوع، وتحديدا في الواجهة الايطالية «أصبحت القوات الحليفة زاحفة متقدمة في ضواحي بستويا». «المستر» تشيرتشيل في كيبيك يتوقع نهاية الحرب قريبا ويعبّر عن ارتياحه لتطوراتها الأخيرة قبل اجتماعه بالرئيس روزفيلت». عنوان آخر صدر بصحيفة «النهضة» في الثالث والعشرين من رمضان 1363ه. ومن الأخبار الواردة في شكل برقي (أخبار قصيرة) اخترنا لكم خبرا من ركن «آخر لحظة» في نفس العدد بنفس الصحيفة، وجاء فيه ما يلي «القاهرة منذ دخول الحلفاء باريس ظهر انخفاض كبير في سوق الذهب وهذا الانخفاض يعزى لكثرة مادة الذهب ولسرعة وعظمة الزحف الحليف والإيمان بقرب نهاية الحرب».