جرّني الحديث مع الشاذلي القايد ليلة أمس الجمعة بقاعة المرحوم عبد الوهاب الشاهد بمقرين بمناسبة «لمّة الأحباب» التي انتظمت من قبل جمعية أصدقاء كرة اليد إلى مستقبل منتخبنا الوطني بعد أن أعلن كل من أنور عياد ووسام حمام وهيكل مقنم اعتزالهم الدولي. ولئن اتفقنا على قبول واحترام قرار أنور عيّاد الذي لم يعد يتحمل عبء الاحتراف بناديه تولوز ومتطلبات الانتماء إلى المنتخب خاصة من الناحية البدنية، ولئن تفهمنا أيضا قرار الابتعاد من قبل وسام حمام الذي لم يعد قادرا على نفس العطاء من جراء إصابته منذ سنتين على مستوى الكتف وعدم قدرته على مواصلة التضحية بصحته بالرغم من اقتناعنا بدوره الكبير على مستوى الدفاع والذي يصعب تعويضه فيه في الإبان، فإننا لم نجد ولا نجد أي مبرر لاعتزال قائد المنتخب هيكل مقنم الذي نراه ولعدة اعتبارات ضروريا في هذه المرحلة الانتقالية بالذات لتأمين مستقبل المنتخب.
قلت لعدة اعتبارات وأولها دور القائد «Leader» الذي ما انفك يؤديه على أحسن وجه مع بقية اللاعبين وبالتنسيق بينهم وبين الإطار الفني والإداري حيث كثيرا ما تمكن هيكل مقنم بفضل حكمته وذكائه وحرفيته من حل إشكاليات عدة كانت تطرح على المنتخب كما أنه يتمتع بشخصية قوية تجعله يفرض احترام زملائه اللاعبين وكذلك الإطار الفني والمسؤولين في الجامعة ولا شك أن وجود من يضطلع بهذا الدور هام جدا لنجاح المنتخب والحقيقة أننا اليوم لم نهيئ أحدا من بقية المجموعة لتحمّل هذه المسؤولية لذلك نرى أنه من باب أولى وأجدى أن يقع إعداد لاعب أو اثنين للاضطلاع بهذا الدور في هذه المرحلة الانتقالية بحضور هيكل.
أما على المستوى الرياضي البحت فقد أظهر فعلا كمال العلويني إمكانيات غير محدودة لتولي خطة منسق للفريق كما أن بن صالح واليحياوي ينتظران هما أيضا الفرصة لإثبات جدارتهما بخلافة مقنم، إلا أن ذلك لا يمكن حسب نظرنا أن يتم بين عشية وضحاها خاصة أن المدة التي تفصلنا عن بطولة العالم بإسبانيا لا تتجاوز الخمسة أشهر.
ثم إن هيكل مقنم لا يزال يتمتع بمؤهلات بدنية تخول له اللعب بمعدل 45 دقيقة كل يوم في أعلى مستوى وإني على يقين بأن وجوده في المونديال سيعطي لكمال العلويني أكثر أريحية واستئناسا بتجربة المقنم للتعودعلى الاضطلاع بدور هذا الأخير والاستعداد لتحمل المسؤولية كاملة بعد المونديال.
وعلى العموم نتمنى أن يفكر الطاقم الفني للمنتخب مليا في المسألة وكذلك الجامعة وأصدقاء كرة اليد وكل المهتمين بشأن رياضتنا المفضلة حتى نضمن انتقالا سلسا وناجعا من جيل 2005 إلى الجيل الحالي.